أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2














المزيد.....

رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4852 - 2015 / 6 / 30 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


وحيث لم يكن هناك حساب للزمن لم يتذكرا كم قضيا من الوقت حتى يدركا أنهما قد نكثا العهد وأن عليهم الآن التبرير فقد خف إندهاشهما بعد أن تاكدا تماما أن المشهد هذا سيكون العنوان الدائم لهما ولا من مغير يفقدهما الإحساس به وباللذة التي فجرتها الثمرة , السيد إبليس ما زال جالسا تحت شجرة العري يستغفر ربه ويذكره أنه لم يفعل ذلك إلا عن موعدة قالها من قبل , إني جاعل في الأرض خليفة , هذا جيد لقد أنجزت مهمة كادت أن تفشل مخطط الرب كله وتنسفه طالما أن آدم وزوجه محتفظان بالعهد .
يا رب ما جزاء الإحسان لهما ولك ... لا لا لا تقول أخرج منها ,لم تعدني أن أكون خليفتك في الأرض دعهم يتولوا الخلافة وأنا هنا حصتي شجرة العري التي أنبتت سبع شجرات في صلب آدم ,لا يمكنه أن يعيش إلا بالعري وسيأتيك عاريا كما هو الآن , هذه ليست فتنتي بل هو تدبيرك , اعلم أنك سعيد بالنتيجة ولكن من سيكون تعيسا هو أنا وحدي الذي أرى , أنا وحدي الذي افهم ,انا وحدي الذي يتدبر , قلت لك يا رب أنهما لا يمثلان إلا نزوة تنتهي بخراب العالم .
لم يفارق السيد إبليس المكان ولم يدعهما يفسران أو يبرران هذا التحول المدهش ,كان الأمر شبه مخزي لهما كما كان شديد الإبهار حد الدهشة العظيمة, الفضول القاتل في معرفة اللذة وتذوق النشوة يحيل حياتهما إلى كابوس بوجود هذا الشخص المخادع , حاول أن يختبي خلف الشجرة عنهما لكن ظله كان باديا لهما ,كلما ظهر ظله إزدادت كمية الورق المخصوف عليهما حتى تحول جسدها إلى كومة من ورق الأشجار المتنقلة , هنا فكر آدم أن يتخذ مكانا مستورا ومسورا لا ينفذ منه وإليه هذا الشرير إبليس .
حاول أن يسأل ربه كيف يعمل بهذا الوضع امستجد عليه , فلم ترد تعاليمه من ضمن لائحة الأسماء التي علمها وتعلمها سابقا , حتى إذا رفع وجهه فوق رأى الله في أشد حالات الغضب منه , هنا علم الزوجان أنهما قد خرقا العهد والأتفاق وأن أمر بناء السور المسور حولهما ليمارسا لعبة اللذة والنشوة لا محل لها ولا أوان ,خر راكعا لا يعلم ماذا يقول فقد فقد كل المفاتيح التي تسمح له بالدخول والخروج من هذا المكان أنى شاء وكيف يريد بسبب قسم كان القاسم صادق والمقسوم له مصدق لأنه قسم بعظمة الله .
الملائكة كانوا يتفرجون على المشهد كما نتفرج اليوم نحن على لعبة كرة القدم الظاهر كانوا يشفقون على آدم وحواء على هذه الخطيئة لأنها أول فعل يرتكب في الوجود ضد إرادة الله ظل بعضهم ينظر بوجه بعض وهم يترقبون مسارات الرد الإلهي , هدوء أشبه بالموت يسيطر على مدرجات الملائكة وهم يتابعون اللعبة بمزيج من الحسرة وبفضول جانبي وهم يرون العورة لأول مرة .
أستطيع أن اجزم أن بعضهم كان يتمنى أن يكون لهم ما لآدم وحواء وبعضهم من الخشية لم يجرؤ النظر إلى تحت ليتفحص نفسه هل لديه ما لديهم , الأكيد أنهم ولو كان ذلك موجودا لا يمكنهم أن يفغعلوا به شيء وعين المولى ترقبهم أو يكاد يكون ظنهم أنهم تحت المراقبة لئلا يفتروا عن العبادة , العبادة لا يمكنها أن تكون متناسبة مع اللذة والشهوة خاصة إذا لم تكن فاترة وميكانيكية سرمدية أبدية , لذا كان تشجيعهم للمشهد ليروا كم هي نافعة تلك الشهوة .
السيدة التي أبتلت بأنوثتها والرغبة وقفت حائرة تنتظر ماذا سيكون القرار ,بالطبع لقد أخلت فكرة المكان هنا هي تبحث فقط في الصورة التي يمكنها أن ترسمها للقاء الأول لقاء الود الذي فجرته الثمرة اليانعة من الشجرة العارية ,لم تكن مذنبة ولم تكن بريئة فكلاهما أقتنع بالقسم وكلاهما ألتهم حظه من الثمرة ,ليس لها أن تتمرد الآن على شقيقها الطيني الذي تحول منذ الآن إلى حبيب تهفو لأن تغفو على صدره وتشم رائحة الماء والطين من جسده المفعم بالرجولة .
المشاعر التي تولدت من اثر فعلة السيد إبليس عصفت بواقع الجنة منها ما هو مؤلم حد الشفقة على الذات ومنها ما هو مثير ومغري حد التضحية بكل شيء لأجل لحظة وئام وعناق وتجربة مشاعر بكر لم تاخذ نصيبها الوجودي بعد , الغريب أن السيد الذي أقسم هو الأخر لم تضربه هزة المشاعر والزلازل التي أعقبت بلورتها أما لأنه مدمن لها أو أنه أصلا مخلوق من غير إحساس ذاتي ,الغريب أن دخان الرغبة هو الطاغ على السيد والسيدة وهما يبحثان عن ما يخفف من خجلهما منها .
الكل مشغول بجانب من المشكلة التي حدثت البعض لا يريد أن تنهي الرواية عند هذا ليعرفوا ماذا أراد الله منها وما اراد إبليس أن يكون ,المتهمان الرئيسيان ما زالت علائم الشك والحيرة واللم أكبر من علامات الأمل والفرحة , صحيح أنهم أكتشفوا أجيرا جماليات الذات الطينية وإيثارات الماء وما يفعله في الجسد الآدمي لكنها يخافا أن يخوضا التجربة وهما مذنبين على دكة القضاء النازل بعد حين ,حاول هذا الذي ورط الجميع بالمشد وغير السيرورة وقلب التأريخ وأكتشف ما لا يكتشف بطريق ثان أن يربط بين المتعة وبين العذاب ليستخرج قانونا لليوم سائدا بقوة لا تكسر (مع كل لذة إحساس بالألم ).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح1
- محاولة للتوسل بالرب
- مشتاق للبكاء
- نصائح خشبية لرحلة أبدية
- سر سماوي _ قصيدة نثر
- المال ورأس المال والإشكالية التوظيفية
- قيمة العمل والتشغيل في الفكر الإنساني
- الله مع الخير أم ملتزم الصمت في الصراع البشري ?.
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح1
- ماذا يريد منا الدين وماذا نريد منه ؟.ح2
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2