أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يسمع رجال الدين صوت العقل














المزيد.....

هل يسمع رجال الدين صوت العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5019 - 2015 / 12 / 20 - 14:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل يسمع رجال الدين صوت العقل

البعض وأقول بلا تعميم أن صوت العقل الذي خاطبه الله وتكلم معه طالبا منه أن يكون الحاضر الدائم في حياة الإنسان والربان الأمين في سفينة وجوده غائبا عنهم وقد لا يتذكرون أخر مرة سمعوه , بل منهم من لا يؤمن بوجود صوت للعقل ولا حتى لحقيقة وجوده طالما أنه يتبع النقل حرفيا من خلال حواسه المرتبطة بالذاكرة , والتي بدورها تسجل ونحفظ بامتياز كل ما يردها من الخارج دون تدقيق أو تحقيق ولا تقبل لأي فاعل أن يتدخل في قضية الحفظ ولاسترجاع الذاتية , هؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال تفريقهم عن الأجهزة الميكانيكية التي تقوم بالحفظ والتسجيل وإعادة أخراج المعلومة من خلال زر مناسب , أيضا هؤلاء لا يمكننا أبدا أن نطلق عليهم رجال دين ولا علماء عقيدة ,لأن الدين والعقيدة نظر وتفكر وتدبر وتعقل وكل الآيات تذكر هذا وتحرض عليه .
هم يقرؤون وينادون بما في النصوص من أمر التدبر والتفكر بل ويحرضون الناس على أن يفعلوا ذلك ولكن عندما يأت وقت التفكر والتدبر والعقلنة له شخصيا لا يستطيع أن ينجز خطوة واحدة بأتجاه تفعيل النظام العقلي ومحاكمة النص المخزن أو الموضوع على طاولة الطرح ولا حتى يجرؤ على أن فكرة النقد قد تفتح له أبواب أكبر وأعمق لفهم النص ومراداته وقصدياته , لأن مؤمن بحالة متعارضة ترسخت في وعيه الحاضر , أن ما جاء به الأولون هو القداسة بعينها ,من المحرم على عقل يؤمن بالقداسة أن يمارس النقد الفكري واستخدام منطق العقل النقدي ,القداسة والنقد طريقان متقاطعان يشبهان الحياة والموت لا يمكنهما أن يتواجدا على سطح واحد في زمن واحد وكلاهما إلغاء للأخر ومزاحمة عقلية .
من مظاهر الانفصام العقلي عند الكثير وخاصة من الناس الذين يخوضون بالعمل الفكري ويشتغلون في مدارات قضايا وإشكاليات تتصل بالمعنى والمفهوم هذه المشكلة التي سجل التاريخ لها حضور مزمن في الكثير من قضايا جدلية ,مثلا عندما تأمرك قاعدة أنت مؤمن بها وملتزم بأحكامها بضرورة فعل أو الأمتناع عن فعل ما في ظل ظرف أو حالة ما وهناك مدى واسع في فهم لماذا الأمر ولماذا النهي ,يتوجب هنا أن نفهم الرابط بين الأمر والمنع من جهة وبين العلة أو السبب وأن لا نكتفي بالتبرير ,قضية المنع المختلف عليه مثلا في قضية الخمر في الدين الإسلامي , بالرغم من أن المنع تأويلي وليس نص محكم وشواهد سلوكية وعملية على الأمتناع عنه سواء في حياة النبي أو من جاء خلفه , هذا المنع لا يكفي فقط كمبرر ما لم نواجه العقل بالأدلة الأعمق والتي تصل إلى جذور علية المنع , وهل المنع من باب التحريم المولوي أم من باب المنع الإرشادي الذي يحمي الإنسان من تداعيات حالة الإسكار .,أذن الموضوع ليس نص ثابت وفهم مستقر لأن الوقائع تتغير والإفهام تتبدل تبعا لذلك مع بقاء النص ثابت .
النظريات العلمية المبنية على اليقين التجريبي والبرهان القاطع في زمن ما أصبحت اليوم محل تشكيك ونقض ,ليس لأن هناك تبدلات حدثت ولا العقول تغيرت ولكن من خلال إعادة النظر في المعطيات والنتائج ومراقبة دقة القانون أكتشف الإنسان أن هناك زوايا لم ينظر لها في حينها أو أهملت عن عمد أو بناء فكرة تخص النظرية والقانون لم يكن لها وضوح كاف أو نتج عن أكتشاف جديد مما يعيد أو يوجب أعادة صياغة الأفتراض وأعادة البرهنة والتجريب ملاحظين كل التطورات التي حدثت من وقت أكتشاف النظرية , قانون الزمن الذي جاء به نيوتن مثلا لم يعد منطقيا مع النظرية النسبية ولا حتى النظرية النسبية نجحت في إرساء قانون نهائي للزمن في الوقت الذي أعتبر فيه بعض علماء الفيزياء أن مفهوم الزمن مفهوم متوهم وليس حقيقي ,مع البرهان والطرح المنطقي العلمي مع صرامة المنهج العلمي ودقته , فكيف بنصوص يمكننا أن نصفها بالنقل التأريخي المعبر عن راهنية زمنية وحالية تتعلق بمكان وحال قد تغير وتبدل وتحول لنسقط عليه مفهوم المعصومية والمطلق اليقيني الذي هو الأخر في محل شك .
القضية التي يتبعها غالب رجال الدين أو ما يكنون أنفسهم بها علماء الدين تبتعد كثيرا عن هذا الفهم , فهم يظنون ويقطعون باليقين أن النص الديني أو حتى التأريخي الذي يستخدمونه في التأويل أو التفسير لا يقبل غير وجه واحد وأنه جاء كاملا وغير قادر على أن يعط أكثر من المعطى المتداول , قد تكون قيمة الخوف وهواجس الحرمة تلعب دورا هاما في هذا المجال , وهم معذورون لأن قواعد العمل الفكري عندهم بنيت على هذا الأساس , ولكن مما لا يعذرون به أن لا يسمعوا صوت العقل الداخلي , العقل المنطقي الذي من المؤكد أحيانا يصرخ بداخلهم لكنه يقمعون الصوت بظنين القداسة لا بظنين الخوف , الجريمة الكبرى أن تفسر أو تضع الخوف مضمونا لعنوان مقدس وبالتالي الهروب من القضية بالتخفي وراء وهم , إنها جريمة مرتكبة مرتين بالتأسيس وبتصديق النتيجة وكلاهما مزيفة غير قابلة أن تصمد أمام منطق التبدل والتغيير والتطور .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل يسمع رجال الدين صوت العقل