أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح2














المزيد.....

الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 19:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ح2
لم تخلو السنوات الأربعون التي تلت فترة الوجود المحمدي ولا حتى الفترة التي سبقتها من نشاط محموم لمحور الأنا المتضخمة ولا من تأثيراتها على الواقع الفكري والأجتماعي , وعلينا أن نعترف وبكل شجاعة أن طبيعة المجتمع العرباني والعربي المتأثر بالمفاخر الذاتية أولا والبيوتاتية بعدها والقبلية وصولا للشعوبية والعنصرية أثر مهم في نمو النفاق الفكري والأجتماعي ,من رحم النفاق الفكري والأنانية الأجتماعية ولدت السياسة الحزبيه لأول مرة في مجتمع ما زال في طور التبلور والصيرورة وحتى لم يكتمل توجهه النهائي ,كل ذلك مدعوم بتوجهات فكرية اصيلة وجدت نفسها في مواجهة فكر أحدث منها وأرقى في النظرة الكلية وبعيد جدا عن المواصفات المتبناة منه .
لذا العمل الواجب من هذه التوجهات الفكرية هو زعزعة الطور النامي للفكرة الأصلية وهي التجرد وعدم الاختزال في شخصية النبي محمد ,هذا المنهج بما يملك من خبرة ومعرفة اجتماعية عميقة ودينية متأصلة قبال مجتمع ما زال طفلا يحبو مكنه من أن يستثير الغرائز الأناوية بين أفراده وباعتماد على الطبيعية العربانية الجانحة دوما نحو التفلت من القوانين والقيم الضابطة ,من أبرز ما حققه هذا التيار المتعايش مع العربانية الأجتماعي ومجتمع عربي قائم على ذكورية الانتساب والمفاخرة بالحسب والسطوة التي يمثلها رأس القبيلة وهيبة القبيلة لديه أن أفرخت أحاسيس العودة بالفكر الجديد للقبيلة والعشيرة وحتى المكان.
لقد أورد الأدب الإسلامي في شقيه الروايات والقصص كيف أن البعض من يوصفون بالسادة وأعيان العرب والأعراب كانوا ينظرون لأقرانهم من المسلمين وحتى بعد إسلامهم الشكلي على أنهم مجرد تفاهات ساقتها الأقدار لتكون أنداد منسوبا ذلك لسوء الحظ والدين الذي يسلبهم العبيد والأتباع ليجعلهم في مرتبة واحدة إنسانيا ,لم يدخل الإيمان بعد قلوب الناس ولم يباشر التثقيف الفكري دورا مهما في حبس الطموحات الأناوية عند حدود الواجب والملزوم الفكري ,لقد لعبت هذه الحالية التي سماها القرآن الكريم بالجاهلية دورا مباشرا في شرخ البنيان الفكري بعد التأسيس نحو الاختزال والشخصنة .
من خلال مفهوم الأنتماء المجتمعي المحدود وصل الشرخ لعمق الفكرة المحمدية وانتهك مبدأ التجرد وصارت مثلا مسألة حماية حدود ومميزات القرشية هدف أساسي من أهداف الفكر الإسلامي بالقراءة الجديدة اللا منتمية للفكر المحمدي ,وأصبح ديدن الدين بدل من حماية الإنسان والحرص على تقديم الشمولية الخيرية كعنوان مرادف لإنسانيته إلى موضوعية أن العرب سادة الأمم كافة وإن كانت إسلامية تحت نفس العنوان والهدف وأن قريش سادة العرب وبني هاشم سادة قريش ووووو الخ من التقسيمات التي أخرجت فكرة الحياد والتجرد لتكون شخصانية لموقع المعلم الرسول والانتماء النسبي له بديلا عن الأنتماء للتسليم ,وتحول مفهوم كلكم من آدم إلى كلكم لقريش والقريشي الجيد في الجاهلية قريشي جيد في الإسلام وأخرجوا مفعول الدين الفكري الجامع ليتحول إلى فاعل القرابة ومفعول الولاء للدم كمعيار مفرق .
خسر الإسلام الجولة الثانية وبرز طائفة الرواة المسماة رواة الوضع في الحديث ليزيدوا الطين بله ,بعدما ساهم الجيل الجديد من رواة الحديث وعلماءه ليكملوا المنهج الذي سبقهم في ترتيب مستحقات ومواصفات ومفاهيم جزئية تجزئ المجتمع الإسلامي على أساس فئوي وعنصري وزماني ومكاني ولتنتقل التجربة الدينية الخاصة بمن سبقهم من أصحاب الكتاب إلى دائرة الفكر الإسلامي وكأنها جزء أصيل من هذه الثقافة ,مواضيع مثل تقديس الأحبار والرهبان والتلاميذ والصحابة والمقدسين والصديقين ظهرت لأول مرة في منتصف العهد الأموي لتشكل بعد ذلك الخطوة التالية الموغلة في تقسيم المجتمع الإسلامي ,لا على أساس أكرمكم عند الله أتقاكم بل على أساس عنوان فرعي مبتكر وهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والخ من الأقسام التي تحولت مع الدس المستمر إلى مقدسات وخطوط حمر لا يجوز انتهاكها ,لأنها بما يقول أصحاب الإيمان بها جوهر الدين وترتيب رباني لا أعتراض عليه , ليقدس بعدها المسلمون خلاف فترة صدر الإسلام وما بعدها لحد انتهاء الخلافة الراشدة قيمة مستحدثة لا علاقة لها بالإسلام بعد قيمة القريشية ألا وهي قيمة الصحابة المبنية على اللقاء وإن لم يدخل الإيمان محل الفعل العقلي والقلبي .
لم يكن الأمر يسري في أتجاه واحد ولا من طرف منحاز لقيمه وأهدافه ,فلقد انبرت طائفة أخرى والتي تمثل الخط الموازي والمقابل والمعارض للخط الأول وإن لم يكن الأمر مخططا ومنظما له ولا متوافقا معه بالزمن , حيث برز هذا الأتجاه في أواخر الدولة العباسية كفكر متكامل له جذور قديمة تمتد منذ رحيل النبي محمد ص , لكنه تبلور على ذات المنهج المدان من قبل التيار الرسمي الذي حول الرسالة إلى ملك عضوض ,قد يكون هذا التحول طبيعيا ومباشرا ولا بد أن يحصل نتيجة شدة الظلم والعناد والتحريف الذي مارسه الطرف الأول وقد يأت كردة فعل لبيان فشل وتحريف وتهديم أركان العقيدة الرسمية من خلال طرح منزلة أشخاص وأفراد وأفكار لمجموعة محددة تطورت نتيجة التنافس السياسي والفكري والعقيدي إلى ذات المنهج الأول , فصار الوضع والكذب والتحريف والتدليس منهج عام في الفكر الإسلامي غالبا تحت تأثيرات الصراع الفكري الذي دسه أهل الكتاب مبكرا في أساسيات الفكر الإسلامي ومنهجيته المعرفية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق
- مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح2