أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1














المزيد.....

هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 23:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟.ح1


سؤال قد يكون غريب ليس لفرضه فقط بل لمنطقه أساسا حينما نعلم أن الدين هو جزء من المعرفة وضمن مصاديق المعنى التداولي للمعرفة بأنها نتاج الوجود العاقل في الوجود , الحقيقة مثل هذه الأسئلة والافتراضات تجنح بنا نحو العقل المصنوع والمهيأ لأن يقبل كل الأفتراض حتى فهم الجنون على أنه شكل من أشكال التعبير وحالة من حالات الإنسان المفكر الطبيعية , لقد مر على الإنسان العاقل منتج للمعرفة والمطور لها والفاعل بها والمنفعل بأثرها الوجودي وهو يتخبط بين الأصح النسبي والخطأ المحسوب على شطط التفكير , مع وجود كل أشكال المعرفة البشرية وتلك المعرفة التي يقال أنها نزلت من السماء أو بتدخل السماء فقط لتضبط إيقاعه الوجودي نحو الأفضلية والأحسنية .
البعض يظن والآخرون يجزمون أن الدين بصيغته المقسمه على أنه وضعي أو سماوي بالحالتين لم ينجح ببناء رؤية كونية شاملة للكون ,كما يؤكد المخاصمون له أن وجود الدين في الواقع عامل أساسي يتيح للإنسان بناء هذه الرؤية مسترشدا في البناء بالقيم الجامعة والموحدة للجنس البشري على أنه مكلف أساسا بالتوافق مع وظيفة الوجود الأولى وهي البناء والأستعمار والتعارف , الغالبية من معتنقي الأديان لديهم رؤية أكثر تطرفا في القدرة على لعب هذا الدور , فيرون أن الدين هو الرؤية الكونية الكاملة وما على الإنسان إلا أن يتماهى معه وينظم لمجموع المؤمنين به ويسلم للإحكام العامة والخاصة ليجد نفسه في النهاية منخرطا بهذه الرؤية الشمولية التي لا تستثني شيء ولا يمتنع عليها شيء.
هذا التفاوت التقويمي لدور الدين في تشكيل وبناء الرؤية الكونية يعتمد على نقطتين مهمتين وكلاهما من حصيلة التجربة الإنسانية بشقيها المعرفي أو الضبطي :.
• ففي الشق التقويمي هناك قاعدة فكرية تنطلق من أن أي تقييم أو توصيف لأي حال وجودي يعتمد فيه على القراءة لهذه الحالة على قدرة أستيعاب القارئ وهضمه التام لما يريد أن يمتحنه معتمدا على المقدمات والمعطيات التكوينية الأساسية للتنظيم العقلي لديه وليس للنظام العقلي , وهذا التنظيم في مطلق الأحوال ليس واحدا ولا نمطيا ولكنه ينتظم وفق نسق عام يبدأ بالتعامل مع الوجود ككائن مكتشف حسي ثم كائن متربي وبعدها يعتمد التعليم والتعلم ليصل في مرحلة عمرية لأن يكون ناقدا ومقيما أستنادا للتجربة الماضية .
كذلك هذه القراءة لا تتحصل فقط بما يمكن للمعطيات والمقدمات التكوينية للعقل الإنساني أن تجود به ,بل أيضا تتأثر بجملة من العوامل المتغيرة والمتبدلة والضاغطة بأثرها على العملية التنظيمية العقلية , سواء أكانت هذه العوامل من الخارج الحولي كالبيئة والقوانين والقيم والأعراف , أو عوامل ذاتية تتعلق بنشاط الأنا ودورها في القبول والرفض وأحيانا حتى أتخاذ مواقف لا مبررة ولا تنضوي تحت تفسير أو تبرير منطقي .
• هذا الدور أيضا مرتبط بالاستعداد النفسي والتربوي والطبيعي لقدرة الإنسان على تحمل القيود والضوابط والألتزامات التي تفرضها بعض الأفكار التي هي تحت منظار التقييم والنقد , الدراسات الغير حيادية والمتجردة تماما والتي تفصل بين المحلل والناقد وبين الموضوع قليلا ما تكون متوفرة على الدوام , لذا فالغالب من الدراسات النقدية والتقويمية تخضع للمزاج الفردي , وهذا المزاج دائما مرتبط كما قلنا بقدرة الفرد على القبول والألتزام وفهم شروط الموضوع , فتخرج الدراسات هذه متأثرة تماما بالرأي الشخصي الذاتي سواء بالتنزيه أو بالذم , هذا حاصل كثيرا في موضوع الدين والعقيدة , الغير مؤمنين بالدين في غالب الدراسات ليس ناكرين للدين ودوره في الوجود , ولكنهم غير قادرين أساسا على الانتظام والألتزام به وبقواعده وما يفترض من سلوكيات تتعارض مع عقيدة الإنسان الطبيعية وهي التخلي عن سجن الممكن والواقع .
هنا نؤشر مما تقدم أن الدين كمعرفة وكموضوع إنساني عام يتعامل معه الإنسان وفق مقدمات ومعطيات وأساسيات مختلفة لكنها في الأخير ترجع لعوامل مشتركة هما التربية والتعليم والبيئة وأثرهما في بناء الذات وتهذيبها بالشكل الذي يجعل منها منضبطة بقواعد التعارف والوظيفة الوجودية المشتركة لبني البشر , وثانيهما عدم قدرة هذا الكائن المتحسس لكل العوامل والمؤثرات الداخلية الذاتية والخارجية الحولية على أن يكون حياديا بامتياز ومنطقيا بتجرد إلا في حدود ضيقة ومحدودة جدا , لذا لا يمكن أن نعتمد على القراءات الثلاث السابقة على أنها جواب نهائي ومنطقي لدور المعرفة الدينية أو الدين عموما ليكون صانعا وبانيا أو مشاركا في بلورة رؤية كونية عامة وشاملة وناجحة للإنسان ككائن قائد في الوجود .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب
- لماذا لا يجب ان يتكلم الصغار ....
- أختلالات البناء والعمل في هيكلية السياسة العراقية بعد عام 20 ...
- فهم الحداثة ح2
- فهم الحداثة ح1
- الدين نصيحة
- أفراس صغيرة .... فاطمة منصورة ... عندما تتمرد القرية
- تخاريف ليبرالية
- الدين الأجتماعي ونظرية الدولة
- تخاريف وتعاريف
- سوريالية الهروب بين الماء والنهر
- إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتاب ...


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1