أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة من منظار أخر














المزيد.....

الفلسفة من منظار أخر


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 23:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفلسفة من منظار أخر

يبدو الحديث عن الفلسفة والتفلسف لا يثير ذات الأهتمام التي تثيرها قضايا أخرى أشد ألتصاقا بحياة الأفراد ,وخاصة في مجتمعات تجنح في رؤيتها للواقع المادي والمعاش اليومي لانغماسها التام والكلي فيه وفي إشكالاته , وهذا ما لا يتعارض مع وظيفة الفكر والمعرفة فهي بالأول والأخر وظيفة كونية تلتصق بالإنسان أكثر كلما كانت على تماس مع الملح من إشكالاته الحياتية , وأيضا لا ننسى أن هذا الانغماس يجرد المجتمع من واحدة من أهم وسائله التنظيرية التي من الممكن أن تساهم بحلول وأنجازات مهمة على ذات الطريق بما يزيد من فرص لإنسان للبحث عن ما هو خارج الواقع اليومي ويزيد من قدرة الرؤية بمدى أوسع وأشمل وأكبر واكتشاف عوالم جديدة قد يكون بحاجة لها للتعويض عن عزلته في واقعه المحدود .
تجنب الكثير من الاشتراك حتى كقارئ في الكتابات الفلسفية ومحاولة التعود على الارتقاء في طريقة فهم الأشياء بعمق وتجرد وأكتشاف عالم المعرفة حين يكون رائدا في توضيح ورسم أفاق أكبر من واقع القارئ ,فلو أن شخص يجلس في غرفة واسعة وجميلة وتتوفر لها كل الإمكانيات التي تجعله سعيد بواقعه وراض بما هو , بمجرد أن يكتشف ثقب في جدار هذا البناء يطل منه إلى العالم الخارجي يتعلق من حيث تدفعه عوامل الأكتشاف والفضول لأن يتعلق بما هو خارج الجدار من فضاء حتى لو لم يشكل له أي أهمية تذكر , الفلسفة والمعرفة عموما هي هذا العالم الواسع من الرؤى والأفكار التي تجعلنا نتعلق بأفق وأمتدادات كونية قد تساهم في الكثير من صور وأساسيا الفكر وطرق إنتاجه سواء على الصعيد الفردي أو من خلال إشاعة ثقافة الخروج من حدي الممكن والواقعي إلى متسع الحلم والخيال والتأمل والأنفتاح على ما خلف واقعية العقل البسيط .
لم تكن المشكلة في الفكر في يوم من الأيام ولم يجعل من نفسه كيان منعزل عن الهم الإنساني ولكنه ومن تكييف واقع العقل الإنساني ومستويات الإدراك والفهم توزعت المعرفة من البديهيات إلى أرقى درجاتها توزعا نمطيا مساويا لقدرة العقل على هضم درجة ما من مدارج المعرفة والتي ستكون بداية مؤسسة لدرجة لاحقة , فكلما تعاط العقل البشري بنوع من أنواع المعرفة وحاول أن يفكك أسرارها أو يهضم جوهرها أصبح قادرا على أن يبني ما يمكنه أن يتعامل مع الأرفع درجة منها , وهذا منهج مطبق حتى في الحياة العملية اليومية , الفلسفة وقراءتها والتعاطي بها فكرا وانشغالا وأهتماما ليس فقط تؤسس لمرحة أكبر وأعمق من الفهم بل تنقل طرائق التفكير البشرية من أنماط تقليدية متعارف عليها إلى مرحلة أكثر قدرة على التحليل والتفكيك والترميز والوصول أسرع لمضامين وقصديات الفكر بصورة عامة ,إنها نمط أخر من القدرة على التجاوب والتجاوز .
كذلك تنبع أهمية الفلسفة ودراستها من أن كل مجتمع بحاجة إلى طبقات متنوعة ومختلفة وذات توجهات متشعبة تؤدي في وجودها الطبيعي إلى إثراء الفكر بالتنظير والتفكير والنقد والنقد المقابل , وكلما كانت درجات النخبة في أي توجه فكري أو في أي مدرسة معرفية وفق مستويات قياسية وراقية نؤمن للمجتمع قدرة على أنتاج أعظم وأكبر وأكثر في العطاء وفي التناول , هنا يأت دور الفلسفة كأعلى درجات من التعاط مع المشروع العلمي والمعرفي لما تمتلكه من أدوات وقدرة على النفاذ والتعمق في الدراسة بل تذهب أحيانا إلى المدهش في تناولها للموضوع ,هذا العطاء والوجود ضروري أن يتضخم ويتطور وينمو ليكون رافد تعميق وتعظيم للنخبوية الفكرية والمعرفية التي بدورها تساهم في إثراء النتاج المعرفي وتطويعه لخدمة المجتمع والإنسانية .
هلى المجتمعات الزاحفة نحو المستقبل أن تعيد نظرتها للفلسفة ولدورها ووجودها في المجتمع الفكري , فحقيقة أن مجتمع خال من الفلاسفة وأمة تفتر لمن ينتج فلسفة تبقى أمة تنتظر من يتصدق عليها بأفكار ,تبقى أمة ومجتمع يشحذ الفكر والمعرفة من الآخرين ولا يمكنه أن يكون مجتمعا بناءا ولا منتجا للمعرفة ويبقى كسولا ومترنحا على ضربات المعرفة التي تتنوع وتغزو المجتمعات بتنوعها وتبدلاتها وتحولاتها ون أن تفهم شيء أو تعلم شيء مستمرة في طريق الإضمحلال الفكري لتصل إلى مرحلة البدائية الفكرية في ظل وجود عمالقة تصنع وتنتج وتسوق معارف مهيمنة على العقل والسلوك البشري الناتج عن تطبيقات هذه المعارف والعلوم والثقافات الوافدة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب


المزيد.....




- هل نقل طائرات أمريكية إلى أوروبا يُعتبر تمهيدا لضربة ضدّ إير ...
- نوع من القهوة يزيد من خطر الإصابة بالتنكس البقعي لدى كبار ال ...
- التقاط أدق صورة لمجرة -معمل النحات- بتدرجات ألوان مذهلة!
- كيف تؤثر الأطعمة الحارة على فقدان الوزن؟
- المغرب يستقبل 7.2 ملايين سائح حتى نهاية مايو بزيادة 22%
- بوتين: لدينا خبراء في بوشهر وإيران لم تطلب دعمنا العسكري
- فيديو: إيران تطلق دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل
- -أي بي سي نيوز-: ترامب يفكر في ضرب منشأة -فوردو- النووية
- كوريا الشمالية: هجمات إسرائيل على إيران -جريمة لا تغتفر-
- أميركا تنقل أصولا عسكرية في الشرق الأوسط تحسبا لهجوم إيراني ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الفلسفة من منظار أخر