أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق وطن العراقيين














المزيد.....

العراق وطن العراقيين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5014 - 2015 / 12 / 15 - 21:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ماذا يعني لك حب الوطن ؟, وهل فكرت يوما ما في أن تسأل نفسك وتشرح لها هذه العاطفة الوجودية ,حب الوطن ليس قناعة ولا فكرة تؤمن بها ولا عقيدة تنتمي لها , إنها واحدة من الجينات التي تولد معك وتكتسب طعمها ورائحتها وذوقها من اللحظة التي تولد فيها زمانا ومكانا , حب الوطن بذلك جزء من شخصية الإنسان وجزء كائن عظيم يربطك بعالم لا تختار منه إلا ما يتناسب مع تلك الرائحة والطعم الذي شممته أول مرة , وطالما أن فطرتك سليمة لم تلوث ولم تدنس فأنك تحب الوطن وتبادله الشعور بالانتماء , لذا الفاسدون المنحرفون المزيفون الخارجون عن الطبيعة والفطرة لا أمل لهم بحب الوطن لأنهم لا يملكون ولا يستطيعون أن يرجعوا أصلاء بفطرتهم التي أصابها الفساد والتنجس والدنس.
الذين باعوا العراق على أنه تعويض عن ثأر لهم من حكامه السابقين نسوا ثلاثة أشياء مهمة في العملية , أولها أن العراق ليس ملكا لأحد ولا لجيل ولا لهوية , العراق ملك شعبه ورهين وجوده الحضاري وقدر الله أن يكون وطنا صادا لكل موجات الكراهية والحقد على مر التأريخ ,فلا أنتصرت تلك الحشود والغزوات على تأريخ وجغرافية العراق ولم تستطيع أن تسلب منه حتى اسمه , ذهبت تلك الموجات والغزوات أدراج الريح وبقى العراق يكتب للعالم قصة إنسان لا يموت ووطن لا يمكنهم أن يسرقوا تأريخه لأن شاهد على كل الآخرين , شاهد على أول ولادة حضارية وأول شعلة نار وأول عملية زراعة ناجحة قام بها البشر لوحده مستعينا بتجربته ومما علمته الحياة , العراق بلد قدره أن يعاني لكن لا يموت ولا يمكن أن يغادر الوجود بإرادة البعض .
النقطة الثانية العراق الأمة والوطن والوجود وروح الأرض التي باركها رب السماء كما باركها ساكن الأرض ليس مالا يوزع حصصا , ولا نفطا يباع ويشترى ويتحول إلى موائد للعابثين وينتهي عند التخمة أو حينما ترمى فضلات , ولا حدود مرسومه ومؤشرة على الورق ليستدل عليها من لا يعرف التاريخ والجغرافية ولا يعلم حتى قصة الخليقة ,العراق ليس كل ذلك حتى يتم التصرف به في دائرة الطابو العالمية بيعا وشراء ورهنا وإجارة إنه الوجود كله ,النقطة الأهم والأبرز التي نسجلها هنا ونقولها بصرخة عاقل لمن لا يفهم لغة الحضارة والإنسانية من الذين يدعون طلب الثأر اليوم ويصنفون هذا خائن وهذا عميل وهذا مرتزق هم أنفسهم اليوم يمارسون ذات المنهج الذي عاملهم به النظام السابق ووفقا للقانون فكانوا عملاء ومرتزقة وخونة وما نسب لهم نسب بموجب القانون ذاته (قانون العقوبات النافذ ) .
الفرق أن الخيانة التي وصموا بها بالأمس أصبحت نضالا وطنيا وجهادا في سبيل الله مأجورا ومثابا عليه ليس من الله بل من خزينة الشعب ومن أموال الفقراء كما يريدون أن يقبضوا الثمن مرتين , مرة من رب يعبدونه ويقولون أنه أمرهم بالجهاد ووعدهم الجنة بديلا عن ذلك فه ذهبوا تلبية لنداء الرب , فلما وافاهم الله ما أرادوا أخرجوا أكياسهم وصناديقهم وانهالوا على أموال العراق ينهبون ما خف حمله وغلا ثمنه ونسوا الله وجنته وعجلوا القطا اليوم بدل ما كان الله موعدهم , وأمسى نضال للذين كانوا يدعون أنهم يحملون هم الشعب وقضيته وأنهم نذروا أنفسهم للشعب دون أن يطلبوا إلا أن يروا الحفاة العراة كأنهم أبناء العم سام ,ثوار الأمس أصبحوا أرباب خيانة وعمالة وظلم ,كل ذلك لأن الذي من حقه أن يوصف الأشياء ويعطيها معايير الوزن بعدما كان أبيضا صار أسود والأسود صار أبيض سكر وأثمل وسلم ضميره وعقله لبعض من لا يعرف الفرق بين الثرى وبين الثريا والكل عنه حروف , ويبقى العراق بلد الله وشعب العراق أمة تلد الوجود , وكل المارين والغزاة والزواحف التي تقرض به لن تستطيع إلا أن تجرحه لكنها غير قادرة على تميته .
الشعوب والأمم الحية التي تحترم قيمها ومبادئ الوجود تعرف معنى العراق وتعرف ما تعني كلمة وطن لأنها تعرف قيمة وجودها ,أما الطارئون المتنقلون بين الأمكنة والتجمعات البشرية ولديهم القدرة على نسيان الأصل الحضاري لهم , ولديهم الاستعداد أن يستبدلوا الهوية في كل منعطف لا يمكنهم أن يفهموا معنى أن تمتد جذورك في طين وطنك غائرا لتنتقل نبضاتك وحياتك في دائرة كبيرة تشارك فيها الآخرين وتتشارك معهم في رائحة الماء والطين وكأنك نبته لا يمكنها العيش خارج بيئتها مهما وفرت لها من أسباب العيش لأنها والطين في علاقة توحد وتواصل وأمتداد , الذين لا يعرفون حب الوطن عليهم أن لا يكونوا أكثر من ضيوف يحق لهم أن يتنعموا بحق الضيافة حتى ينموا شعورهم بقمة التراب والانتماء للوطن أو يصطحبوا أمتعتهم عندما لا يمكنهم أن يقفوا موقف الممتن لهذا العراق فيرحلوا حيث يتبين لهم انتماء أو مصلحة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراق وطن العراقيين