أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود














المزيد.....

الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 18:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في ظل الكشف الجديد والتجربة الحسية على أرض الواقع والمعرفة المستحدثة تشاركت الأخلاق والدين مهمة التفسير والتبرير والتعليل لكل طارئ لا يمكن إحراز عليته أو لا يفهم كيفية قيادته ,فهو أيضا يمثل نوع من معالجة لواقع يتطور كل يوم ويحتاج لمزيد من الأجوبة , هذا التطور يتسع في أحيان كثير على قدرة القيم المحروسة بالقداسة والتقدير فلا بد من جديد يواجه الجديد ولا بد من وعي يتجاوز حالة الواقع والممكن والمأمول , وعي من طراز متقدم يتبنى قدرة العقل على أن يستشرق القادم ويعط أفق وعيوي أعلى ,فظهرت وتوالت الديانات بصيغها وأتجاهاتها العامة التي تساير نقطتين مهمتين هما أسناد القوة المنظمة والمتحكمة والقادرة للغير اللا محدود والمجهول العظيم , وثانيا أرتباط التحولات الكونية كلها بما فيها القيم والعلاقات على أنها في النهاية هي مصلحة الإنسان في هذا الوجود .
بغض النظر عن موضوعية الأنبياء والرسل وحقيقة التواصل بين المعلوم الواعي المدرك النخبوي المستشرق وبين عالم المجهول العظيم والكيفية ومقدار الجد من عدم القدرة على منح البعض لهذه الموضوعية صفة الواقع المتحصل تبقى الدين والديانات هي صورة وعي للإنسان قد تكون في أحيان قادرة على تطمين الإنسان على مستقبله وقد تنجح في جعله مستعدا للبقاء في حدود ما هو موجود من قواعد وقيم وقوانين لكنها أيضا فشلت في جوانب كثيرة منها ,كما أن الدين عجز أن يعط أجابة واحدة ولو تقديرية على حدود المجهول العظيم أو تلمس حتى على بيان أنه سيتمكن في النهاية من الألتقاء الوجودي في العالم المادي في ألتحام جزئي أو كلي ليشكلا معا منظومة كمال الوعي بين المادة وبين قدرتها على الفعل .
إذن الدين كان إنسانيا إذا أردنا أن نضيف الصفة على الموصوف وأيضا التدين كان مؤنسنا ولا مجال لزيادة أنسنتهما لأننا نحتاج هتا إلى تعريف جديد ومبتكر للإنسان في ظل عدم حاجة التعريف الأول للتطوير أو تبدل في مؤديات فهمنا له , الحقيقة المطلوب اليوم لتصحيح بعض مسيرة الإنسان ليس الزيادة في منح الموضوع الخارجي الذي أقصد به الدين والتدين والأخلاق والعلم والمعرفة ما في الإنسان من نقوصية طبيعية بقدر ما نحتاج إلى تنمية الوعي الإدراكي الأكتشافي الذي توصل الإنسان به لهذا العالم الذي نشهده , تطوير الوعي هو الذي يقود لتطوير الدين والأخلاق والعلم والمعرفة .
الدعوة الحقيقية والجادة اليوم هي أكتشاف الطرق المجهولة التي تحير الوعي في إدراك المسارب والمنحنيات والنوافذ التي تكشف لنا ليس في إشكالية الدين وما يتبعه من سلسلة العلاقات ولكن أيضا في تتبع ما فشل فيه الإنسان أزليا حينما أسند للمجهول والغيب أساس العلاقة التي تبرر وجوده في الوجود والمتمثلة بالسؤال التقليدي لماذا هذا العالم وكيف يمكن أن نديره نحن بما يتلائم مع تطور الوعي والقدرة على الإدراك , بمقابل أن لا نترك للغيب والمجهول مساحة للتفرد بنا بعقلنا بما يدور في مخيلة العلم الذي طلق المجهول وضرب به عرضا لمصلحة قواعده ,وهي المسألة التي فشل في إدراكها الدين والأخلاق معاكما فشلا في تبرير هذا العجز.
المطلوب اليوم وبإلحاح جديد قبل المباشرة بتفعيل حركة الوعي أن نفهم حقيقة الدين الكلية والتي لا تتعدى بكل الأحوال كونها قواعد أخلاقية مثالية أعتقد الإنسان أنها قريبا من النموذج الكامل الذي يؤمن له حرية الحركة وتنمية الوعي وتجنب حاله التناقضات التي تحطم مثالية الحلم الذاتي له بالحصول على بيئة الأحسنية والأخيرية وأمتلاك الحيز الحيوي لممارسة وجوده ووظيفته المنبثقة عنه دون أن تتقاطع هذه القواعد مع إدراكه العجز التام أمام المجهول المغيب , وبالتالي فهي أي قواعد الدين وضعت ليس لقهر الإنسان وتحديد وعيه لأنها منتج وعي وبالتالي عندما نجد تعارض بين مفهومنا الذاتي للدين وبين الحقائق أو التي أقرب لها في مجالي الدين والمعرفة أن يتراجع الفهم الديني عن تبني كمالية المحتوى وأن يضعه أمام جدلية النقد وأمتحان وجودي ليتخلص من تراكم الفشل المؤدي إلى تحديد قواعد التدين وموتها عند نقطة الشروع الأولى .
هذه الثورة الفكرية ليست أعتداء على الإرث الديني والأخلاقي الإنساني ولا هي أنتقاص من الدور الذي لعبه الدين تأريخيا في قضية الوعي ومساهمته في تطوير أسسه , ولكنه عودة حقيقة لذات الأسس التي تغلب بها الإنسان أولا على مجموعة الكم والكيف والأين والمتى وما ترافق في حياته الماضية التي أنتجت الدين وبنت كل أسس العقيدة والعادة والإيمان به , هذه النظرية لا تتعارض مع غايات الدين بل تفتح له الأفق التي أغلقها الإنسان على نفسه في مرحلة من مراحل الزمن الوعيوي نتيجة تفرد وتبطر البعض لدوافع الأنا المتضخمة لديه ليفصل الإنسان إلى محددين (إنسان بالضرورة وإنسان بالأفتراض), عودة الوعي للوعي هي محاولة إعادة الإنسان للواقع الأول الذي صنع الأخلاق وخلق الدين والرب والغيب والمجهول والمعلوم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية عراقية في الإصلاح
- الإنسان حين يكون إشكالية ح1
- مقدمة في الإلحاد ح7
- مقدمة في الإلحاد ح6
- مقدمة في الإلحاد ح5
- مقدمة في الإلحاد ح4
- مقدمة في الإلحاد ح3
- مقدمة في الإلحاد ح2
- مقدمة في الإلحاد ح1
- وردة أنت ..... أم جنة أزهار
- تعالي
- المبدئية في الموقف _ علي بين محبيه وكارهيه
- الإعلام ومشكلة الوظيفة
- الشعر والشعراء ومحنة الكلم
- الإبداع والتحرر بين هوية الثقافة ... وهوية المجتمع
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- أنتهاك القانون والدستور العراقي حقائق تكشف الفساد السياسي وا ...
- دولة مدنية أم نظام مدني
- الإرث الديني وتحديات النقد العقلي ح1
- الحروب الدينية وجريمة العصور التي لا تنتهي 3


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - الأخلاق والدين ووظيفة تفسير أشكاليات الوجود