المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح27 ,المكان والجغرافية والبيئة

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 02:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

المكان والجغرافية والبيئة

واحدة أخرى من إشكاليات المجتمع العراقي الجغرافية كحال وصفي للمكان والبيئة كواقع متفاعل له ومعه والمكان كموضوع مجرد ومستقل, فقد كان للمكان دورا مهما في رسم خطوط مهمة من شخصية الفرد العراقي ,ونقصد بالمكان ليس البيئة أو العوامل الجغرافية بل وجوده أساسا في هذه البقعة بالذات تحديدا لما يحمل من رمزيه عميقة ولها جذور تمتد للوجود الأول للأحداث والتحولات العظمى التي مرت بالإنسان.
معروف أن الإنسان البدائي الذي سكن الأرض وعاش فيها منذ ملايين السنين لم يفكر أن يسكن هذه المنطقة المكانية لأنها لا تتناسب مع النمط المعيشي ولا مع المتطلبات الأولية لطريقة ممارسته للحياة الخاصة به ,فهو كان يعتمد المنهج الحيواني في الصراع من أجل البقاء وهذا يتطلب بيئة وجغرافية توفر له مكان للصراع فيه المفترس الطبيعي وفيه أيضا المغارات والكهوف المنزوية والأخاديد العميقة التي تشكل له خط الدفاع الأساسي ,وهذه المواصفات نادرة الوجود في البيئة العراقية وعدم قربها من مصائد الفرائس الطبيعية
جغرافيا العراق مقسمة قديما قبل التغيرات البيئية ما قبل الطوفان وما قبل إعادة تشكيلها بالصورة الطبيعية اليوم مقسوم واقعيا لثلاث مناطق متميزة هي المنطقة الجبلية والهضبة العليا ,ومنطقة الهضبة المنبسطة وشواطئ الأنهار والمنطقة الرسوبية الجنوبية المغمورة بالمياه قبل ما تتحول لسهل واسع وعريض لتتصل لأخيرا بالمسطح البحري العميق "الخليج العربي" لاحقا,هذا التنوع الجغرافي البيئوي لا يتناسب مع قواعد العيش المكتشفه من خلال دراسة الأحفوريات المتحجرة والمكتشفة والتي تعطي تصور تام عن شكل العلاقة بين الإنسان البدائي في مراحل تطوره مع الجغرافية والبيئة.
المعروف أن ما يسمى جزافا بالإنسان القديم لم ولا يعرف الزراعة والرعي والتجمع السكاني وصورة المجتمع الأول أبدا, إنما كان يعيش حياة القطعان ويمارس الصيد والقطاف الذي لا يحتاج لتحضيرات وخطة وبرمجة فقط كان يمارس حياة الغابة وبلجأ للكهوف والمغارات حتى أن في بعض صوره كان يعتمد على أكل جنسه النوعي ,فهو حيوان غير أجتماعي ولا يتميز بالوعي والإرادة والخلق والتجدد .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات