أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين النص والمنصوص














المزيد.....

بين النص والمنصوص


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 22:12
المحور: الادب والفن
    




العلاقة المفترضة بين النص والمنصوص عند أغلب دارسي المعنى لا تتعدى ثلاث صور حسب القاعدة التي ينطلق منها الدارس والتي اساسها قدرة النص على عكس ما يريده الناص أو قوة النص في التعبير عما فيه أو ما يمكنه القاريء من تلمس أثر الناص على النص , بمعنى أن النص أما أن يكون ضل الكاتب أو منفصل عنه ويعيش قيمته الذاتية ويعبر فقط عن المنصوص به ,أو أن هناك علاقة تبادلية وتأثير ما ولكن بذات الوقت لا بد من أحترام كون النص من لحظة تجسده على الواقع منح نفسه حدود غير متساوية مع وجود الكاتب أو المنشي, وبناء على ذلك ذهبت الدراسات الإقرائية مذاهب شتى في التفسير والتأويل وأشد ما نجد ذلك في مجالي تفسير النصوص الدينية أو النتاج الإبداعي للشعراء والأدباء وأيضا في الدراسات النفسية التي يستقي منها المتخصص بعض الملامح الشخصية للكاتب ومدى قدرتها على عكس الحالة النفسية .
النص كما هو له علاقة مع الناص كونه وليد تعقل وتفكر وأستنتاج وبالأكيد في الغالب قناعة به وهذا يعني أن الكتابة هي ولادة عقلية تنبع من جذور الرؤية الإنسانية للموضوع خاص والوجود عام , فهو بالتالي ليس إفراز ألي ورد فعل لحالة ما ,بل المؤكد أن تفاعل وإتفعال بين أثر يراد له أن يكون ومؤثر دافع سهل وهيأ ونسج أصل الفكرة , وحتى في هذه الصورة يبقى العقل الإنساني هو صاحب الدور التنظيمي والمخرج العملي للفكرة وفي صبها وقولبتها بالقالب الهندسب الذي تجلى بالنص , ولكن هل يعني هذا أن يكون النص يمثل في جميع الحالات وجود الناس وكأنه ظله , المؤكد الجواب لا في أعتقادي لأنه بمجرد أن خرج من رحم العقل تحول إلى كائن أخر وليد لأب مستقل ومنفصل ولكنه مرتبط بسبب ونسب .
الذي يرى أن النص ليس ضروريا له أن يمثل الناص أو الكاتب يعتبر أن وجوده المزدوج في الواقع وذهن القارئ هو من يمنحه صفة الإستقلالية وبالتالي يتحول النص مجردا من أساسه ليكون شاخص فكري يمثل البناء الهندسيوترابطاته وعلاقاته الهندسية دون أن نعود لعقل الكاتب بأعتبار أن مجرد أنفصال النص وتجسيده أصبح يمتلك حرية التبلور ذهنيا ليمنح الفكرة شكلا أو أشكالا من الفهم قد لا ترتبط ولا تمثل فكر الناص ,القدرة الذاتية له في التصور الذهني ونجاحها مرهون بالبناء وليس بالحتم بقوة العقل والفكر المنتج ,هنا يمكننا أن نقول أن مقدار نجاح النص في إثارة الصور الذهنية للقاريء لا يمكن أن تنفصل عن نضج العقل المفكر للناص ولا على قدرته في التأثير , ولذلك تسقط نصوص وتنجح أخرى بذلك بناء على قوة المنشأ وليس بناء على القوة الذاتية للنص .
من يريد أن ينظر للنص من داخله فقط عليه أن يتذكر أن الأفكار الإنسانية والمعرفة عموما هي تراث تواصلي ومشاركة بلا حدود بين العقول على مر الزمن وعبر المكان وأختلاف الأحوال ,الفكر اليوم مساحة تتجلة بها تداخلات وأرتباطات وتنوع وإثراء للإنسان ككائن مفكر ومنتج للفكر والمعرفة ومن ضمن ما ينتج ويتعامل مع نص أخرس لا يتكلم إلا من خلال تدخل العقل القاؤيء والكاتب ليربط طرفي المعرفة ,لذا ففكرة أن النص مجرد بناء له حضورها الخاص والعام منفصلا عن الزمان والمكان والمولد وجهة نظر بحاجة للكثير من التدقيق قبل الشروع بطرحها كأنها حقيقة ,ولنكن متأكدين من واقع له صورة الحقيقة أن لا نص بدون فكر ولا فكر بدون نص فكلاهما في أستصحاب ضروري لإظهار صورة وجودية تعبر عن حركية وحياة الإنسان .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية رب جديد _ قصة قصيرة
- ضوابط السلوك وقيمها ح 2
- ضوابط السلوك وقيمها
- أمُنا تنشد السلام وتتوجس الخطر
- من يصنع القيم الفوقية
- من مشكلات الفكر الإسلامي , الضياع بين حدود النص والهوية
- العقل الإسلامي وخرافية التسليم
- هم وأنا والمعبر
- ثورة المؤمن عبد النار _ قصة قصيرة
- (حدث هذا الصباح) _ قصة قصيرة
- بذرة لعينة من شجرة العري
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح7
- خلف جدران بكة _ قصيدة نثر
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح6
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح5
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح4
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح3
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح2
- رواية ( أيام الفردوس ) أو ملك لا يبلى ح1
- فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد ح2


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - بين النص والمنصوص