أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح1














المزيد.....

الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4973 - 2015 / 11 / 2 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم

ترك النبي محمد ص أمة الإسلام جاهزة للإنطلاق الوجودي بما في كتابهم من ديناميكية فكرية تعتمد على العقل وبشرطية الحرية والإرادة دون أن يقيدهم بإطار محدد غير المنفعة الشمولية للإنسان بشعار الخير والأحسنية المطلقة ,الذي حدث أن فهما وجوديا ماديا تسلل لهذا الوضع مدفوعا بالصراعات الأنانية التي لم يتمكن محمد ص ولا دينه من التغلب عليها أو حتى تهذيبها للمستوى الذي يجعل منها تنصاع للإرادة الجمعية للإنسان قبل إرادة الفكر المكنون في الكتاب أو السير تحت ظلال الخيرية لأنها ترى الخير نفع ذاتي محض منشأه رضا النفس وتمتعها به دون الأخر المختلف أو حتى الأخر المساوي والموافق ,هذه القوة الأنانية التي كثيرا ما تحدث عنها القرآن الكريم وسماها وشخوصها بالنفاق والمنافقين لم تهدأ ثائرتها ولم تتحكم أيضا للقوة القادمة القوة التي عمادها العقل الإيماني المتطهر أو المتقي منها بأساليب إنكار الأنا ,ولم تتخلص من مرضها الذاتي فمارست طبيعتها الأساسية ببث ثقافة الأنا مقابل ثقافة الـــ "نحن" التي جاء بها الكتاب .
من أهم أركان الفكر الإسلامي في إطار الفكر المجرد دون التوصيف الذاتي له أنه كان عامرا بفكرتين جديرتين بالاعتبار أو لهما الشمول الزماني والمكاني والنوعي المقرون بالحال , والنقطة الثانية أفتراض فكر القرآن أن الحدود التي يصلها هذا الفكر خارج إطار النموذج الأختزالي ,بمعنى فإن مات محمد أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ,هنا ربط الإسلام وجوده ليس بدائر الشخص ولم يختزل هذا الوجود بتلك الشخصية العظيمة التي نجحت بتجرد أن تثبت بالواقع هذه الأساسية الفكرية ,أما في الخصيصة الأولى فقد بين الإسلام أنه ملك للإنسان بعيدا عن الزمن والمكان والحال النوعي ,إنها فكرة الشمولية الخارجة عن حد التحدي الموصوف بنسبة محددة يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ,هذه الحالية تخطت أهم الأطر الدينية السائدة في عصر الأديان ولليوم قالت النصارى ليس اليهود على شيء .... , وقالت اليهود ليست النصارى على شيء .... .
عرف الدين الإسلامي المجسد بفكرة القرآن الذي فيه هدى للناس التجرد بين الشخص وبين الفكر وتخلص من ما يعرف بشخصنة الفكر منسوبا للمنشيء أو المعلم أو المؤسس فلم يكن الإسلام مثلا كالبوذية التي ربطت فكرتها ببوذا المؤسس (المعلم) الأول ولا بالمسيحية أو النصرانية ولا حتى باليهودية الموسوية التي تنسب فكر الإنسان إلى محدد شخصاني واضح ,كل الذي جاء به الإسلام مقابل ذلك فكرة التسليم للسماء وقيمها وارتباطها بعالم الرحمة والخير الذي حدده بالله , لذا فالعلاقة بين الإنسان المجرد وبين الله لا تمر عبر محمد أو غيره بل بالتسليم لله تسليم فعلي وانفعالي وربط ذلك كمفهوم لكل الأديان التي تسربلت بالشخصانية عندما قال (وهو الذي سماكم مسلمين) أي إبراهيم (وأنا أول المسلمين) عيسى عليه السلام ,الإسلام لا ينتمي للفكر الملتصق بالصورة المجسدة ولا بالحضور المعبر ,لم يكن فكرا ماديا بمعنى تطلبه لجوهر ليكون معبر بل بالفكر المثالي العابر للهوية .
الذي حدث أن مجرد أنتقال محمد ص إلى عالم أخر طهرت بوادر الشخصنة سريعا بل لم تمر ساعة أو أكثر حتى برز مفهوم الأنصار والمهاجرين على السطح مرة أخرى ليس كشعار تعريفي لتمييز بين طائفتين من المسلمين على مستوى واحد من الأنتماء وعلى درجة واحدة من الولاء للدين كما كانت ,بل رفع هذا الشعار في تلك اللحظات الحرجة للتفريق بين من ينتمي لمحمد الشخص وبين من ينتمي لمحمد موضوع ,هنا كان دور العامل الأناوي قويا في تشكيل الإطار والخروج من مبدأ الشمولية والتجرد إلى معنى التحزب والشخصنة ,تزعم الفريق الأول أهل مكة من القرشيين ومن الذين يرون في محمد ص شخصهم الذاتي لذا نادوا بالقرابة ,أما المجموعة المقابلة كانوا يروا في صاحب الفكرة وموجدها الظرف الموضوعي الذي ساهم في إنضاجها وبلورتها للواقع ,هذا التنازع هو أول طريق اختزال الإسلام بمجموعة بشرية وليس بقاعدة فكر خارج أطار الشخص الفرد .
نجحت السيرة الأنانية ومنهج الاختزال في تكوين بؤرة سياسية أساسها العملي فكري في تحويل القاعدة كلكم من آدم وآدم من تراب إلى مفهوم النخبة المنتقاة وجعل هذه النخبة محور للفكرة المتبلورة والتي ولدت مشوهة بقراءة خاصة لتكون قاعدة للدين الجديد ,عندما أحتج المهاجرون بمحمد ظهر الميل الذاتي بدل الهم الفكري وتبلور مشروع الاختزال ,عمق هذا التطور المناداة المتقابلة منا أمير ومنكم أمير ,لقد حدث الشرخ الأول وأصبح الإسلام بدل عنوان جامع شمولي إلى عنوانين منقسمين على نفس الإسلام الواحد ,ولم ينجح أيا منهم بإعادة المفهوم الأصلي إلى مدار العمل ,وحتى عندما جرت المرحلة الثانية من الأنتقال السلطوي لم يكن هذا الشرخ غائبا فأنتخب عمر على أساس الهجرة والقدرة على تجسيد الأنا عند المهاجرين ,مما أضعف ميل الطرف الثاني بالعودة للمحور الأساس وجذر مفهوم الصحابة الأنصار والصحابة المهاجرين الذين تربعوا على سدة الحكم بعدها ,ونجح مشروع الانفصال المنتسب الى دائرة الأنا المنتمية للشخص وخرج الفكر الإسلامي خاسرا ليعود ويخرج من دائرة الفعل إلى دائرة التسخير عندما تحول شكل نظام الحكم إلى ملكي قبلي لا علاقة له لا بالإسلام ولا بقواعد التجرد .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح1
- قواعد الجزاء في النص القرآني لمن لا يؤمن بالله والدين
- حروف الموسيقى وأغنية قديمة
- مسارات العمل الجماهيري ومستقبل السلطة في العراق
- مثقفو خارج الدائرة الفكرية تحت مطرقة النقد
- المدنيون ومستقبل الحراك الجماهيري


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس الموهوم ح1