أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2














المزيد.....

الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 02:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولم يُعطَ هذا المفهوم معنى ذات طابع إيجابي إلا في الفلسفة الشرقية والجنوبية تلك الفلسفة التي تجعل من تجاوز الأخر على الأنا الشرقية عامل أستعادة للوعي وأستعادة للتوازن المفقود بينها وبين طبيعتها الأول فيقول الدكتور عبد الجبار الرفاعي في حوار سابق معه عن نظرة المجتمع الشرقي ويأخذ مثالا عنه المجتمع الفيتنامي(فقد استمر هذا المجتمع طوال نصف قرن يقاوم الاستعمار الفرنسي ثم الاميركي،وتعرض للتدمير والابادة،ثم تحررت فيتنام وانتهت المقاومة،ووجد المجتمع الفيتنامي نفسه خارج منطقة الحرب،فانشغل بإعادة البناء والتنمية،ولم ينشغل بإعادة انتاج الكراهية للمجتمعات الغربية،والعلم والمنجز التكنولوجي الحديث.مقاومتهم وقتالهم لم تكن منبعاً لكراهية المجتمعات الغربية،وانما وجد نفسه بكل سهولة يمكن ان يتعاطى مع العلم الغربي والمجتمعات الغربية،من دون عقدة،أو مشكلة،واستمرت حياته بشكل طبيعي. (لكن بالمقابل نرى العناصر الدافعة في المجتمع الأمريكي بعد أحداث 11 أيلول أنتج مزاج كراهية لا محدودة للآخر لم تتوقف عن تبرير قتل الملاين وتدمير مجتمعات كامله لا لشيء إلا لإحساسها بالخطر من المزاحمة من عدم تقيد الأنا بمفهوم الحب الذي أرساه الدين أي ما صنعه الله,إنه أستثمار لا أخلاقي لواقع الكراهية.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.كانت هناك فرصة تأريخية مهمة عندها يتوقف الإستعباد والمتاجرة بالرقيق خلال عهود وأستغلا الأخر بالأستعمار بكافة جوانبه لما سببت تلك الكراهية من مأسي وويلات على شعوب تحركها فكرة المنازعة والمزاحمة فكرة أن أكون أو لا تكون أنت فكرة قادها رجال يؤمنون أصلا بالدين ويتغنون بأن الله هو الذي أيدهم ونتذكر مقولة هتلر الشهيرة(لابد أن أشكر الله الذي ألهمني قيادة ألمانيا)هذا الدين الذي لا يتورع أن يقتل الألاف من الناس بتبرير واهي أنهم يزاحمونني هكذا بنت الأنا الغربية صراعها مع نفسها وقادت العالم للكراهية وهي أنا متشابه فكيف يكون تصرفها مع الأنا الأخرى التي تناظرها في نفس الفهم.
لقد أيقظت نتائج الحرب العالمية الثانية الضمير الإنساني بدافع أخلاقي وديني ومثالي نظرا لضخامة الجرائم التي حدثت في حق الإنسان والكون الأرضي فظهر مفهوم التعاون الدولي لحل الأزمات وتجلى مفهوم القطبية الثانئية الشرقية الغربيه وكان معولا أن يسعى جادا لأن يكون حلا كونيا مثاليا ,لكن روح الحقد والكراهية لم تلبث أن نمت بوجه جديد أكثر عمقا وأشد أثرا هو مفهوم الحرب الباردة التي بنيت قواعده على مفهوم توازن الرعب توازن الحرية والذاتية لكلا الطرفين بل وحتى هذا المفهوم لم يوقف الحروب ولم ينجح حتى هذه اللحظة في تداركها أيضا.
إن الغرب في هذا المفهوم يقول الشيء ويفعل عكسه ،فهو من جانب يقر بالأنا وبالآخر ويدعو إلى علاقة إيجابية بينهما ولكن لن ولم يتخلى عن مفهومها المتأصل مفهوم المزاحمة والتضاد والرغبة في حريته هو لا حرية الأخر.فكيف يتم له أن يفعل ذلك والحوافز والدوافع لم تتبدل لم يجعل من حقيقة كون الدين يعني الحب يعني التناظر والتماثل وهو لا يؤمن بذلك؟إن الأنانية الفردية والأطماع موجودة في كل وكل شخص أناني ما لم تقومه وتضبط فاعليته معيارية ومرجعية تضع حدود للأنا,هذه المعيارية لم ينجح بها سوى الدين رمز الحلم بالسعادة والحرية الكونية(الجنة والنار)ذلك المتيقظ الكامن في النفوس على النحو الذي لا يمكن تجاوزه حتى عند أشد الناس إلحادا به .
فكيف يمكن أن تتصالح الأنانيات دون أن يكون هناك ما يمكن أن يجمهعا على نحو نسقي هذا النسق يجب أن يحظى بقبول كلي وله امتداد متصل بحلم العودة للجنة؟ وكيف يمكن أن يتخلى شخص عن مصالحه الفرديّة لمصلحة غيره بمعنى تخليه عن مصالح لم يتبناها في البناء الأول للأنا ولكن شرعتها الأنا الطامحة والمنطلقة بحريتها عبر فضاء حرية الأخر وهو يؤمن أن الآخر هو آخر سواه ولا يمت له بأية صلة مثلية؟.
إن التخلي عن الروح والجانب الميتافيزيقي بالرغم من المناداة بالحرية وحقوق الأنسان والعدل الكوني ذلك لا يمنع من أن تحتفظ الدول التي ترفع هذا الشعار بأقوى الأسلحة المدمرة والفتاكة لأن تطبيق هذا الشعار.هل يحتاج لكل هذه الأسلحة لحمايته وتطبيقه كما تعتقد وكما تفرضها مفاهيم الأنا لديها وهذا ما حصل فعلاً عندما أنتجت الفلسفة الغربية مفهوم الآخر المزاحم الذي لا بد أن تتغلب عليه الأنا لأن الأنا عند الفليسفة الغربية جوهر يبحث عن النجاة من الأخر النجاة من الشك بالأخر وردة فعله فظهر مفهوم لم تعرفه الإنسانية من قبل أنه مفهوم الحروب الأستباقية عكس الفهم الشرقي المتمثل مثلا بقول الإمام علي(لا تجب العقوبة قبل حدوث الجرم).
لقد سعت الأنا الأوروبية من خلاله للإستيلاء على فضاء حرية الأخر وشن الحروب عليه،وهذه الحروب لم تنته إلى هذه اللحظة بل تأخذ أوجه اخرى غير عسكريه أحيانا وحسب موضوع التنازع أصلا.وهنا نستذكر مقولة وزيرة الخارجية الامريكية الأسبق أولبرايت عندما سئلت هل يستحق الهدف المعلن من تحجيم النظام العراقي أن يقتل مليون شخص في العراق أجابت نعم يستحق ذلك,فلأجل هدف يمكن أن يكون ضحيته مليون إنسان في ظل عالم العولمة وفقدان الإنسانية الكونية.
وبالرغم من ذلك فإن الإنسان المعاصر في العالم بأسره اليوم لازال يحلم ويحتفظ بهذا الحلم ويجسده من خلال التأثر بالفرح وبالحزن على الآخر ومن خلال التعاطف وخاصة في أوقات النكبات والكوارث.هذا التشارك الحقيقي في الإنسانية الكونية لم تنتبه إليه الرؤية الغربية لحقيقة التواصل الإنساني بين مختلف إحتمالات صور الأنا عند الإنسان. وبالطبع فإن ذلك كان بسبب إستبعاد الثقافة الدينية والروحية من الفكر الذي قام بصياغة الرؤية الفلسفية التي عبّرت عن البنية السياسية والإقتصادية الإستعمارية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2