أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - دولة مدنية أم نظام مدني














المزيد.....

دولة مدنية أم نظام مدني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 13:09
المحور: المجتمع المدني
    


دولة مدنية أم نظام مدني

من اجل ترسيخ مفهومنا للمدنية علينا أن نفرق بين مفهوم "الدولة المدنية" الذي يعني دولة حديثة مؤطرة مؤسساتيا يحكمها إداريا وقانونيا كسمة عامة نظام أجتماعي وسياسي وفكري يستند أولا وأخيرا في ترتيب العلاقة بين المواطن والمواطن وبين المواطن والكيان الجمعي على منظومة الحقوق المدنية التي يؤمن بها الإنسان طبيعيا , مثل الحرية والعمل والعدل والمساواة وحق البقاء وحق الوجود وغيرها من الحقوق التي لا تقبل الفصل عن وجوده ولا يمكن أن تتجزأ تحت عناوين أخرى, ودون أن يكون ملزما ولا مطلوبا منه أن ينسجم مع قواعد ملزمة خارج هذه الحدود الطبيعية.
ولكن يبقى مفهوم الدولة ككيان تنظيمي واقعي هو ذاته كإطار للتنظيم الاجتماعي الإنساني بما هو سائد في كل المجتمعات الإنسانية سواء أكانت تتبنى نظم خاصة أو تتشارك مع مجتمعات أخرى بسمات عامة ,الدولة التي لا تؤمن بالنظام المدني لا بد لها من أن تطرح بديلا أخر أو رؤية معدلة تستند لها عقائديا أو أيديولوجيا كالدين مثلا أو الفلسفة السياسية الفكرية, فكما يقول بعض المفكرين علاقتنا الفوقية وقوانينها الواقعية وشبكة القيم تنتج من خلال فهمنا للحياة والعلاقة بين الوجود والموجودات ذاتها , أو كما يتبنى البعض مفهوم أخر هو إن نظامنا الاجتماعي يعكس واقعنا الفكري والحضاري ,الإسلام مثلا في بعض الدول التي تتبنى خيار الدين أو الشيوعية أو النازية أو الفاشية في دول أنحازت لفلسفتها الخاصة تعبر عن قيم سواء كان هذا الإيمان جمعي بها أو يعبر عن فلسفة القوى الحاكمة والموجهة للنظام السياسي ولكن بالتأكيد لا يمكن أن تكون متطابقة مع الفهم المدني لكونية العلاقة بين طرفي تكوين الدولة وهما الحاكم والمحكوم.
هذه الدول التي تقوم على رؤية محددة بخطوط محاطة بعناوين لا يسمح لأحد أن يتجاوزها لأنها تعتبر اعتداء على الشرعية التكوينية للنظام السياسي هي بالحقيقة تمثل ثلم ومنقصة للحق المدني إن لم نقل تعارضه بالتوجه العام, ولا يمكن وصفها بالمدنية حتى لو كانت لا تعتمد الدين ولا العقيدة لأنها ببساطة تقدم الأيديولوجية على الحق الطبيعي الإنساني المدني وتتبنى نظاما يترجم هذا التمسك ويسير به, على عكس من العلمانية مثلا التي في فهم الكثير من الناس أنها هي والمدنية في تطابق مع المفاهيم والنتائج والحقيقة أن الدولة العلمانية تتبنى نظرية تدافع عن قيم مشروطة ومبيته سابقا أساسها تحييد الدين من أن يكون واحدا من عناصر رسم النظام الحاكم لتجنب الخلط والاختلاط بين ما هو ديني وبين ما هو متخلي عنه, المدنية في مرحلة أكثر إنسانية في التوفيق بين الحقائق الاجتماعية والسياسية حينما تعترف للدين بأنه جزء من مشروع الإنسان الطبيعي الذي يجب أن يحترم في حدوده دون أن نجبر ومقدما أحد عن التخلي عن روابطه الطبيعية ومنها عامل الدين لكن بوضعية أن يمارس ضمن أطار الحرية الفردية تخليا والتزاما.
لذا فإن الهدف الحقيقي للمدنية ليس تغيرا جذريا في شكل الدولة أبدا ولكن التغيير منصب فقط على بناء وتبني منظومة فكرية اجتماعية تنتج شكلا سياسيا من أشكال التنظيم الإداري والقانوني الذي يحترم مبدأ سيادة واستقلالية القانون وقوته المنظمة بغض النظر عمن يقع تحت طائلته ومتحررا من الاستثناءات والسماحات المتعلقة بحالات فردية ,ومن قوة استقلال القانون وجدارته الفرادية في تنظيم حركة المجتمع طولا وعرضا يمكن أن نرسي من خلالها قواعد نظام إداري وقانوني يجعل المدنية الخيار الأول والأساسي للفرد ,كما يمنحه الحق من خلال هذا الأساس أن يتخلى في جزئيات منه لصالح مفاهيم أما عقائدية أو فكرية لصالحه بشرط أن لا تتعدى للغير رغما عنه , هذا النظام المدني هو عماد دولة الإنسان التي يريدها ويتطلع لها الأحرار بعيدا عن الإلجاء والإكراه ألقسري للنظم الشمولية والفكرية والعقيدية التي تحاول السير عكس طبيعة الإنسان المدني بالطبع الأول .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرث الديني وتحديات النقد العقلي ح1
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 2
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي
- دمقرطة الدين وهم عاجز .
- الأسطورة والرواية التاريخية والنص الديني _ رواية آدم سامي مو ...
- خيارات الغيير ومتغيرات الساحة
- بانتظار الولادة المتعسرة
- مكابدات مسافر في الرحلة الاخيرة
- الحرية بين التمني والنضال
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ....... قصة قصيرة ج1
- يتهمنا البعض بأننا مثقفين خارج الوجود
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح2
- الإنسان ...... ومستقبل الحلم الكوني _ح3
- الإنسام ...... ومستقبل الحلم الكوني
- منطق التربية الأولية وعلاقتها بالنظرية الأجتماعية العامة
- العراق والقادم المجهول ....
- لماذا لم يحقق الحراك الجماهيري في العراق اهدافه المشروعة ؟.
- هل توقف الحراك الجماهيري عند خط الشروع ؟.
- وماذا بعد


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - دولة مدنية أم نظام مدني