أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟














المزيد.....

لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لا يجرم "التجهيل العمدي"؟
من الصدف العجيبة والمفارقات الغريبة ، أنه في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى مملكة السويد في مثل هذا الشهر من كل عام ، حيث يتم الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل في من مجالات العلمية عديدة ، من الطب والفيزياء والكيمياء والأدب ، بل وحتى الاقتصاد والسياسة..
تتفاجأ الطبقة المغربية المتنورة ، بدعوة حركة التوحيد والإصلاح ، لأحد مشايخ مملكة آل سعود ، وأكبر علمائها من خريجي جامعاتها الوهابية ، والذي تدور أطروحاته في مجملها حول نفي صحة علوم هؤلاء المتوجين في السويد بالجائزة الكونية "نوبل" المعترفة بالنبوغ والكفاءة العلمية ، وإنكار دور العقل والعلم ، من قبيل الإدعاء بعدم دوارن الأرض حول الشمس ، أو ادعاء معالجة الفيروسات ببول الأنعام ، ومعالجة الأمراض المستعصية بالسحر والشعوذة .
وقد أدت هذه الدعوة لهذا الشيخ السعودي المسمى بمحمد العريفي، بدعوى إلقاء محاضرة في العاصمة الرباط نهاية الشهر الجاري، تحت عنوان "دور القرآن في بناء الإنسان" ، إلى انتقادات صريحة ، وتنديدا كبيرا ، واستنكار واسعا ، في الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي، من طرف جل القوى السياسية والمدنية والثقافية ، وذلك لحماية المجتمع من فتنة "هذا الشيخ" الطائفية والمذهبية ، وتشدده الناسف لسكينة المجتمعات والأسر، بأفكاره وعقائده التكفيرية ، كفكرة الفتوى التي تحرم وجود البنت مع أبيها في المنزل لوحدهما، وغيرها من الأفكار التي جعلت الكويت تمنع الشيخ من دخول بأراضيها ، ولما يحمل من عقائد تكفيرية تحريضية على نشر الفتنة بين الكويتيين ، والتي دفعت ببريطانية من منعه ، هي الأخرى ، من دخول بلادها خوفا من تحريض شبابها على الالتحاق بسوريا والانضمام للتنظيمات الإرهابية ..
ولاشك أن الإصرار على استضافة هذا الداعية ، المعروف بمساندته لتنظيمي القاعدة و"داعش"، التي تقتل الأبرياء من المسلمين باسم القرآن ، وتسفك دماءهم باسم القرآن ، وتسبى نساءهم باسم القرآن ، وتغتصب عذاراهم باسم القرآن ، وتحرق وتشوون أطفالهم باسم القرآن ، ليس له إلا معنى واحد ، هو التكالب على استقرار المغرب ووحدة نسيجه الثقافي وانسجامه القيمي ، وتمكين الشيخ من شبابه ومراهقيه ، واسقاطهم في شراك التطرف والإرهاب ، واستقطابهم للجهاد في سوريا ، ليعودوا بعدها لمواصلة الإرهاب في هذا البلد الآمن..
على ما يبدو أن الفرق بين العلماء الذين يحجون في هذا الشهر ، إلى السويد للحصول على أرقى اعتراف بالأعمال والخدمات التي أسدوها للإنسانية ، وبين العلماء الآتين من السعودية لنشر الأفكار الوهابية المناقضة للعقل وللعلم ، بل بينهم مسافة كبير من الزمن ، وهي نفس المسافة الزمنية التي تفصل بين خروج أوروبا من عصر الظلمات منذ قرون وتخبطنا المستمر في جهلنا المقدس الذي جاء العالم الشيخ العريفي لنشره بيننا في المغرب ، وكأننا ناقصين جهل " ..
هذه الحادثة المؤسفة ، ذكرتني بفكرة الكاتبة المصرية "فاطمة ناعوت " والتي لخصتها في رغبتها في سن قانون يجرم ويكافح أسمته "التجهيل العمدي" . وأنقل بعض الفقرات من نص مقالتها : "في حياتي القادمة، إن كان ثمة تناسخُ أرواح، وإن حدث وغدوتُ ملكةً أو رئيسةَ دولة، أو مُشرّعة قضائية مثلا، سأصكُّ قانونًا حازمًا حاسمًا ناجزًا لا ثغرات به، يُعتقَلُ بموجبه كلُّ مَن يُروّج مغالطات علمية مُضلّلة، أو يُطلق معلومةً معرفية مغلوطة.
فيصدقها الناسُ، وتتداولُها الألسنُ، وتصيرُ حقيقةً بين العامة، وما هى إلا هُراءٌ وبلاهة وجهالة!
سأسميه قانون: "مكافحة التجهيل العمدى". فأن تكونَ جاهلاً، لا بأس، فكلُّنا جهلاءُ نتعلم حتى نموت؛ أما أن "تُجهِّل" الناسَ قسرًا، فتلك جريمة، تستوجبُ العقاب! من السخف أن تطالب بسجن مَن سرق من جيبك 100 جنيه، ولا تُجرّم سارقَ عقلك .
لذلك خرج الكثير الناشطين والعديد من الجمعيات بصرخة مدوية تؤكد على أنه الواجب الوطني يفرض علينا حماية عقولنا وعقول مواطنينا من عقائد التكفير والكراهية والمذهبية ، ويكفي المغرب من ضحايا هذه العقائد ، الذين سقطوا بالآلاف .
فهل سنسمح باللمزيد من الضحايا ؟..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا بنت المدينة عليك كنغني !
- تطهير الانتخابات من آفة بورصة الأصوات !!
- هلوسة من أين لك هذا؟
- ألعاب الزمان الرائعة..
- القسم !!
- الحريك السياسي !!.
- عيد المعلم.
- التكريم في مجتمعنا!!
- رؤساء لفاس ومقاطعاتها ، تستحقهم ويستحقونها..
- سعفة -خراء - لأسوء شخصية العام.
- شخصية العام بامتياز !!
- لعنة كراسي المسؤولية السياسية والإدارية..
- اكتساح حزب العدالة والتنمية لرئاسة مقاطعات فاس .
- درس لا ينسى !!
- وطأة الاستسلام ، ومرارة الانكسار ، وفجاعة الاندحار !!
- رسالة عاجلة إلى السيد عمدة فاس الجديد
- تشظي امبراطورية حميد شباط .
- على نفسها جنت مركل !!
- مراسلة عاجلة : تجربة انتخابية مثالية ..
- مفارقات انتخابوية !!


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟