أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة














المزيد.....

حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


_ هل ترى ذلك الرجل المحدودب الطهر ...
_ أي رجل لا شيء يتحرك من أمام النافذة ولا حتى من بعيد ...
_ أمتأكد أنت أن لا شيء هناك ؟, ولكنني أرى وواثقا مما أرى ...
_ يا أبتي أنك يخيل إليك أن هناك من يمشي أو يتحرك , قد تكون بعض أعراض الشيخوخة تلق بضلالها على ما تعيش ...
_ نعم يا ولدي يمكن أن يكون ذلك ... طيب ألا تسمع وقع أقدام ..
_ ولا هذا أيضا ...
_ جازما أنت بأن لا شيء هناك ...
_نعم بل واثقا كل الوثوق من حواسي .
_ طالما أنك واثقا من حواسك لهذه الدرجة ألم تخبرك أن هناك من يحتاج لمسه ... أو حتى نظرة منك .... لقد مللت الملل وأنا وحدي متروك بين حجارة الحيطان وخشب الأبواب والأسرة والمقاعد .
_ أرجوك ولدي لا بد أن تسأل حواسك عن شعورك وأنت تجلس في مقعدي هذا وتتخيل ما أتخيله وتسمع ما أسمعه .... يا ولدي الإنسان ليس حواس فقط بل الجزء الكبير من إحساس .
ترك سيجارته مشتعلة وسار نحو الباب ينادي الممرضة المسئولة عن رعاية والده ,وكأنه قد هزته الكلمات ويريد أن يبحث عن مبرر ليسقط التهمة التي تلقاها الآن ,صراخه الذي شاع في جناح المنتجع تركت الوالد في حيرة ,كيف سيواجه زملائه بعد أن يذهب هذا المشاكس وكيف يبرر لهم العار الذي أحدثه ,الرجل كان يقص عليهم الكثير من الحكايات التي يبتكرها خياله عن أشياء لم تحدث , ولكنها تسر الجميع حين يسردها من وفاء ولده ونجاحه الفذ في خلق شخصية أسطورية تمتلك كل عناوين الإنسانية .
قبل ست سنوات كان هناك ليلة حاسمة وأوراق يجب أن يتم إلصاق الإمضاء الرسمي عليها ,الزوجة الأم والمحامي ورجلين لا يعرفهما يقفان خلف ولده وكأنما ينتظران أن يسمع صافرة البداية أو جرس الإنذار ... السيدة الجالسة قرب النافذة عيناها تلمعان ببريق لا يمكن تفسيره هل هو رضا أم رفض أو حيرة من تشابكات الموقف وأختلاط المشاعر ... أمسك القلم بكلتا يديه التي أصابهما شيء يشبه الشلل أو الرعشة قبل فترة ليرسم أمام الجميع تواقيع تثبيت تنازله عن كل ما يملك وما سيملكه ايضا من معاملات مؤجله .....
لم يكن السيد سعدون وهذا أسمه الحقيقي سوى واحدا من رجال صنعوا الحياة بما لديهم من قدرة على أكتشاف الفرصة تلو الأخرى ,لقد ورث عن أبيه دكان صغير لبيع الأصباغ للصوافين وأصحاب محلات النسيج لا يتعدى مساحة عن ثلاثة أمتار مربعة .... كان شغوفا وما زال لليوم وهو مرمي كتحفة ثمينة في منتجع لرعاية كبار السن يقرأ حركة السوق وأتجاهات رغبة الشراء عند الناس ,أقترح أحد السياسيين فيما مضى على رئيس الدولة أن يجعله وزيرا للصناعة أو التجارة متعهدا بأن هذا الرجل سيجعل من البلد واحدا من النمور الأقتصادية ...
_تعال يا ولدي ليس هناك داع لأن تثير الضجيج بين الناس ,غالب المتواجدين هنا لهم أولاد وبنات في مراكز حساسة ومرموقة وذوقا لا يجوز لك أن تزعجهم بصراخك طالما أنك لا تريد أن تسمع مني , أمض لشأنك ولا تعود مرة أخرى .
_ سأغادر ولن أعود ,أفهمت ...
_هذا أجمل قرار أسمعه منذ فترة ... ليس عليك من حرج أذهب للجحيم أيها الناكر العاق .
_ لولا رجاء والدتي لن أحضر لأرى قمامة عجوز يحتضر ....
_ هذه القمامة التي تصفها كانت في يوم من الأيام تلتقطك من قمامة مستشفى الولادة لتنقذ حياتك ولتجعلك من بني الإنسان , ولكن قيل لي في وقتها ,كل ما في القمامة سيبقى كذلك ولو وضعته على طاولة من ذهب .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...
- الزمن بين المفهوم والحقيقة
- الحرية الدينية والجزية ح5
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5


المزيد.....




- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة