أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2














المزيد.....

المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 00:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الذي يمنح العقل اسباب البحث بالدرجة الأولى هو المتعة الشخصية , متعة الأكتشاف متعة الأنتصار على المجهول , متعة أن يكون لك قيمة إنفرادية تميزك عن الغير بأنك تتطلع لحدود قد تكون حصرا على قلة أو وقفا على عدد محدود من الناس, وهذا الجانب الممدوح في سعي الذات والأنا ليس لأنها تملك الحق الطبيعي فقط في البحث ولكن لأنها نجحت فعلا في التعرف على نقطة ضوء جديدة .
التجديد الفكري والعقلي قد يكون وبتحصيل حاصل يأت بالمرتبة الثانية بعد متعة الأكتشاف في عالم البحث عن طرق نفاذ الإنسان للمجهول وهذا ليس عيبا , فكثيرا من أساسيات ونتائج البحث والعلم والتعلم جاءت بعد متعة الأكتشاف لكن التوظيف هو الذي يمنحها القيمة ويمنحها القدر أن تنفرد بالصدارة وتؤسس لمحاولة أكتشاف قادمة .
نعود للسؤال الأول هل هذا يؤكد أن آدم القديم الجديد هو المجهول أو أحد مواضيعه الأساسية ,للإجابة بالتأكيد أن وجوده في هذا العالم المحاط بالكثير من دواع البحث والتساؤل يضعه هذا الموضوع ويفرض عليه فكرة أنه هو أيضا عالم مجهول لأن مجرد التفكير بحدود العالم الخارجي لا يكفي حقيقة أن يعطيه الاطمئنان أن عالمه الداخلي معلوم بالتمام وهو يعلم أن وجوده نموذج جزئي من عالم كلي عالم لا يقف عند حد الجزء والكل , بل هو منظومة متشابكة يتداخل بها كل شيء ويؤثر فيها كل شيء كما يتأثر فيها كل شيء.
إن الإقرار بالترابط بين الأجزاء فيما بينها وبين الكل والكل والعالم الكلي يشكل حقيقة منطقية يعمل الإنسان على بلورة رؤى كونية ليفهمها أو على الأقل يدرك قوانين الترابط ويعمل ضمن إطارها , هذا الإدراك لا يأتي خاليا من المعرفة ولا ينسحب على القبول بالمجهول بأعتباره جزء من الحقيقة ,الذي يريد أن يستكشف القوانين الأساسية عليه أن لا يترك جزئية ولو كانت صغيرة في زوايا المجهول وقد تكون هذه الجزئية تضمر ما يعط الكل صفه مؤثرة أو حاسمة , لذا كان الإيمان بالاكتشاف واحدة من رسالات العقل الإنساني وواحد من دواع المعرفة الطبيعية .
وكلما توسعت دائرة المعلوم الإنساني توسعت بالاضطراد انسبي الإيجابي دائرة المجهول أيضا ,ليس لأن عالم المجهول يتناسب مع عالم المعلوم بل لأن توسع مدارك المعلوم وأنفتاح العقل على عوالم الأكتشاف توسع لدية القدرة على أن يتمدد بهذا الأكتشاف خارج القصور الطبيعي للعقل وخارج ما يمكن أن يكون القاعدة التي انطلق منها في رحلة البحث , عندما نشأت العلوم لأول مرة كان المجهول هو ما يقابل الإنسان بواقعه له حدود ما يدركه العقل من تجربته المتواضعة ,ولكن عندما توسعت التجربة وأمتدت بالإنسان لعوالم أكثر جرأة أصبح المجهول عالم أكبر وأوسع من المعلوم لأن حدود إدراك العقل له زادت وتوسعت وأصبحت عين العقل ترى خارج القياسات المنطقية للعقل البسيط .
بهذه القاعدة يمكننا تصور إزدياد مجهولية الإنسان لنفسه ومجهولية الإنسان لوجوده وأصبح فرض أن آدم مجهول طبيعي تجد لها من التبريرات العلمية ما يؤكد أن ما يعرفه عن نفسه قد يبدو ضئيلا وقليلا بالقدر الذي ينتظره ليكتشفه ,وهذا أيضا داع من دواع البحث للوصول به إلى أن يفهم الكثير من الإشكاليات التي لم يجد لها سؤلا برغم العشرات بل الألاف من التنظيرات التي رافقت وجوده وأشعرته بالحيرة أحيانا ومتعة التأمل أحيانا أخرى .
ويبقى الإنسان ذلك اللغز المحير ذلك المجهول الممتع الذي يقود بنفسه العلم ليكسر حاجز الجهل ,هذا الكائن بهذه الصورة هو الكائن الإيجابي بالوجود وهو القادر أن يمنح الحياة جمالية ويمنحها أيضا الحق أن تتناسب مع سعيه في البحث, لا يمكن لأحد أن يمنع الإنسان أن يغزو عوالم ما يمكن تسميتها عوالم ما بعد العلم وهي غير عوالم المجهول ,الإنسان يعيش أولا في عالم المعلوم الطبيعي ويقابله المجهول الطبيعي وهما من العوالم الأساسية قبل حركته التاريخية بالمعرفة وقد تكون جزء من إدراكه الفطري .
ثم ينتقل إلى عالم المعلوم المستجد الذي سيتولد عنه عالم أخر هو المجهول المستجد من المعلوم الثاني , وعالم أخر نتاج لهذين العالمين وتفاعلهما مع بعض هو عالم ما بعد المعلوم عالم الاختراق والطموح في تصور وتأمل قد لا ينتج عنه حاليا أكتشاف مجهول ولكن من المؤكد يؤسس لعالم أكثر قدرة للتحرر من كل قوانين الواقع بشقيه المعلوم والمجهول ,إنه عالم الأفتراض الإيجابي المطلق ,إنه الشبيه بعالم الخيال والوهم الممكن لأن يقترب من حدود أخرى طالما أن العقل تحرر من سطوة الواقع وتحرر من سجن الممكن والمعقول.
إن تنوع العوالم الإنسانية وتميزها بخصائص منفردة لكل عالم ليس ترف نظري ولا يمثل حالة تنظريه خالية من هدف وفائدة ولكن ليجعل من هذه العوالم محطات على طريق الاكتشاف ومنهج للتفريق بين ما يمكن أن يكون طبيعيا وبين ما يمكن أن يكون فذا خارقا هو الأكثر فائدة والأسرع في أكتشاف العالم الوجودي بأسره , أختراق المعلوم للمجهول ليس هو الهدف بحد ذاته وليس الغائية القصوى من حركة الإنسان إنها الطريقة المثلى أولا لتحرير العقل في سعيه لأن يكون متلائما مع حركة الوجود المتسارعة وبذلك يضيف تعجيل أخر لحركة الأكتشاف لتستمر إلى النهاية بدون توقف , علما أن النهاية ليست نقطة ثابتة بل تتحرك هي الأخرى للأمام كلما تقدمنا نحوها بخطوة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم الديني بين العقلانية والتجريبية
- عقلانية التجريب
- تكاملية ودقة النظام الكوني ونفي فكرة الحظ أو الفرصة
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح6
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح5
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح4
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح2
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة ح3
- الصراع الإنساني تنازع بين الدين والطبيعة
- صور من ملامح الشخصية العراقية
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح4
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح2
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح3
- أنسنة الدين أم تخليق التدين ح1
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 3
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير 2
- الدولة المدنية ..... الثابت والمتغير
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح14
- رواية (رحلتي الملح والماء ) ح15
- أحتضان


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - المجهول واللا معلوم بين الوعي والإدراك ح2