أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حميد طولست - محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..














المزيد.....

محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 11:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..
الفساد ظاهرة اجتماعية قديمة، إلا أنها أصبحت تعد ظاهرة جديدة من حيث انتشارها الواسع الذي تعدى الحدود والحواجز في عصرنا الحالي . صحيح أن المجتمع المغربي يعاني من انتشار آفة الفساد ، كغيره من مجتمعات العالم، ولكن ذلك ليست ذريعة وحجة لتقبل الأمر الواقع ، والتسليم به والتعايش مع هذه الآفة التي طفحت في السنوات الأخيرة إلى السطح ، حتى صار نهب المال العام يعتبر ذكاء ومفخرة و"قفوزية" ، وغدا ناهبوه أبطالا تضرب بممارساتهم الخبيثة الأمثال ، من قبيل عبارة " دَارْ عْلَاشْ يْوَلي " التي غدت هي العملة الرابحة والتجارة الرائجة لدى الكثيرين من الأنانيين والفردانيين وذوي المنفعة الخاصة، الذين نبذوا كل قيم الصدق والوفاء والأمانة والعطاء والتضحية ، وتلبسوا القيم المنحطة المبنية على الكذب والانتهازية والسرقة والغش والخداع ، من أجل مراكمة الثروات من المال الحرام ، تلك العملة التي تحولت معها الكثير من المراتب والمهن والمهام ، إلى مهن لا تُحيل عن المهنة في حد ذاتها، وبقدر ما تحيل على وارتكاب جرائم نهب المال العام ، ووصفة سحرية تنقذ المزاليط الذين لا يملكون أي شيء في بداية مشاويرهم، وتفتح أعينهم المتعودة على "عماش" الفقر ، وبؤس الحاجة ، وغبن الحكَرة ، على عالم الأثرياء والغنى الفاحش المبني على سلب مقدرات البلاد ونهب أموال العباد ، الذي مكن -في السنين الأخيرة - الحفاة العراة من المغاربة من قيادة وبعنجهية واستكبار سيارات رباعيات الدفع يبلغ ثمنها ما بين90 و100 مليون في شوارع المدن المغربية ، دون الاكتراث بتبعات الفساد وتكلفته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الباهظة على البلاد ، والذي أصبحت محاربته مصلحة جماعية، والوقاية منه ضرورة ملحة في كافة القطاعات، وبجميع الوسائل الممكنة ، لأن سبب الفقر الذي يُصَنف بموجبه المغرب في مؤخرة دول المعمور، يعود بالأساس إلى مظاهر النهب التي يتعرض لها المال العام منذ عقود خلت دون حسيب ولا رقيب ، وبالضبط :"منذ حصول المغرب على استقلاله ، حيث استغلت طوائف من الناس فرحة المغاربة في المستقبل، كما استغلت جهل الأغلبية وسذاجتها لتعوض الفرنسيين والإسبان في مراكز الاستغلال والاستنزاف، وبطريقة أكثر بشاعة وأقل رحمة من الاستعمار نفسه (..)، وابتدأ التأسيس للخلل والفساد والنهب، في مغرب ما بعد الحماية منذ سنة 1956، وَتفاحش في مغرب الستينيات من القرن العشرين، ليصبح حالة طبيعية في مغرب السبعينيات، وذكاء ومفخرة في الثمانينيات، وليتورط فيه مطلع التسعينيات وبداية الألفية الثالثة عناصر سياسية ونقابية" -حسب ما جاء في مقدمة مجلة “أمل” عدد 31/32 ..
وومع الأسف ، أن لايزال الواقع المغربي لايزال إلى اليوم بعيدا عن ثقافة تدبير المال العام ، كما تؤكد تؤكد ذلك ما تطالعنا به الجرائد يوميا من أخبار مسؤولين يتصرفون في بعض الإدارات والمؤسسات بمنطق الضيعة والبقرة الحلوب، ويرتكبون بها الجرائم الاقتصادية الخطيرة والمخالفات القانونية الجمة في تسيير وتدبير أموال الشعب، والتي لم يكن لها أن تحدث لو كانت هنالك أجهزة رقابة لا تخاف في الله لومة لائم ، وتطبق القوانين الوضعية على علاتها ، وتسهر بهمة على تحصن المال العام وحمايته والدود عن حوضه ضد كل من تسول له نفسه من الانتهازيين والصوليين والصوص والعابثين والمرتشين ، ومن والاهم من المفسدين ، من التصرف فيه حسب أهوائهم الأنانية ، ومصالحهم الضيقة.. خاصة أن الدستور المغربي أناط مسؤولية الرقابة للمجلس الأعلى للحسابات للتحقق من سلامة مداخيل ومصروفات الأجهزة الخاضعة لرقابته، وتقييم كيفية تدبيرها، ومعاقبة المخالفين عند الاقتضاء، كما أسند المشرع مسؤولية حسابات الجماعات الترابية وهيئاتها للمجالس الجهوية للحسابات ، وأتاح للبرلمان تشكيل لجان نيابية مؤقتة لتقصي الحقائق، تقوم بجمع المعلومات في وقائع معينة، فضلا عن تأسيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة ، كمؤسسة للتوعية واقتراح التوجهات لمحاربة الرشوة، غير أن كل هذه المؤسسات ضعيفة الفعالية، والسبب راجع لغياب الإرادة السياسية في تقديم الجُناة للمحاكمة ، لتعامل الجميع بمنطق : "اللي ما عندو سيدو عندو لالاه"..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!
- حلم الرحيل!!
- الحزن بالطين عند قدماء المصريين !!
- للأماكن والأشخاص روائح خاصّة تستدعي الذكريات..
- تطوير التعليم يتطلب تدخل كل مكوناته !!
- إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..
- ها علاش قال البعض ما يجيش لعريفي لبلادنا !!
- لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟
- يا بنت المدينة عليك كنغني !
- تطهير الانتخابات من آفة بورصة الأصوات !!
- هلوسة من أين لك هذا؟
- ألعاب الزمان الرائعة..
- القسم !!
- الحريك السياسي !!.
- عيد المعلم.
- التكريم في مجتمعنا!!
- رؤساء لفاس ومقاطعاتها ، تستحقهم ويستحقونها..
- سعفة -خراء - لأسوء شخصية العام.
- شخصية العام بامتياز !!
- لعنة كراسي المسؤولية السياسية والإدارية..


المزيد.....




- الإحصاء الفلسطيني: انخفاض الصادرات والواردات السلعية خلال فب ...
- المصريون ينتظرون أكبر زياة للرواتب في التاريخ
- اختبار طريق شحن أسرع من قناة السويس
- صحيفة: واشنطن تصيغ عقوبات ضد بنوك صينية
- الذهب يواصل انخفاضه مع انحسار مخاوف التصعيد في الشرق الأوسط ...
- العراق وتركيا.. نقلة نوعية في العلاقات الثنائية
- النفط يرتفع مع استمرار التركيز على المخاطر في الشرق الأوسط
- -G42- الإماراتية تعلن التعاون مع -كوالكوم- الأميركية
- أرامكو السعودية تجري محادثات لشراء 10% من هنغلي الصينية
- جي بي مورغان يحذر.. -التصحيح- في وول ستريت لم ينته بعد


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حميد طولست - محاربة الفساد مسؤولية لا تقبل التأجيل ..