أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح1














المزيد.....

العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4976 - 2015 / 11 / 5 - 02:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي

لا شك أن الكل تدرك أن العراق كجزء من منظومة التدخل الغربي في المنطقة وأرتباط هذا الحال بالصراع العربي الصهيوني يعاني ومنذ أكثر من أربعين عام وحشية غير مسبوقة لهجوم منظم ومدار بآليات ومناهج متعددة ومتنوعة تأخذ أبعاد ومظاهر وصور شتى تصب في الأخر فيما يعرف بإعادة رسم خارطة شرق أوسط جديد على أنقاض الشرق الأوسط الذي رسمته خرائط سايكس _ بيكو الشهيرة ,ومن السذاجة أن يتهم أحدا ما بأن الحديث عن هذه الخارطة أو الخطط المرسومة للعراق والمنطقة من باب وهم نظرية المؤامرة فالواقع العملي بكل تفاصيله ومجرياته وما يظهر علنا ورسميا ومن خلال ما يرشح من تحركات غربية تؤكد بما لا يقبل الشك القاطع باليقين أننا ضحية مؤامرة كبرى لا تقتصر في حدودها على المنطقة بل تتعدى إلى حدود الحلفاء والأصدقاء إلا أن المنطقة تبقى المحور الأساسي والمهم في تنفيذها خطوة خطوة .
وعودة للواقع العراقي الذي مر بسلسلة من التحركات السياسية والاضطرابات الأقتصادية وإلى هزات أجتماعية رسمت ونفذت بكل دقة من اطراف إقليمية ودولية عديدة ,كما ساهمت بها وبشكل متنوع حركات وقيادات سياسية عراقية مرة باسم السلطة ومرات عديدة باسم معارضة الهدف والنتيجة كانت تدمير كل المنجز السياسي والأقتصادي المتواضع الذي بناه العراقيون منذ فترة الاستقلال الأولى وأنتهاء بالأحتلال الأمريكي مقابل ثمن مبالغ به لا يتناسب مع حجم ومقدار وكونية هذا المنجز,فلقد تحطمت بنية الأقتصاد العراقي وأساسياته خاصة في فترة الحرب العراقية الإيرانية وما استهلكته من موارد اقتصادية وبشرية عظيمة ,جاءت حرب الخليج الأولى لتجهز على باقي البنية التحتية وتدمر ما يمكن أن يكون مناسبا لإعادة أعمارها ,كذلك فعلت الحرب الثانية التي لم تستثني حتى البنية الخدمية الإنسانية الضرورية ليجد البلد نفسه وقد عاد إلى أواخر القرن التاسع عشر بلا نظام صحي ولا خدمي ضروري ولا حتى بنية صالحة لهيكلة مجالات مهمة مثل التربية والتعليم والرعاية الأجتماعية والسكن والطرقات والخدمات الأساسية .
من الشعارات التي رفعها مناصروا الاحتلال الأمريكي للعراق وإسقاط النظام السياسي السابق هو إعادة أعمار العراق وبناء أقتصاد وطني مبني على قاعدة الحرية الأقتصادية وحق المواطن في الرفاهية والتمتع بالثروة الوطنية وبناء نظام أقتصادي جديد يراعي حقوق الأجيال القادمة , صاحب ذلك طفرة كبيرة في أسعار النفط الذي هو عماد الموارد المالية للأقتصاد الريعي العراقي أحادي الجانب , وتدفقت الأموال بشكل غير مسبوق عليه وبلغت الميزانية الوطنية أرقام مذهلة مع دعم دولي غير مسبوق ,المفترض ومع هذا الوضع أن ينهض الأقتصاد العراقي في عملية أستثمارية غير محددة ويستوعب كل المتطلبان الضرورية لإعادة البناء الجديد وتطوير في أداء مفاصل مهمة منه تتعلق بتوفير الرفاهية والحياة الحرة الكريمة للفرد العراقي .
بعد مضي ثلاثة عشر سنه من الأحتلال وتبني سياسات اقتصادية جديدة يواجه العراق اليوم وضعا مأساويا في كل الجوانب مهددا بالإفلاس الأقتصادي وعدم القدرة على تسديد رواتب الموظفين في الدولة وعدم القدرة على تجاوز ما يفرضه الوضع العسكري من ألتزامات مالية لمواجهة الحرب الداخلية ضد التنظيمات الإرهابية ومكافحة الجريمة بكل أشكالها وتنوعاتها مما يعني إعلان الدولة العراقية دولة فاشلة وما يتسبب من وراء ذلك من تزعزع في الثقة الدولية والإقليمية بها , لقد جاء هذا الفشل والخسران نتيجة سياسات عشوائية ونهب منظم وعدم وجود منهجية واضحة وشفافة لإدارة أقتصاد بلد خارج للتو من مجموعة حروب ونكسات , وسوء إدارة سياسية فاشلة من مجموعة متناحرة وغير متوافقة لا على العمل ولا في الأداء والرؤية مما فسح المجال واسعا للنهب وتخريب الأقتصاد وجعل السرقات الكبرى لأموال الدولة يتستر عليها لتشابك المصالح وعدم وجود جهاز مراقبة وقائي ولا نظام قضائي صارم , وخضوع السلطات السياسية في البلد والسلطة القضائية لمفاهيم لا تنم عن وجود دولة ذات كيان موحد ومستقل ووطني , بل مجموعة من اللصوص كما يقول الكاتب العربي محمد حسنين هيكل استولوا على بنك بغياب رقابة أو حراسة مسئولة .
إن السياسات الفاشلة التي لم يرسمها مختصين ولم يشرف عليها مدراء تنفيذيين من ذوي الخبرة والمهارة الأقتصادية وزج مجموعة من الموظفين الفاقدين للمهنية والتدريب والحنكة بموجب سياسات المحاصة , وإخراج الكوادر المدربة والمؤهلة من مواقع التخطيط والتنفيذ نتيجة لهذه السياسة ومنح الموقع الرسمي في أتخاذ القرارات المهمة بيد أحزاب وكتل سياسية يهمها الوضع الفئوي والحزبي وتعظيم المنافع الخاصة بها على حساب القضية الوطنية أدى إلى وصول سلسلة من الأسماء الفاسدة والمنحرفة والغبية الغير قادرة على أنجاز مهم مع هجرة الآلاف من ذوي الاختصاص والتجربة نتيجة الوضع الأمني والتصفيات الطائفية والحراب السياسي مما سهل لأن يقع مجمل الأقتصاد العراقي بشقيه العام والمختلط بيد حفنة من السراق والمنتفعين , أما القطاع الخاص الذي حورب وتم تهديم كل بنيته التحتية لمنعه من العمل والتطوير لصالح أقتصاد دول مجاورة لها مثلين في السياسة العراقية يدافعون عن مصالح تلك البلدان وتجارتها ع العراق مما أدى إلى إغراق السوق العراقية بسيل من البضائع قليلة الجودة وقليلة الثمن مما تسبب بإغلاق عشرات الالاف من المصانع وهجرة رؤوس الأموال للخارج مع جيل صناعي وتجاري متمرس وحريص على بناء العراق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح1