أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2














المزيد.....

أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 10:06
المحور: المجتمع المدني
    


هذه المنظومة المثالية بقيت لفترة طويلة تتحكم بالإنسان الخالق الإنسان الذي رسم لنفسه الخارطة الخلقية وألزم نفسها بها من خلال إيمانه أن هذا الموجود من الضوابط والروابط هي الصورة الأكثر تناسبية وموائمة مع أداء واجب وجوده ,وبالتالي حرصا منه حاول أن لا يخرق وأن لا تخترق هذه المنظومة أو التعدي عليها لأنها تمس أصل وجوده كما يظن , ومن هنا وضع أي أنتهاك أو تجاوز أو تغافل عنها تحت العلامة السالبة وأي موافقة ودعم وأسناد وتقيد بها تحت علامة الإيجاب ,فأضحى الآن خاضعا لمفاهيم الصح والخطأ , الخير والشر , الواجب والممنوع , بها أكتملت أولى منظوماته الأخلاقية السلوكية التقومية القائمة على المقارنة والقياس والحساب والجزاء .
مع تطور الوعي وتراكم الإحساس التجريبي والتأملي تراكمت الكثير من القواعد وجرى تصحيح أو محاولة فهم أكثرها قربا من الواقع وتجريبها مع البعض أجزاء هذه المنظومة التي لم تستطيع لوحدها من ردع الإنسان عن التجاوز عليها ,مع حقيقة التفاوت في الفهم والتقدير والإيمان بها كون الإنسان كما قلنا ليس على درجة متساوية من التكوين العقلي والحسي والإدراكي وهذه واحدة من أسرار بقاءه وأسرار التطور في البقاء ,إنها نعمة التنوع وعدم المشاكلة التامة والكلية والوحدة في التكوين الطبيعي الذي يقتضي توفر كم هائل من الرؤى والأذواق والمفاهيم والصور التي تثري مصادر الوعي وتزيد من قدرة الوعي به أي الوعي المركب التراكمي .
ولكي يحمي الإنسان وجوده الخاص والوجود العام والعلاقة المنظمة التي تربط الوجودين كان لا بد أن يفكر ويبتكر ويعلل للأسباب التي كانت وراء هذه المنظومة بالأساس ,أي أن جهود الإنسان هذه أثمرت عن خلق علاقة خارجية بالأصل هي تبرير لسؤال الوعي ذاته لماذا يحدث كل هذا وبهذه الصورة والشكلية ؟,في الوقت الذي فشل فيه أن يجيب عن هذا السؤال وهو في معرض الحاجة لجواب تنبه أنه مرتبط أيضا في عالم ثاني عالم اللا معرفة واللا حدود واللا جواب محدد ,فأسند الجواب لذلك العالم أولا للتخلص من عبء الأثبات وثانيا ليجد الشماعة التي يعلق عليها كل تلك الأسئلة المخيبة من عقله , فخلق الرب والغيب والعالم الثاني , وأصبح كل شيء لدية خال من تعليل وتبرير هو من جهة الله عندها تحولت القيم الأخلاقية لصورة الدين الذب نعرفه اليوم ونؤمن به ونتعامل معه على أساس هذه القضية المفترضة أصلا, وأصبح التمسك بها كممارسة هي صورة التدين التي خلقها الإنسان أيضا ليعبر عن تقديره وخوفه وحرصة على بقاء حزمة العلاقة الأولى نافذه ومسيطر عليها وليتمكن في كل مرة أن يعيد صياغة مشروعه الوجودي الخاص والعام .
في ظل الكشف الجديد والتجربة الحسية على أرض الواقع والمعرفة المستحدثة تشاركت الأخلاق والدين مهمة التفسير والتبرير والتعليل لكل طارئ لا يمكن إحراز عليته أو لا يفهم كيفية قيادته ,فهو أيضا يمثل نوع من معالجة لواقع يتطور كل يوم ويحتاج لمزيد من الأجوبة , هذا التطور يتسع في أحيان كثير على قدرة القيم المحروسة بالقداسة والتقدير فلا بد من جديد يواجه الجديد ولا بد من وعي يتجاوز حالة الواقع والممكن والمأمول , وعي من طراز متقدم يتبنى قدرة العقل على أن يستشرق القادم ويعط أفق وعيوي أعلى ,فظهرت وتوالت الديانات بصيغها وأتجاهاتها العامة التي تساير نقطتين مهمتين هما أسناد القوة المنظمة والمتحكمة والقادرة للغير اللا محدود والمجهول العظيم , وثانيا أرتباط التحولات الكونية كلها بما فيها القيم والعلاقات على أنها في النهاية هي مصلحة الإنسان في هذا الوجود .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان
- أفتراضات
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح12
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح13
- مناجاة حائرة
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2