أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - حقائق الأرض وتخيلات القرار 3














المزيد.....

حقائق الأرض وتخيلات القرار 3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4915 - 2015 / 9 / 4 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الوقت الذي تتهيأ به الجماهير لأحياء يومها التقليدي في المطالبة بالتغيير والأصلاح لا بد أن نقرأ سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية بمعناها الأمني على الساحة العراقية , أول هذه الظواهر هو ما يتسرب من خلال مكتب رئيس مجلس الوزراء أو من خلال القنوات الأعلامية التي تمتلك خيوط تواصل معه , أن هناك رفض علني بدأ ينمو ويتصاعد من داخل المؤسسة السياسية الحاكم تتمرد وترفض حتى الأصلاحات الترقيعية التي نادى بها السيد العبادي من خلال الحزمتين المشهورتين , وتم أبتلاع كل الترحيب والمساندة والمشاركة التي أبدتها هذه القوى في أول فترة الحراك الشعبي وما جرى الأعلان عنه من خلال الأهلام أو الخطاب المباشر ,ليس رفضا لفكرة الأصلاح كما هي مدعومه شعبيا ومن المرجعية الدينية فهم يعرفون أن أعلان موقف كهذا يعني سقوط أخلاقي وسياسي وأجتماعي لهم , ولكنهم وبالنغمة الجديدة يرددون أنهم مع الأصلاح لكن من خلال القانون والدستور وأن لا تضر هذه الأصلاحات بالوضع السياسي الحالي لأن مردوده على الجبهة المدنية والأمنية المقاتلة لداعش سوف يتأثر بالسلب كما يزعمون .
هذا الخطاب الجديد لم يكن مفاجأ لنا في الحراك المدني ونعرف تماما كيف يلعب السياسيون العراقيون على حبال السيرك السياسي , لكن المشكلة الأهم هي أنطلاء هذا التحايل على الكثير ممن أمن بوجوب التغيير وحتمية محاربة الفساد مدفوعا بنداء المرجعية الدينية وطاعة لها , وعندما تخرج رموز وقيادات محسوبه على هذه المرجية بمواقف متناقضة وهدف الأصلاح ,يظنون أن هذا الموقف اللاحق هو أمتداد للموقف السابق وبناء عليه ,ومما يزيد من بلبلة الوضع وخلط الأوراق أن المرجعية لا تتواصل بشكل يومي وتفصيلي مع الوضع السياسي بل كل ما نعرفه ونلمسه من مواقف يصدر عنها يتم الأعلان عنه من خلال خطبة الجمعة , ومدة أسبوع كافية للكثير من السياسين التأثير على قناعات وتوجيه حركة الشارع الشعبي ,وحتى خطبة الجمعة نراها في كل جمعة تتناول الموقف بكثير من البرغماتية والتلميح القابل للتأويل وهنا الطامة الكبرى التي تزيد من تشتت الموقف الشعبي وتسير به نحو الضعف والأضطراب والتراخي الناتج عن اليأس من جدية منهج ودعوة الأصلاح.
الحصاد الملموس من حزم الأصلاح لا يتعدى مجموعة قرارات باهتة لم تنفذ أغلبها وهي بما عليه من هشاشة وهامشية ,وليس لها تأثير في تغيير الخارطة السياسية العراقية الراهنة المبنية على كم رهيب من التجاوزات القانونية والدستورية التي ساهمت ووفرة بيئة مثالية لكل أنواع الفساد ,أبتدأ من التأخير في بناء منظومة الدولة التي أسست مفاهيمها الكثير من بنود دستور 2005 ,فما زالت السلطة القضائية للأن بدون قانون منظم لها سوى قرار سلطة الأئتلاف رقم 35 لسنة 2003 وكذلك المحكمة الأتحادية وعدم تقديم حسابات ختامية لمدة عشرة سنوات لميزانية الدولة ,وفي ظل انعدام قانون أنتخابات عادل وعصري ومتطور وقانون أحزاب صارم لتنظيم العمل السياسي والحزبي, وقوانين أخرى ذات أثر مهم في ضبط الحركة العامة في العمل السياسي والتي تمس في أهم جوانبها حياة الشعب العراقي ومستقبله ,هذه البيئة اللا منضبطة جعلت من الواقع السياسي المحكوم بديمقراطية توافقية تقوم على المحاصصة وحصد المنافع الفئوية وأرضاء الأطراف والزعامات السياسية مبدأها وهدفها لا يمكنها أن تراع مصالح الشعب وقضاياه طالما أن هناك قانون عام يحكم العلاقات بين الفرقاء السياسين واللاعبين الأساسين ويراع الفساد والمفسدين وهو قانون (تفاهمات الأزمة ) أو قانون تنازع المتفقين .
التطورات العسكرية تتبدل وتتغير حسب الخارطة السياسية فكثيرا من الاطراف المشاركة في النظام السياسي ولها تأثير وعليها مظاهر تأثر من حزمة الأصلاحات ومن أصل الدعوة , حاولت ومن خلال حركات أستعراضية أن ترهب الشارع العراقي وترهب النظام السياسي الحكومي وتزعزع ملامح النصر المتحقق على داعش في بعث رسائل باللون الاحمر موجهة للجميع وذات شقين ,أولا أننا قادرون على التأثير في الميزان العسكري وتبدلاته وبالتالي قادرون على التأثير بالتوازنات السياسية ,والرسالة الأخرى أيضا أننا قادرون بالفعل المسلح للتصدي لأي محاولة في تغيير الجغرافية السياسية سواء برضا المرجعية الدينية أو بخلافه , كما أن التعطيل المتعمد عن الحسم العسكري في الفلوجة والأنبار وبيجي وسامراء والصينية وحتى في أطراف بغداد الغربية والجنوبية الغربية, والذي يراه الكثير من الخبراء العسكريين والأستراتيجين خيار متعمد وذو أهداف خارجية لا علاقة لها لا بقوة ومقاومة داعش ولا بظروف المعركة وأستحقاقاتها , أنه القرار السياسي المعطل والمرتبط بحسابات خارج الميدان بل وخارج العراق فقط .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة الأصلاح وأمل التغيير
- أنا وأنت والقدر
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 2
- مذكرة قانونية ومناشدة , مدحت المحمود غاصب للسلطة ومنتحل صفة
- العراقي ودائرة القدر.
- ما قيمة الوعود الخالية من جدول تنفيذ أو سقف زمني.
- لماذا لم يحسم أمر داعش في العراق.
- ماذا بعد العراق ح2
- ماذا بعد العراق ح1
- شذرات من كتاب الحياة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار
- العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني
- الدين والإنسان والتجربة التأريخية
- الخطوة الأوسع ..
- الكفر والتكفير والجزاء المركب


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - حقائق الأرض وتخيلات القرار 3