أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - حقائق الأرض وتخيلات القرار














المزيد.....

حقائق الأرض وتخيلات القرار


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقائق الأرض وتخيلات القرار

عندما خرج العراقيون في تموز من هذا العام للشارع بعد صمت وصراخ متفاوت وبعد أن قدم العديد من الشهداء في سبيل إفهام الطبقة السياسية الحاكم والمحكومة بأعتبارات خارجية وأقليمية وأستحقاقات المحاصصة والتوافق بين الكتل وصراعاتها ومصالحا الضيقة وهي تعلم أن مشوار التغيير ليس هينا ولا ممكن تحت ضغط الصرخات وحدها بل أنها بحاجة للتواصل وتجذير الضغوط ورفع سقف المطالب مع كل حركة تزييف وتعطيل وتسويف, كانت جماهير الشعب تحت وطأة التململ من كل الوضع العراقي الراهن بكل أطيافه وأشكاله ونتائجه ومسبباته ,لذا كان الخروج هذه المرة مدويا محاطا بتأييد في غاية التلاحم بين مكونات الشعب ولأول مرة يستطيع أن يسقط الطائفية السياسية بصرخة ذات دلالات حاسمه (باسم الدين باكونه الحراميه) والتي حاولت كل القوى جاهدة من أن تجعل للطائفية والفئوية واقع عراقي يفرض نفسه بقوة الدستور وواقع السلطة والسياسة ,هنا تنبهت القوى الداعمة والمدعومة بهوس الطائفية أن النار تقترب رويدا رويدا من فاتيكانها السني والشيعي ولابد من التصدي ولو ببعض التنازلات أو التضحيات ببعض الشخوص مقابل تدوير ثانية لفكرة السياديني المذهبي وأعطاءه جرعة منعشة بعد الضربات الموجعة له والتي تكاد تطيح بهيبة وقدسية الأنتماء الفئوي .
المؤسسة الدينية المتضخمة ثراءا وسلطة وأتباع لا يمكنها أن تسلم بهذه السهولة لأصوات تعدها دوما من سوقية المجتمع وتسميهم العامة حتى لو كانوا في أعلى مراتب العلم لأنهم صنفوا أنفسهم خاصة العلم والأعلم بكل شيء, ومن الغباء أيضا الأطمئنان للأشارات التي تخرج منها بين الحين والحين من أنها مع مطالب الناس وصيحاتهم وكل ذلك من باب ذر الرماد في العيون, إنها خدعة كهنوتية الهدف منها تخدير الناس وجلبهم مرة أخرى للسير خلف رؤيتها المحددة والتي لا يمكنها أن تفرط بها والذي يعني تفريط حقيقي بوجودها هي , بعد كل هذه المكاسب والانتشار الذي امن لها سطوة وسلطة غيبت بها الوعي الجمعي تجاه ما يدور وحصر القرار بيدها هي وحدها وصولا إلى دقائق السلوكيات الفردية , المؤسسة الدينية لم تكن جادة ولا صادقة ولا متحمسه لهذه الدعوة الشعبية بقدر ما هي جادة وحازمة وتعمل بكل ما أوتيت من قوة لتجيير الشارع لمصلحتها بعيدا عن عراقية المصلحة ووطنية النتيجة منه .
الدين الذي نفهمه وبعيدا عن القراءات الأعتباطية للبعض أو للغالبية من الذين ينتمون للمؤسسة الدينية بالامس واليوم هو عامل تحرير لإرادة الإنسان ودعوة للعمل وإطلاق الطاقات ومنح العقل حدود خارج مديات الممكن والمعقول وصولا لمبدأي الأحسنية والحق , وعندما نريد أن نجسد هذه المبادئ نصطدم بخرافة حق الأجتهاد والتفسير والطاعة التي تم تغليفها بقداسة موهومة تقود للجهل والتضليل والتزيف والأنحراف وتحت مسميات فرعية نصرة المذهب أو نصرة الصحابة وفهم السلف , هنا يتوقف العقل عن مجاراة الحقائق تحت ضغط عاملي القلق والتشكيك من جهة وحد الخوف والترهيب من جهة أخرى في غياب واقع حقيقي يحمي حقوق الإنسان من الأنتهاك والخرق والمسارعة إلى التبري من هتك القدسية .
من هنا يتضح لنا أن المؤسسة الدينية بكل أوجهها هي بالحقيقة وجه واحد وقراءة واحدة تقوم على حقيقة تختزنها في ذاكرتها البعيدة ان الشعب مجرد قطيع من الاغنام وهي وحدها من يحق لها الرعي والمراعاة ,أما أفتراض وجود حال أخر فهو نوع من أنواع المستحيلات الفكرية والتي يجب أن تكتم لحظة ولادتها , لذا فردة الفعل التي خرجت والمتوقع من ردات فعلها لا يخرج عن كونها أشارات للقطيع للتوجه صوب الوجهة التي تحددها هي لا صوب مصالح الشعب وتطلعاته وهمومه ,إنها الطغيان الأكبر والتجاوز على مبدأ المساواة والمواطنة وخرق للنظام الأجتماعي المحكوم بالدستور والقوانين والقيم الأخلاقية التي يجب أن تكون الرادع والمهيمن على تحديد مفهوم الوطن والمواطن .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين مطرقة الإسلام الأصولي وسندان الإرهاب الفكري.
- ((مكابدات عاشق مهزوم))
- الحورية التي تعشق الجبال
- الشعب هو صاحب حق تقرير المصير
- الخروج من عباءة البخاري والكافي
- من إشكاليات العقل الديني
- الدين والإنسان والتجربة التأريخية
- الخطوة الأوسع ..
- الكفر والتكفير والجزاء المركب
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح3
- الفكر وتحديات الواقع والزمن ح2
- الفكر وتحديات الواقع والزمن
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 3
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية
- من يشتري مني
- الدين والدولة وجدلية التوافق
- بين النص والمنصوص
- حكاية رب جديد _ قصة قصيرة
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - حقائق الأرض وتخيلات القرار