|
زايتجايست الرؤية والأتهام الأيديولوجي.
عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 04:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زايتجايست الرؤية والأتهام الأيديولوجي.
الرؤية الحضارية التي تتعامل مع المستقبل على أنه نصر الإنسان الذي نتأمله أن يكون وفقا لمعيار التطور التقني والحياتي صانع ومبدع وخالق لمجتمع السعادة ومن خلال قراءة معطيات ومقدمات هذا التطور الذي ينبئ عن تحولات كبرى وجذرية في كل المنظومة الحياتية والاجتماعية عندما تتحول العلاقات من علاقات متشتته بأكثر من أتجاه وغير قادرة على أستيعاب التحولات الكونية إلى عالم نسقي قائم على علاقة الإنسان بالمنظومة الرياضية والحسابية الدقيقية الذي يمثل بوادرها الأن عالم النت وما نتج عنه ومنه من ثورة أجتماعية وأقتصادية وفكرية عامة أجتاحت عالمنا الواقعي لتحوله إلى قرية صغيرة وعالم أفتراضي في كل شيء . هذا التصور التفكيري والمبني على حقائق العلم ومجريات التطور لا علاقة له بأستحقاقات أيديولوجية أو فكرية أو سياسية ولا يمثل إنعكاس للنظرية السياسية والأجتماعية للعالم المتحول , بل هو قراءة لواقع يولد وسيولد أكثر دهشة وأعظم مما يتصور الإنسان الآن من ملاحظة سيرورة تكون العالم الجديد , الرؤية لا تعبر ولا تمثل الشيوعية ولا أي فكرة سياسية لأنها لا تنطلق من نظرة أحادية للمجتمع ولا تؤسس لفرض واقع مصنوع إنما تمثل قمة القراءة المتاحة الآن للمستقبل . نسمع كثيرا من الأتهامات والنقد الموجه لحركة زايتجايست على أنها محاولة لإحياء الماركسية أو النظام الشمولي الشيوعي بما تتنبأ به من تحولات ستقودها البرمجة الأليكترونية الدقيقية وما سيتمكن هذا الطرح من فرض واقع أجتماعي وعلمي وفكري قد يتجاوز في حدود ما يمكنه من طرح أن تكون فلسفة العولمة الحضارية "الآن" مجرد حلم تافه وقديم ولا يستحق الإثارة , إنه عالم الرقيمات المنطلق من واقع العقل المتحرر من مقولات الفلسفة القديمة والمعاصرة , عالم الأفتراض واللا معقول الذي تنتفي فيه الفروقات بين الواقع والخيال العلمي ليبلغ أشد حالاته عندما يقوم هو ومن خلال قوته الواقعية بتغيير الكثير والأهم من القيم والقوانين والعادات والتقاليد التي ألفتها البشرية منذ مئات السنين . عالم زايتجايست عالم يصنع ويخلق ويبدع ويجسد حلم الإنسان بأرقى صيغ السعادة حينما يمتلك القدرة على التحكم بما حولة بأقل جهد وبأوسع مدى ليفرض الإنسان سيطرته كفرد وككائن على الوجود الحولي لأنه أمتلك سر الرقم والحرف وأخترق عالم الخوارزميات ليتحول كل شيء أمامه إلى رمز بين 0 &1"" بموجب مصفوفات قادر على التحريك والتدوير فيها ليجيب على كل الأسئلة الكونية التي أطاحت بحلمة القديم ,عالم زايتجايست عالم الخوارق العقلية التي تتعدى الحلم والخيال والأفتراض إلى منطقة العقل اللا منعقل بحدود ,ربما ليفاجئنا بعوالم قد تبدوا لنا شيئا من الجنون . هنا يمكننا أن نقول وبكل قوة لا علاقة البتة بين حركة زايتجايست وبين أي فكر أو فلسفة أو نظم سياسية معروفة أو غير معرفة بقدر ما هي رؤية حالمة وواقعية والمستقبل رهين بكشف قيمتها وقدرتها على التعامل مع واقع إنقلابي حداثي تكون فيه القيمة العليا للإنسان العاقل الواعي الذي سيغادر كل عوالمه السابقة ليعيش عصر الخوارزميات والرقيمات المدهشة .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح38 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح39 , من ملامح الشخصية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح36 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح37 , الشخصية العراقية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح35 , الشخصية الأجتماع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح34 ,5.النمط العراقي ا
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 3, البيئة والتنق
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح32 , 4. الحق والحقيقي
...
-
قصيدة _ خطاب للشمس
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح31, الجغرافية البيئية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح29 , ضياع الدليل العل
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح30 , الجغرافية البيئي
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح27 ,المكان والجغرافية
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة 28 , الإنسان هو الثورة
...
-
أنشودة الخلاص
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح25 ,إشكالية التكيف وا
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح26 , العامل النفسي ال
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح23 , تأريخية المجتمع
...
-
المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح24, هل يمكن للشخصية ا
...
-
المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح22 ,هذيان نظرية التطور الأ
...
المزيد.....
-
مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام
...
-
مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار.
...
-
ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص
...
-
سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة
...
-
ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
-
لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
-
ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
-
ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
-
الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف
...
-
ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|