أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10














المزيد.....

رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 13:47
المحور: الادب والفن
    


رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10

على أبواب المستشفى الذي تحرسه الشرطة جيدا ولا يسمح لأحد بالدخول إلا للحالات الأضطرارية تحير سلمان كيف يتصرف ولمن يسأل عن كامل وأمام هذا الزحام من سيسمع منه قصة البحث عن رجل وأمرأة وطفل, حاول أن يستفهم من الناس المتزاحمة أمام بوابة المستشفى عن الأمر جميع من سألهم أخبروه لا يمكن أن تعرف مصير الاحياء والأموات إن لم تكن متأكد أنهم داخل ردهات المستشفى أو تنتظر صباحا لتسأل عنهم في الإدارة فكل اسماء لموتى والداخلين والخارجين مقيدة , ولا أمل لك بغير ذلك ,كان القرار أن ينتظر للصباح ولكن القرار الأصعب أين سيذهب من هنا للصباح ,على مقاعد خشبية كان البعض يجلس منتظرا خبر أو نتيجة تمدد سلمان في وسط بقعة أرض تسمى حديقة قبالة المستشفى أنتظارا للفرج .
الزاير عليوي أول من ألقى تحية الصباح على أم كامل وهو يحمل في يده لفافة قماش فيها بعض الأشياء التي أرسلتها زوجته لإطعام الصغار وجدتهم الكل يعرف أن هذه العائلة عانت كثيرا من الجوع بغياب المعيل وتوقف العمل وموت كل ما في القرية من حياة متحركة حتى عودتهم , أبت العجوز أن تأخذ ما في الصرة إن لم يشاركهم الزاير فطورهم ,وافق على مضض وهو يعلم أنه سيزاحم الصغار غصبا عنه على فرصة شبع واحدة , نادت على أمل وأيقضتها من النوم وأمرتها باحضار بعض السعف والعيدان اليابسة من خارج الصريفة لإعداد الفطور.
في حديث الزاير كانت تتلمس أمل قوي بأن ولدها ما زال حيا فقد عد عليها أسماء من مات من أهل القرية ومكان موتهم وكيفية الوفاة بكل تفصيل ووضوح وأنه مقسم بالسيد عبد الله أبو رواية بأنه شاهد كامل قبل يومين يبحث عن عمل وقد سأله عنها وعن أولاده وهو من أخبره بهلاك جميع عائلته كما يظن ,الزاير يشاركها في هواية تدخين المزبن ولكنه يشربها غليظة لا يهم المهم أنها لا بد أن تدخن لتريح دماغها وتسكن فوران دمها بأنتظار الوعد وعودة الغياب .
كانت ليلة سلمان طويلة البقظة فيها أكبر من فرصة النوم فهو يتقلب على خشبة يتناوبه البعوض والحشرات الليلة في لعبتها المعتادة مع الناس لكنه مضطر لأن يساير الوضع بأنتظار صباح يحمل له جواب يعود به مستبشرا لقريته ولقلوب معلقة بخطواته ... كل ما مرت دقائق الليل بطيئة يقضي على جزء مهم من حالة الأنتظار والترقب وهو يرى بعينه إنفعالات الحشد المتراكم على بوابة المستشفى بأنتظار خبر أو بشارة أو نعي .
أصبحت خشبة المقعد أكثر قساوة على بدنه برغم كل التقلبات التي حاول فيها توزيع هذه القساوة على أكثر من محل إلا أنه قرر أخيرا أن ينهض وأن يحاول النوم من وضع الجلوس , لا شي يمكن أن يضعه تحت رأسه سوى حذائه النايلون الأسود بعد أن وضعه في بقايا كيس سنت ليتجن الرائحة القوية التي تصدر من داخله ,لم يبقى شيئا من الفجر الآت وحينها يصبح النوم خارج مديات ما تعود عليه ,الماء الذي يسيل من حنفية الحديقة مكانا مناسبا كي ينتظر أذان الفجر بعد أن أتم وضوءه وبلل يشماغه بما يشبه محاولة لغسله مما فيه .
هذا الصباح كان الموعد النهائي مع السيد عبد الله ابو رواية وهي متأكدة أنه لا يمكن أن يخذلها ولا يمكن أن يخلف وعده بالرغم أنها لم تتلقى منه أي وعد , كانت علاقة أم كامل كما كل أهل القرية علاقة قرب لا تشوبها شائبة شك أو تردد , إنها النقاء الفطري الذي يربط عالم الغيب بكل طقوسيته والخوف منه وعالم الحضور التائه بين الدنيا وحاجاتها والخوف من أقتحام عالم المجهول عالم السؤال والجواب ,صلت صلاتها سريعا وأسرعت بالذهاب إلى ضفة النهر الصغير تلاحقها أصوات الديكة الذي كان دوما بشيرا لها تترجمه حسب ما تعتقده أنه جواب الإمام لها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح11
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح9
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح8
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح6
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح7
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح5
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح4
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح3
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح2
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح44 , الخلاصة العملية
- أفكار في دائرة التنوير
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح42 , التشخيص السليم ن ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح43 , البداية والمنهج
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح40 , الشخصية العراقية ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح41 , المصادر الفكرية ...
- زايتجايست الرؤية والأتهام الأيديولوجي.
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح38 , الشخصية العراقية ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح39 , من ملامح الشخصية ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح36 , الشخصية الأجتماع ...


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية (رحلتي الملح والماء ) ح10