أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2














المزيد.....

الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 01:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2

قوانين الديمقراطية السياسية تستوجب دوام الحركية الاجتماعية كما تستوجب التعامل مع السياسة على أنها وجه من فلسفة براغماتية تستهدف الحصول على منجزات أجتماعية ترتقي بالواقع الأجتماعي حتى مع أحتمالات أن يكون هناك خرق أخلاقي في التعاطي السياسي ,في العقيدة الدينية والتي يتمسك بها البعض من الإسلامين لا يسمحون للحركية هذه أن تخرج عن ثوابت هم من صنعها وتقوقعوا داخلها وبالتالي سيكونوا مجبرين بين خيارين بين أن يتعاملوا ببرغماتية تكشف زيف تمسكهم بالثوابت أو الرضوخ للثوابت وبالتالي ضرب الديمقراطية بأهم مفاصلها وسماتها وهي التحرر من القوالب الجامدة , هذه الإشكالية لا يمكن للفكر السياسي الإسلامي أن يجد لها حلا مع تقدم المشروع الديمقراطي وبالتالي سوف نشهد حالات أقل ما توصف به إنها تجذير لأزمة ومفهوم الحكم الديمقراطي لديهم .
المشروع الإسلامي السياسي يتبنى خيار فرض مفهوم الواحد المتوحد أي مفهوم تطبيق الشريعة بشكل واحد ومتساو وموحد ,ومن هنا يتشكل التناقض بينه وبين المشروع الديمقراطي القائم على التعددية الفكرية وحربية الإنسان في التنقل بين خيارات مفتوحة حين يجد أن خياره الأساسي لا يلبي له المطلب الأهم , مثلا في الديمقراطيات الناضجة نرى تحولات جذرية في خيارات الناخب بين البسار واليمين بين المحافظة والتجدد بناء على الهدف المعروض أمامهم دون الخضوع لفكرة الخضوع لفكرة محددة والدفاع عنها برغم فشلها أو عجزها أن تلبي مطاليب المجتمع ,الإشكالية الفكرية الإسلامية عند البعض من سياسي الفكر أنه لا يرى بديلا عن التجربة التأريخية وإنضمامه العميق لها مع فشلها المزمن دون أن يعي أن الفشل ليس لأن الإسلام لا يملك الحل بل لأن الإسلام ليس منهج سياسي أو نظرية سياسية بقدر ما هو مشروع لصناعة عقل يتعاطى مع الواقع بروح الإصلاح والصلاح وفق مبدأ الأخيرية الأحسنية .
هل من الممكن كسؤال أفتراضي أن تنجح الأحزاب الإسلامية في التعامل السياسي مع الديمقراطية كنظام إدارة وكنظام حكم كما نجحت أحزاب سياسي ذات قاعدة دينية كما في الغالب من الأحزاب الأوربية كالديمقراطي المسيحي الإيطالي , المسألة كجواب هنا نفترق كثيرا بين أن يكون شكل الحكم غداري مبني على منظومة قانونية ودستورية وفكر سياسي يحرم النكوص عن الديمقراطية والعودة لقاعدة الواحد الأحدي كما هي راسخة في المجتمعات الأوربية وبين مفهم السلطة الحاكمة التي تمارس الديمقراطية على أنها مكسب سياسي يخولها التصرف بقواعد الحكم وتبديلها وتعديلها بما يتلائم مع نظرتها الأساس وبالتالي تمنح لنفسها من خلال الديمقراطية التفويض المشرعن بإعادة المجتمع إلى القواعد السابقة التي تخلص منها عبر نضالات طويلة ودفع عنها ثمنا باهظا .
النتيجة التي سنصطدم بها في كل الحالات أن الخيار الديمقراطي لا يناسب ولا يتناسب مع فكرة السياديني ولا يؤمن بها أصلا ,لكنه يسعى من خلال التعامل معها كواقع بناء منظومة قيمية جديدة تبدل خيارات المجتمع من خلال وسائل الضغط والإلجاء ومن خلال مفهوم وقوة السلطة ليجعل قاعدة الحكم تنتهي بلا حل إلا أن يكون إسلامهم السياسي هو الحل حتى لو أدى ذلك للتصادم مع المشروع المدني الليبرالي الذي لا يمكن أن يسلم بخيارات الإسلامين ,وبالتالي كمحصلة نهائية سيكون هناك تصادم وصراع سيستخدم الإسلامين التفويض الأنتخابي الديمقراطي قوة السلطة لقمع المشروع المدني كما حصل في مصر الأخوان المسلمين .
هذه النتيجة الكارثية لا تنتهي عند قمع طرف سياسي مهم لا وأد الديمقراطية في المهد ولكنها ستفكك المجتمع فكريا وحضارية مما يمعد لحال من حالين وأحتما أكثر أن ينمو التطرف اليساري واليميني معا والاحتمال الثاني تدهل القوى الخارجية بعناوين مدافعة عن خيارات معينة ليتحول المجتمع الإسلامي لحالة صراع وتمزق يدفع ثمنها الإنسان البسيط والمجتمع ككل وتنتهي التجربة الديمقراطية بولادة ديكتاتورية أستبداية تحت عنوان حماية المجتمع من التطرف والتطرف المضاد أو للدفاع عنه بوجه أخطار خارجية كما في مصر أيضا التي اعطت صورة واضحة للأحتمالين معا وهذه من مساؤي التعاطي الخادع مع الديمقراطية التي يستغلها الإسلام السياسي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية
- من يشتري مني
- الدين والدولة وجدلية التوافق
- بين النص والمنصوص
- حكاية رب جديد _ قصة قصيرة
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2
- ضوابط السلوك وقيمها
- أمُنا تنشد السلام وتتوجس الخطر
- من يصنع القيم الفوقية
- من مشكلات الفكر الإسلامي , الضياع بين حدود النص والهوية
- العقل الإسلامي وخرافية التسليم
- هم وأنا والمعبر
- ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة
- (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الإصلاح الديني ومسألة الديمقراطية 2