أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح2














المزيد.....

الدين والدنيا ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4977 - 2015 / 11 / 6 - 21:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أذن المسألة في التعاطي ليست مزاجية بالمرة ولا هي انتقائية لأن ذلك مخالف للقاعدة الأساسية وهو وجوب الإحكام في التكوين ولا يمكن إدراك المحكم إلا بمنهج مشابه له , هنا نؤكد حقيقة مهمة تتعلق بطرفي المعرفة العلم والدين إن من يؤمن أن الله عالم وهو من علم الإنسان ما يعلم وهو أيضا من دعا الإنسان للتعلم لا بد أن يؤمن بالحقيقة الرابعة والمكملة لهذه الثوابت الدينية الثلاث وهي أن نتائج العلم الذي أنزله الله كما يقول النص لا يمكن للدين أن يعارضها أو يقف في الجانب المضاد لها لأنها نتاج طبيعي لقاعدة أسسها الله وأمر الإنسان أن يبني عليها وبالتالي فهي من حيث التكوين إلهية أيضا ,فليس من المعقول أن الله ينزل معرفة لا تؤدي إلى نتائج متطابقة مع إرادته في الدين والعكس صحيح ,فأما أن نؤمن بالعلم كما هو وبتجرد ونعامل الدين أيضا بنفس الطريقة أو نكفر بالعلم ونكفر بالدين معا لأنهما من مصدر واحد كما ندع أو يدع النص الديني .
بعيدا عن معتقد اللا ديني والملحد بأن العلم هو الحقيقة الوحيدة وأن الدين مجرد تصورات ذهنية تولدت نتيجة عجز العقل عن التفسير والتبرير ,نعود للقاعدة التي يؤمن بها المتدين وهي أن العلم أولا والدين ثانيا هما من فيوضات الله على الإنسان ,الأول مسخر لكي يتلاءم الوجود مع ذاته بعيدا عن الإنسان ,والثاني أي الدين معطى إلهي للبشر كي يتوافق بوجوده الذاتي مع الوجود ,فيكون الدين هنا تابعا للعلم من حيث أنه يفسر ما يربط الإنسان بوجوده وكيف يتعامل مع هذا الوجود كظاهرة مرتبطة بوعيه ,عكس العلم الذي يفسر للوجود كيف يعمل ولماذا يعمل ويرسم له الطرق التي بها يصل الوجود للغايات النهائية ,هنا أنا أتكلم عن القوانين المجردة الماء في التفسير العلمي أتحاد ذرتي هيدروجين مع ذرة أوكسجين واحدة ,وهو قانون مجرد لا يمكن أن نعدل به أو ننفيه , الدين لا يتدخل في هذه الجزئية نفيا أو تعديلا ولكن يقر بما وصل له العلم ويتناول غائية وجود الماء كمسخر لخدمة وجود الإنسان فقط ويلحق هذا ما يبنى على شيئية الماء كوجود متصل بالإنسان.
إذن لا بد أن نتعامل مع الدين على أنه حقيقة علمية إضافة إلى كونه خطاب إرشادي للعقل كي يضعه على الطريق الصحيح ويحفظ له سويته , هذا الدور التقديري للعلم لا ينتقص من وجود الدين ولا يحل محله فليس من وظيفة العلم إرشاد العقل مثلا للخيرية والأحسنية كمعيار مثالي وتقويمي ولكن وظيفة العلم مع العقل تتركز على تأصيل النظام العملي وإثارته الإيجابية ومحاولة تضخيم طرق الأنتاج والإدراك والوعي بما يضيف العلم من حقائق مكتشفه متلاحقة ,وحين يتناول العقل البشري السوي قضية حياتية سواء كانت معرفية أو حسية محضة ويجد أن هناك شيء من عدم التوافق بين ما يفهمه من الدين متعلق بها وبين ما يقرره العلم يصبح عليه أن يجري مقارنات بين الحقيقة العلمية المتوفرة وقربها من اليقين ثم يعمل ذات الشيء مع الحقيقة الدينية التي أحرزها بفهمه وإعادتها للأس الذي بني عليه هذا الفهم ويخرج بنتائج ما ,فأما أن تشير معادلات العلم إلى خلل أو نقص في اليقين وبالتالي تكون الحقيقة الدينية هي الأقرب للواقع أو العكس يحدث وعلى العقل البشري هنا أن يعود لفحص حقيقة الحقيقة الدينية التي يتبناها ويراجع الدين باحثا ومستكشفا من جديد بفرض جديد هو أن الفهم السابق لا يصح التعويل عليه .
في واحدة من التناقضات التي تجري بين العلم والدين هي مسألة التفاوت بالتقدير بين نبي ونبي وبين رسول ورسول وبين إنسان وإنسان , وقد يكون هذا الموضوع غريب في الطرح لاسيما وإذا تجاوزنا هذا الموضوع إلى مسميات أخرى مثل الأماكن والأيام وحتى المأكولات والأشجار والنباتات والليالي مما جرى إيراده نصا أو بناء على القياس أو الرواية التي لم ترد بنص صريح , مثلا تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض ,السؤال هل التفضيل متعلق بالذات أو بالموضوع أم بمعيار أخر ؟,وما هي وسيلة التفضيل المعتمدة والنتيجة التي أرادها الله من التفضيل ؟,وأسئلة أخرى قد أجاب النص الديني عنها بكل وضوح وفي أكثر من مكان وفي أكثر من دليل ,لكن المتحصل الذي وصلنا لم يكن مطابقا لهذا الجواب وبالتالي لم يكن علميا ,التفضيل يأت بالدرجة الأولى من باب الدرجة التي يساهم بها المفضل على غيرة كإضافة إيجابية في جملة نظام الكون الشمولي وليس شيئا أخر.
الكون كما قلنا كائن موزون ومقدر بالحساب الذي يمنحه سر الديمومة ويمنع عنه الإفراط في التغير أو التفريط بالمتغيرات الضرورية ,وكل عناصر الكون محكومة بهذه الحقيقة ,4قعندما نقيس نسبة فلز معين في التربة الأرضية مثلا ونجد أن هذا الجزء من المادة له حضور متعلق بهذه النسبة فلابد من وراء ذلك علة ما يعرفها العلم ويقدر أن أي تغيير في هذه النسب قد يحدث تغييرا جوهريا في الأداء مما يسبب أضطرابا للحركة الوجودية الذاتية ولحركة الوجود الظاهرة , الأوكسجين نسبته في الهواء المحيط تتغير حسب بعض الأماكن والأوقات مما يسبب تغيرا في كيفية الحياة ونمطها ولكن بالعموم تبقى النسبة كعموم ثابتة لو تغيرت بالزيادة أو النقصان تسبب بما يعرفه النص الديني بالفساد والعلم يسميه الخلل البيئي المؤثر على الحياة العامة , النص الديني عندما يتناول التفضيل من المؤكد يتبع نفس القاعدة في التفضيل ’فلا يمكن المساواة والتساوي بين الأشياء المتشابهة وإن أدت وظيفة واحدة لما يبدو للناظر الخارجي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- رسالة إلى من يهمه الأمر 1
- رسالة إلى من يهمه الأمر 2
- أغاني الضياع ..... والغربة
- من بيان التجمع المدني الديمقراطي للتغيير والإصلاح
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح1
- أحلام جدتي وفلسفة الفقر _ مقدمة ديوان فقراء حالمون
- كربلاء (الموقع والتسمية) بين التأريخ واللغة ح2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة 2
- حكايات الصباح ... والجدة البعيدة
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- السياسة الأمريكية في مواجهة داعش : بقاء التوازن لتوازن البقا ...
- طريقة التفكير في النص الديني ..بين الحاجة والتجربة
- حوار في عالم الكاتب والكتابة ح2


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدين والدنيا ح2