رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 03:12
المحور: الادب والفن
    

صحيح كان تأنيب الضمير باديا وقاتلا لكل شيء في ذات الزوجين ,لكنه لم ينجح في كبح جماح لذة تجربة "اللذة" وممارستها عمليا وقد أيقن كل منهم أن الفرصة القادمة ستأتي حتما ولكن الأهم الذي ينتظرهم هو تلقي الكاف والنون التي ستحسم الأمر ,هكذا توقف الوجود وَجَمُد كصقيع شتائي رسم وضع الجميع على حافة الأنتظار المهلك وهم لا يعلمون حتى ما هي أقرب الحلول ولا أبعدها , السيد إبليس يعرف أنه على وعد سيقى موجودا في كل مكان ليمارس دوره كما هو مرسوم أيضا لذا لم يتضرر كثيرا من أي قرار , المتضرر الأكبر السيدة حواء وهي تنتظر عصف الأنوثة التي تفجرت عندها وأجتاحها على حين غرة وعند شريكها بركان يتفجر بصمت , أظن أن السيد الكبير آدم لا يقل عصفا في داخله ليتلمس ذلك الأكتشاف الرائع ويوقع ببصمته قبل أن ياذن الله بالرحيل .
من يفك عن الجميع المشاهدين على المدرجات والمذنبين الثلاثة والزمن الذي ينتظر في زواية ميتة ليتحرك أول مرة حين يصدر القرار الأعلى هذا الحصار الذي يشبه الموت السريري فلا هي حياة ممكنة ولا هو موت معلن ,وحده صاحب الكينونه يمكنه أن يحرك الكون كله ولكنه أرتئى أن يتم تأجيل القرار ليفهم السيد آدم وشقيقته الطينية التي حولتها الثمرة إلى حبيبة أكثر قيمة ما يملكان وقيمة ما فقدا من تفريطهما بالوصية والعهد وعلى كل حال كان الأمر محسوم مسبقا لا بد من قتبلة تفجر حالة الأعتياد والرتابة .
كل ما يفعله هذا المخادع الذي تلقة هذا اللقب حديثا بعد أن قدم الحل النهائي والناجر ومن قبل كان مجرد عدو مبين لكنه لا يحمل أي صفة سلبية أخرى ولما يعرف الجميع معنى خداع وكذب وكراهية ومحبة , كل شيء كان خام بمعنى لم يترجم شيء من الأسماء كلها على أرض الواقع ,الأنتظار المسلي وحده كان عزاء السيد إبليس وهو يمني النفس العوجة مرة أخرى لجانب الصفوف المحتشدة على مدرجات المشاهدة غير أبه بفكرة الطرد من الجنة ,كان الهدف له أما مكان أخر أو العودة للملأ الأعلى حيث كان سيدا مهابا وزعيما بين هؤلاء الفاقدين .
جلجلة وأصوات غير مفهومة تكاد تطبق على الوجود هناك لا احد يمكنه أن يتنبا بما في الأمر غير الكائن الجالس بدون حراك تحت شجرة التعرية فهو الأخبر بمثل هذه الجلجة التي تعودها وتعود على اتعامل معها ,إنه الأمر القادم من فوق تهبط الملائكة لتحمل كلمات آدم الزوجين إلى صاحب الجنة ,فقد أذن لهم أن يحملوا له عذر المعتذر , ها هم يحملون أثقل ما يمكن أن يحمله كائن دموع التوبة والأعتذار وقرار أخير بأن هذه الكلمات هي فقط كل ما يملكون ليواجهوا به عدل الله .... حملت الملائكة كلمتين وطارت وبردت خواطر الزوجين بأنتظار الجواب ,لكنهما أيضا ينتظران ماذا سيكون بعد الجواب إنه اللقاء المؤجل .
تبادل النظرات التي توحي بشيء جديد تتواصل بين السيد والسيد فيما العظيم إبليس يسترق النظرات أيضا معتزا ومفتخرا بما فعله بهم ,في سره هناك نشوة أنتصار ومساحة للفرح وهو سيعرف بالتأكيد أنه لا ينجو من الحساب , ما يطمئنه ويجعله أكثرا أستقرار أن كل شيء سيكون لاحقا وبين الآن ولاحقا مساحة ومسافة تمتد لما لا يعلمه من حد لكنه يعلم أنها مملؤة عفو ومغفرة ويظن بما يعرف عن الله أن لا يبخل بشي عند أمتداد رحمته , الغبي عنده آدم لأنه يعرف أن الله غفور ومع ذلك فهو قلق .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل