أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....














المزيد.....

لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5009 - 2015 / 12 / 10 - 22:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....


الفيسبوك عالم ثري متنوع حر له إمكانيات الوصول إلى شرائح متنوعة ومتفاوتة تعليما وثقافة ومعرفة وهو متاح للجميع كجزء من عالم يفترض أن يخلق طرقا للتواصل والحوار والمشاركة بلا حدود , بلا حدود بمعنى أن لا تحتكر المعرفة والمعلومة والتقنية والفوائد التي تطرحها لأحد دون أخر , عالمنا اليوم بكل فضائيته المفتوحة عالم بلا حدود بلا هوية تعريفية إلا ما تختزنه الأجهزة الكمبيوترية وأشباهها من رموز تعريفية , وأيضا بلا حدود لأن الجميع في هذا العالم مكشوف ويمكن الوصول إلية بلا عناء تقريبا , هذا الفهم المعرفي آخرون يفسرونه على أنه الإساءة بلا حدود والتهريج بلا حدود والغباء الطافح فوق سطح التقنية بلا حدود , هنا تتبلور أهم إشكاليات عالم التقنية وهو دخول الصغار سواء بالعمر أو المعرفة أو الخبرة إلى عالم يحتاج أو من المفترض أنه عالم يصنع الكبار ويخصص للكبار أو أن نرتقي به لمستوى الكبار .
مثلما قيل سابقا أن العلم سلاح ذو حدين والفن لغة مشتركة بين الرقي والانحطاط والموسيقى منها ما يثير الصداع ومنها ما يسعد الروح والعقل ,عالمنا الأفتراضي اليوم بكل قنواته تحول إلى كل الصفات المتناقضة التي ذكرتها , فهو سلاح ذو حدين ومثير للصداع والكآبة وكل أشكال القلق والأمراض النفسية , كما أنه لغة ترتقي بالإنسان لأعلى مستوى ممكن أن يصله العقل كما يمكن أستغلاله لنشر الظلام والفوضى والعبث وإهانة الكون الوجودي كله ,وليس لأنه مصمم على هذا الأساس أو أنه أريد له تحقيق هذه النتيجة , ولكن لأن الإنسان في كل مرة هو من يترك بصمته على أي عالم يلج أو يتعلق به أو يستخدمه دون حدود تمنع عبثية الأنا البشرية وأمراضها المستديمة في تجبرها وحضورها الواضح .
التجربة الإنسانية المديدة على طول التاريخ وعرضه وما دونته الصفحات وما تركته تلك البصمات على أرض الواقع تثبت نظرية العوز الباطني الذاتي عند الإنسان لأن يكون طبيعيا أو في حدود الطبيعة في تعامله مع الواقع الحولي , قد تكون لرغبته في الاكتشاف العام لحركة الأشياء أو لحاجته الدائمة للتفسير والفهم أو فضوليته في التدخل غالبا أو لأنه أحيانا لا يعير للوضع العام أهمية حساسة في التعامل من جهله به أو قلة تقديره للعواقب دورا مهما في وجود وأستمرارية هذا العوز ,لكن بالعموم لا يمكن تطبيق مفاهيم وشروط التجربة أو معانيها على كل هذا التخريب والعبث الذي يمارسه ككائن بالوجود والطبيعة والمعرفة ,أولا لأنه عاقل والعاقل يتعظ بالتجربة ,وثانيا لأن التجربة عادة ما تزيد من رصيد الإيجابي المانع من تكرار الخطأ لأكثر من مرة ولأكثر من حال .
السؤال المطروح هنا هل أن هذا الوضع الذي يتسم بشيء من السوداوية والتشاؤم يشكل علامة سلبية دائمة أم أن الأمر لا يعدو أن يكون طبيعيا في ظل أزمة الإنسان في الوجود أصلا وهي أزمة بإمكاننا أن نصفها بالطبيعية , الظن الغالب الموضوع فيه شقين الأول والأهم لا بد أن الإنسان يدرك أهمية التجربة وحصادها في المستوى التأريخي وعلى مستوى المعرفة الذاتية , التجربة الإنسانية رافد أساسي ومهم وحيوي في بناء المجتمع ليس فقط في واقعه المحدود ولكن في الواقع الزمني المفتوح أيضا خارج حدود الزمان والمكان , والنقطة الثانية على الإنسان أيضا الإحساس بكينونته وقيمة وجوده ونظام الوجود الذي لا يمنحه فرصة أخرى للتعلم والعطاء ,فلماذا يبذر هذه الفرصة في تجارب وتصرفات سلوكية لا تجسد حقيقة وجدية هذا الحضور الفريد .
لم يخلو تاريخ الإنسان من إيجابية واضحة من تدخله في كل شيء وحشر أنفه أحيانا في الذي لا يعنيه ولا يفقهه ,ولكن ليس من خلال هذا السلوك الغير سوي أبدا بل من خلال دراسة التجربة من أصحاب العقول والفكر الذين يضعون التجربة محل نقد ودراسة او أستخلاص نتائجها من الملاحظة أو التتبع , وفي كل الأحوال الحياة كما عشناها تعرض الكثير من النماذج السلبية والإيجابية التي لا بد من العمل على فرزها وتصنيفها ومن ثم البناء فكريا ونظريا على حلول ترتقي بذوق الإنسان وتوجيه أهتمامة للجوانب الأكثر معقولية والأشمل في تطوير الذات سواء بمنهج معرفي تربوي أو من خلال إشاعة ثقافة الشعور بالمسئولية الذاتية والجمعية له .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....