حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4969 - 2015 / 10 / 28 - 20:14
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
نظرية نكيران حول الزوجات والصاحبات ؟؟
تابعت ، كما جل المغاربة ، وبكثير من مشاعر الأسف والحسرة والغيظ والحنق ، آخر قفشة من قفشات السيد عبد الإله بنكيران ، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، التي جاءت هذه المرة على شكل خطاب تحريضي مبطن للزوجات ضد أزواجهن ، لخصه بدارجته البليغة : "الزوجة رخيصة والصاحبة غالية" العبارة التي جرت عليه مرة أخرى موجة من السخرية ، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي ، التي لا يمر يوم إلا وتسمعنا ما يلوث آذاننا ، ويشوش مزاج الإنسان المغربي -الذي تربى على الكلمة الحلوة والنغمة الآسرة والنظرة العطوفة والقلب الصافي من كل الضغائن- بدرر رئيس حكومتنا الإسلامية التي ظن الإنسان المغربي ، لطيبته ، أنها المخرج من أزماته ، فإذا به يفاجأ به يوقعه في أزمات أشد وقعا على النفس مما عرفه مع غيرها من الحكومات ، لأنه لم يتوقع قط أن البأس والظلم ، سيدخل المشاكل إلى عقر داره ويمس أسرته وزوجته ، بنوعية الخطاب الشعبوي ، وشكل الحديث الذي يروج له .
صحيح أن الحياة الخاصة للأفراد لا تعنينا ، ولسنا مجبرين على تصحيح تفكير وسلوكيات الآخرين ، ولكننا مضطرين إلى مراعاة حجم العقول ، أيا كان وضعهم الاجتماعي أو المهني أو السياسي ، ما لم يكن لهم تأثير على الذوق والحياة العامة ، أو ارتباط بالشأن الأسري والمجال الاجتماعي ، فالشخصيات العامة والمسؤولة مباشرة عن تسيير الدولة وقطاعاتها الحكومية تكون كل تصرفاتها تحت المجهر ، خاصة إذا كانت تلك الشخصيات العامة ممن كان المغاربة يأملون فيهم الخير ، ويرجون على أيديهم الخلاص والنجاة من أوضاعهم المزرية ، فلاشك أن الصدمة ستكون مضاعفة إذا تحول خطابهم إلى ما هو عليه من هذا الإسفاف والسفه ، لا يهتم بما وصل إليه حال المواطن من شقاء تعدى كل حدود الصبر والتحمل ، وصار أذاه اليوم على ألسنة الناس ، وتناقلته كل وسائل الاتصال ، شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، وتناوله آلاف المعلقين والباحثين عن النواقص والرذائل المثيرة للضجيج والفتة ، المادية منها والمعنوية ، كالنكة البايخة التي تشكك الزوجات في وفاء أزواجهن ، بل تجعلهم على يقين بأن لأزواجهن صاحبات ، لان السي بن كيران قالها وهو رئيس حكومة ومن حزب إسلامي ، فيدفع بهن للانتقام لكرامتهن ، فيرفعن من سقف مطالبهن ، ويزيد من مصاريفهن إلى درجة لا يتحملها الأزواج ، فيكون السيد بنكيران بذلك قد نجح في الزيادة في كل شيء حتى مصاريف الزوجات ليدفع بالرجل إما بالسجون أو الجنون أو الانتحار..
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول مع الأستاذ نجيب محفوظ "إن لم ينقرض الجهل من بلدنا ، فسيأتي السياح ليتفرجو علينا بدل الآثار".
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟