أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة














المزيد.....

(حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 09:07
المحور: الادب والفن
    




جلس ينتظر رسول المطر وعيناه شاخصتان بأتجاه النافذة ,على الطرف الأخر من الطاولة الممتدة من الشرق للجنوب جلست تناكده .... أنت لست بشاعر :.
_ وما الشعر إلا لحظة جنون تسرق من ذاتنا أسرار حلم , نعم أنا لست بشاعر ولكنني مجنون بحروفك .
_ ولست بفارس ... في زمن الفرسان عار أن لا تحظى بجواد غير ذي كبوة أو فرس رشيق.
_ يا سيدتي ولى زمن الفرسان وأصبحنا في زمن المفخخات العابرة للحدود والهوية .
_ ولست بملاك يرسل لي الرحمات وأقراص من البركة معلبات .. بالخير .
_ صديقيني إذا كنت تعتقدين أن السماء ملئ بالكائنات الغبية التي تسمينها ملاك .. أنا أتبرع بعقلي لمن لا يريد أن يعقل .
رمى السيدة التي التي تشاركه طاولة الأنتظار بقبلة من العيار الخفيف ..مزقت حال الصمت والرهبة ...تحسس أثار الياسمين على شفتيه علم أن الكرة أصابت المرمى ... خاطبته بصوت المنتصر ولكنك يا أنت .. خبير متمرس بتزويج الحروف وأنجاب الكلمات الجميلة .
_ يسرني أن أرى حبات المطر تنزف من شفتيك لتروي أرضا يباب عانقها الجفاف .. ألم أقل أنك جزء من السماء يساكنني في الأرض .
_ ها أنت تثبت لي أنك فارس ترجل وترك سيفه ليستريح في مخدع أمرأة لعلها تحد من غلوائه .
_ يا سيدة الحروف ليس كل السيوف تعسق الفرسان ولا كل فارس يمكنه أن يجعل من سيفه عاشق .
رمى الهدف بقبلة ثانية أهتزت لها الجدران تضامنا ودهشة وكأن حيازم الروح أرتخت وفاضت وجدانا غير مفهوم الحدود ..في الخارج المطر يتساقط حبات فضة والطاولة الخشبية تتراقص بينهما .
_ أنعم بملاك يعرف كيف يحي عظام الروح من بعد أن ترملت ويرمم لي أوجاعي ..
_ سيدة القرى والجبال ... أنت من صنف الألهة التي عشقت الطين حد التشبه بالنساء ..ليس عيبا أن تسبحين تحت المطر فتشبع الأرض من جمال الجسد وتحسن طبعها المتوحش بعد أن شربت كثيرا من دم الإنسان ... هيا تعال معي المطر يغسل السنابل كما يغسل الورود.
_ خوفي من قمر مجنون يتلصلص على جسد الألهة ويحسب ذلك أنتصار .
_ لا أعلم أن خشية الألهة مثل خشية البشر ... لكنني سأضلل لك المشهد فقط تعالي ... المطر لا يحب الأنتظار كثيرا.
_هلا دعوته ليزورنا هنا على الطاولة الخشبية المقفرة .
_ ستتبلل حروفك وقد تغرق الكلمات .
_ عندي غيرها الكثير ... ذاكرتي تخزن أشيائا مدهشة مما في خزائن الجن من سبائك الشعر .
_ جميل ولكن المطر أيضا يعشق القبل الحارة .
رماها بواحدة أكبر والمطر من خلف االنافذة يعد دقات القلب واحد أثنان ثلاثة ...حتى وصل الألف وما زالت الشفاه تشتبك بحدة وكأنها تتصارع لأجل الموت التام أو الحياة التامة , ما أن رفع شفتيه عنها حتى هطل المطر كأنه شلال لا يتوقف عن الهدير ..
أطمأنت أنها سوف لن تكون إلا بصحبة نبيل يتقن فن الحب ويرقى لمستوى الهيام الذي هي فيه ...قالت أريد أن ألعب معك لعبة أمنا حواء سألقي في دربك تفاحتان أحداهما تزرع العشق المؤبد والثانية تجلب الموت بالخلود .. ستختار أنت واحدة وستكون الثانية من نصيبي ...
هذا ليس عدلا فكلاهما خيار لا ينتمي للعقل ... وهل تظن أن العقل دائما يختار الصواب فقط أنت العاقل هنا وأنا والمطر والنافذة جزء من جنون لا يدرك .
_ وهل من فرصة لأحصد المزيد من الزنبق الملون قبل أن أختار ... نعم لديك نصف الزمن الذي تستغرقه قبلة في رحلتها للروح ...
_موافق ولكن كل القبل اليوم مرهقة من طول المسير .. تعالي عانقي الروح لنشهد ولادة القبلة الأم التي ستنجب لنا شعوب وقبائل من سلالات لا تموت ولا تذهب مع الريح .
ضمها وضمته وضم قلبها كل جوانح الشوق فأولدت له حنين وأشتياق ومطر لا ينتمي للسماء ... مطر الجسد حين تسكنه المتعة ... اللهفة ... حين تغزوه حياة مؤجلة تبادل المتعانقان حبات التفاح وهما في قمة البوح الروحي ...



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1
- محاولة للتوسل بالرب
- مشتاق للبكاء
- نصائح خشبية لرحلة أبدية
- سر سماوي _ قصيدة نثر
- المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة