أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك














المزيد.....

المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك

عندما نزل آدم وجد الأرض عالم مجهول بحاجة لمن يبعث له ما يمنحه حدود معرفية تسوق له أمثلة وصور وعلامات ودلائل لفك شفرة المجهول الذي أمامه وعليه أن يواجهه بواقعية , السؤال الحقيق هل كان آدم يشعر أنه أيضا مجرد كائن مجهول بالنسبة للوجود الجديد بمعنى سؤال أخر هل كان فعلا آدم مجهول لعالم معلوم أم هو مجهول لعالم مجهول ؟, السؤال قد يبدو للقارئ ليس ذا قيمة ونحن نبحث عن أمر لا يمس واقعنا ولا يقدم مساهمة حقيقية في حل إشكاليتنا المعاصرة .
الوجود الذي نحت فيه ما زال يمثل جزء من الإشكالية ومعرفتنا بالجزء المعلوم منه معرفة قليلة قياسا لما ينتظرنا من معرفة وبالتالي السؤال هل الإنسان الحالي ما زال مجهولا للوجود الواعي كما هو مجهول للوجود الطبيعي ؟, وهل بالإمكان أن يساهم الآن في أكتشاف هذه المجهولية ليعود للنقطة التي توقف بها في ما مضى وضاع في التيه وهو يحاول أن يعي حدود ما يجهل .
من المؤكد أن كثيرا من التفاصيل حولنا لها حدود واسعة ومديات ذات أفاق غير معلومة بدقة تمثل للإنسان مجهول واجب الاكتشاف لو أراد أن يتبين لنفسه ما يمكن أن يساعده على تجاوز الكثير من الإشكاليات الوجودية ,وأول النقاط التي يجب أن يتحرك منها لاكتشاف هذا العالم حدوده الخاصة أو ما يسمى مجهولية الإنسان لنفسه ,ثم ما حوله وينطلق متسارعا من نقطة مركزية ليفهم العلات والأسباب والمؤديات والمعطيات التي ساهمت وتساهم في تعقيد الإشكال الإنساني الوجودي .
ولكن قد يسأل البعض هل الإنسان جدير لكسر جدار المجهول وهل بالإمكان أن ينجح وسؤال أخر ما هي حدود تناسب الإمكانيات مع نسبة النجاح إلى أخر سلسلة من التساؤلات التي كثيرا ما تثار في أول بداية فكرة يراد لها أن تمضي , أظن أن من السهل أن نعط إجابات ولكن من الصعوبة بمكان أن نساهم في برنامج حقيقي لتحويل الأسئلة إلى برامج وافتراضات ومناهج عمل ,إن الإنسان عليه كقدر اليوم أن يفهم المجهول وقدر عليه أن ينجح كما هو قدر أن يبادر إلى ذلك مشغولا بحق العلم والتعلم وأنتاج المعرفة إذا أراد أن يكون عنصرا إيجابيا متناغما مع وجوده الحقيقي كإنسان .
العلم التجريبي والمعرفة الإنسانية المتراكمة نجحت إلى حد ما في رسم أكثر من طريق وأكثر من تجربة تساعد الإنسان أن يرسم حدود النجاح وأن يتجاوز سلسلة الأسئلة الأفتراضية التي يذكرها البعض , الأهم في ذلك أن يتهيأ أن يكون ماضيا في تنفيذ المهمة والعلم والمعرفة والخبرة قادرة أن توفر الأجواء والوسائل وكل ما يمكن أن يعاضد التجربة ويذهب بها للأمام ,ويبقى للقرار النسبة الأعلى في تحقيق الطموح ,القرار الذي يجب أن يكون واضحا وصريحا ودقيقا وموجها عما نريد تماما .
في عالم المجهول الإنساني مشكلة أزلية تتمثل في الخوف من المجازفة عندما يصل الأمر لحد التعمق والغوص في الذاتية التي تعني الذاتية الإنسانية المجردة , الذاتية التي تمثل خط الوحدة الأساسي عند الإنسان ككل ككائن له وجود طبيعي تمثله هذه الذاتية من دون عناوين أخرى , لذا كان عنوان البحث عن مجهولية آدم ,هذه الذاتية التي نجدها متوفرة في الماضي بذات حدودها كما متوفرة الآن متوفرة للإنسان العالم الواعي ونقيضة للإنسان المتحضر ونده , الإنسان كما كان ويكون .
كل خطون نخطيها في هذا التجاه تمثل لنا أساس يمدنا بالكثير من الوعي المتأت أولا من الخزين المعرفي الإنساني ومعطيات بسط هذا الخزين على محل البحث ونتائج الدراسة النظرية والعملية وهناك الكثير من التفاصيل التي تحتاج لتمهيد قبل الدخول بدراسة الذاتية الإنسانية منها مثلا أن وجود الإنسان في هذا العالم لم يكن خياريا محضا ولا قرارا ذاتيا وليس خاليا من علة ولا بد من ربط هاتين المفردتين مع بعضهما للإجابة على أول الأسئلة , لماذا أنا هنا ؟.
كما أن هناك أيضا ميل فطري إنساني ذاتي يدفع الإنسان دائما نحو البحث عن الغريب ليس بصفته مجهولا ولكن بصفته دافعا للفضول وهذه ميزة أخرى تساعد الإنسان لتحديد مسارات البحث عندما يتناول الأشياء والعناوين التي تدفعه تحيدا إلى زوايا بحثية معينة , على كل حال المسألة أكثر من أن تتسع للأسباب ويبقى الهدف الإنسان الذي يتجلى فيه العالم الأكبر ويعكس بهذا التجلي حدود تعامله الكلي .
من هذا وذاك يشعر الإنسان أنه بحاجة للمزيد من المعرفة وللمزيد من محاولة قراءة ما بعد العلم والمعلوم سواء في أفقه الطبيعي أي مجهول الواقع أو في البحث في الخيال الإنساني عن فكرة أو موضوع , وكلاهما يبدأ من حيث يجب التأمل فيه , بدون التأمل وأثارة الأسئلة والأفتراضات لا يمكننا كبشر منتج للمعرفة أن يخطو نحو البحث , لذا كان من الأهم على الإنسان أن يتعلم التأمل الإيجابي ومحاولة خرق الخيال نحو موضوعات لا تقترب كثيرا من حدود السطح بل عليه أن يمارس التخيل العميق والغوص في كل تحدي يجعله أكثر غرائبية وغربة عن الواقع .
لولا التخيل والتأمل الإيجابي الذي يقود العقل ليس فقط للتحرر من الواقعية والإمكان بل أيضا التحرر من الواقع وقوانينه والإمكان كله نجحو الدهشة عالم الغريب وعالم اللا معقول ,الحقيقية التي على الإنسان أن يدركها كلما كانت رحلة البحث أبعد وأعمق كان منجزه أكثر قدرة على النفاذ في مواضيع وقضايا قد لا تطرق بالعادة ولا يمكن الوصول لها بسهولة , هذا هو مبدأ الإبداع في البحث عن المجهول , البحث عن الفرادة والتمييز الذي يمنحنا القدرة على السفر بعيدا في عالم ما بعد المعلوم والمعروف .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك