أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - بانتظار الولادة المتعسرة














المزيد.....

بانتظار الولادة المتعسرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يراود الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين ومن يتابع الأحداث بجدية ويربط النتائج بالمقدمات مرورا بقراءة واقعية للحدث العراقي يوميا وتفصيليا ,تروادهم فكرة أو نتيجة منطقية لكل هذا أن الموضوع العراقي ومنذ ثلاثة أشهر تحديدا من منتصف رمضان موضوع على نار هادئة بانتظار طبخة أخرى لتكتمل التشكيلة المطلوبة , حدد البعض أن الأتفاق النووي بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد سيكون بداية النهاية للمشاريع المعلقة والأحداث المؤجل حسمها وستفتح الملفات صفقة واحدة وإن كنت أظن وقد سخر مني الكثير أن هذا الحدث لن يزيد من حرارة النار بقدر ما سيخفضها وسيتطلب ذلك المزيد من الوقت والتفصيل بانتظار ما سيتداعى من فصول لهذا الأتفاق الذي يعني في تحليلي أنه بداية أزمة إقليمية جديدة وحرب باردة من نوع أخر طرفيها روسيا وأمريكا مرة أخرى للاستحواذ على النفوذ والموقع الاقتصادي بعد ترتيب الأولويات الأمريكية من جهة ومثلها فعلت روسيا بالجوار الإستراتيجي .
الدور القادم بعد أن تم وضع إيران وملفاتها على الرف يتجه الأمريكان العسكريون الإستراتيجيون ومعهم خبرائهم الأمنيين لجهة أخرى أكثر حساسية وأهم في النظر الإستراتيجي يتمثل في الشاطئ الثاني للخليج العربي حيث سيكون للصفحة الثانية من إستراتيجية المتوسط والخليج الدور التالي في صفحة الصراع البارد وتمهيدا وتقديما لتفجير المنطقة كلها من خلال جر إيران وروسيا في مواجهة مع عالم إسلامي سني محافظ يتمتع بقدرة كبيرة من الثراء وبخزين رهيب من الأسلحة تم تكديسه من سنوات وصار لزاما الآن التخلص منه بأي طريقة لتجديد المستودعات مرة أخرى ولكن هذه المرة مع وضع سياسي وإقليمي مختلف , حيث يدور الصراع والقتال بين الأخوة الأعداء أثر انهيار الكيانات القائمة حاليا وظهور الجماعات الجهادية التي تحارب الجميع باستثناء أمريكا وإسرائيل مع العلم أنها جميعا تحمل شعار الموت لأمريكا وإسرائيل , وهنا يتمكن كلا الطرفين من اللعب المكشوف تحت حجج حماية النظام العالمي من جهة وإثارة خوف العالم من الإسلام العربي المتطرف كما فعلوا في حقبة ما بعد الثمانينات مع السلام الأفغاني المتطرف .
اذن الوضع العراقي في جميع تفاصيله ملابساته الآن يخضع للتهدئة على جهة الحسم والتسخين على جهة الصراعات بين المكونات السياسية للتمترس حول أهداف مرحلية لغض النظر عما يدور في الجوار الإقليمي الذي هو في الأول والخير عامل ضغط وتأثير مباشر للواقع العراقي , الشيء المحير بالنسبة للبعض وإن كان مفهوما تماما لي ولآخرين أن هناك أطراف مهمة ومؤثرة وذات حضور قوي على الساحة وقد اشتهرت بعدائها للمخطط الجاري تطبيقه واقعا , خضعت هي الأخرى لاشتراطات هذا الواقع وانغمست في اللعبة الدولية , الحشد الشعبي الذي ولد على أنه خيار وطني خالص لتحرير الأرض والقرار العراقي من الارتهان لقوى خارجية , تحول اليوم إلى مجرد كومبارس في لعبة الشد والاسترخاء الجارية على الأرض , فبعد أن صرح زعمائه قبل أشهر أن عيد الفطر سيكون موعد إعلان تحرير الأنبار شهدنا بعد ذلك مراوحة عجيبة وتقدم هنا وتراجع هناك حتى مدينة بيجي التي حررها الحشد عادت لتسقط هي والمصفى بيد داعش في لعبة مشكوك في ترتيب حدوثها وكيفية وقوع ما يجري في ضل تعتيم أعلامي واضح ونقل مشوه إعلاميا للحدث العسكري والأمني .
في الواقع السياسي نجد أيضا هناك قرارات مؤجلة وأفعال يجب أن تأخذ مجرى التنفيذ ما زالت تراوح مكانها برغم تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير والإصلاح ودخول المرجعية الدينية الشيعية على الخط بالمطالبة ذاتها ,الشيء المؤكد أن السيد العبادي قد تلقى ضوء أخضر من القوى الفاعلة الرئيسية في الوضع العراقي ما عدا إيران التي لها رأي أخر معارض تماما ومضاد للتطلعات الشعبية فهي لا تريد عراق متعافي مالك للقرار السياسي والاقتصادي وتتهم المطالبين بالإصلاح أنهم ينفذون أجندة أمريكية , لذا فإن محاولة الربط بين توقف الحراك العسكري نحو الحسم في ملف داعش مرتبط بصورة وثيقة بقرار إيران حول حسم الملف السياسي وإعادة رسمه , وهنا نجد التهديدات المباشرة والملمح بها بترك أرض المعركة مع أي حسم بمساعدة أمريكية أو دولية من قبل بعض القوى المحسوبة على الطرف الإيراني معللا أو متعلقا أحيانا بالتغيير والإصلاح السياسي, لأن ذلك سيعزز من مكانة السيد العبادي ومن خلفه بصورة ما صوت التيار المدني الذي يتبنى رؤية أكثر حزما تجاه التطلعات الإيرانية وتدخلاتها المباشرة والفجة أحيانا بالشأن العراقي وتفصيليا ,لذا نجد الصراع والضغط الإيراني منصب اليوم على إعادة ترتيب الوضع السياسي وفقا للرؤية الإستراتيجية الإيرانية قبل حسم ملف الأنبار وصلاح الدين لتضمن تسجيل نقاط في الصراع البارد والثنائي مع المعسكر الأخر ودافع الثمن والفاتورة هو الشعب العراقي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد
- المطلوب شعبيا والواجب السياسي
- الإصلاح السياسي في العراق وأفاق بناء دولة مدنية
- القادة العراقيون ولعبة الامم
- قراءات في أصداء زيارة مدحت المحمود إلى طهران
- العراق ومجتمع الصدمة
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 5
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 4
- حقائق الأرض وتخيلات القرار 3


المزيد.....




- -الموت أحلى من العسل-.. متظاهرة إيرانية في طهران توجه رسالة ...
- ماذا حدث بين سفيري إسرائيل وإيران بمجلس الأمن؟
- مقتل 70 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على قطاع غزة، واشتباكات في ...
- بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في ...
- قصف صاروخي إيراني يشعل حرائق ويتسبب بأضرار في بئر السبع
- حرب إسرائيلية إيرانية.. هل تتدخل أميركا؟
- الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد ...
- محادثات إيرانية أوروبية بجنيف وعراقجي: لا حوار مع واشنطن
- 5 مدمرات أميركية في المنطقة لحماية إسرائيل و-نيميتز- تصل خلا ...
- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - بانتظار الولادة المتعسرة