أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!














المزيد.....

لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4964 - 2015 / 10 / 23 - 20:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!
سألني أحد معارف بالمقهى التي ارتادها ، لماذا لم تكتب عن حدث الهجرة النبوية كعادتك مع حلول ذكرى السنة الهجرية ؟ .. أجبت المتسائل وقلبي يعصره الأسى ويقطعه الألم ، ليس بسبب ما حمله سؤاله من استفزاز وأشياء أخرى ، وقلت : فعلا أيها المحترم ، لقد تغاضيت عن الكتابة عن مناسبة السنة الهجرية لهذا العام كعادتي ، ليس تقصيرا ولا تقليلا من أهمية حدث الهجرة النبوية ، التي كانت فاتحة خير ونصر وبركة على الأمة الإسلامية ، وبداية لتاريخها ، وانطلاقة لبناء دولة الإسلام بها ، وتعزيزا لدين الله تعالى ، ونشرا لنوره في الأصقاع .
ولكن لأن الأمة الإسلامية التي تشرفت بحدث الهجرة النبوية الشريفة -التي لم تكن انتقالاً ماديًّا من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة فحسب، وكانت انتقالاً معنويًّا - قد عميت عما حمله ذلك الحدث العظيم من دروس وعبر قيمة لا ينقطع مداها ، ولم تعد تأخذ بمعانيها التي لا تنتهي مقاصدها ، وزاغت عن أهدافها وغاياتها الكبرى ، التي ظلت على مدى قرون محفزا على النصر ، والانتقال بالأمة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة ، ومن حالة القلة إلى الكثرة ، ومن التفرقة إلى الوحدة ولم الشمل ، ومن الجمود إلى الحركة والعمل على الدفاع عن الحقوق . وحولت مزاياها وقيمها ، مع الأسف الشديد ، إلى شعارات جوفاء ، يُتغنى بها في المناسبات ، ويُطبل بها في اللقاءات والاجتماعات ، وعبر وسائل الإعلام ، إلى أن أصبحت مستندا لتشويه العقيدة ، وإضعاف الأمة ، وتشتيت كلمتها ، وتفرقة صفها ، وآل وضعها إلى ما هي عليه اليوم من التدهور والانحطاط ، تموج بالفتنة والضلال ، الموجب للاقتتال والذبح وممارسة الفحش وهتك الأعراض وإحراق الزرع وتجفيف الضرع ، الذي تذكيه التنظيمات المتطرفة التي اكتسحت الأمة ، و تحظ عليه الجماعات التكفيرية التي اخترقت الوطن العربي الكبير ، وجعلته ينزف دما في معظم أرجائه ، في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس… ، ودفعت بأبنائها إلى ركوب البحر والشاحنات المبردة بحثا عن البقاء، وليس الحياة الكريمة ، كما هو حال اللاجئين السوريين الذين تآمرت قوى عديدة، داخلية وخارجية، بحسن نية او سوئها، على تدمير بلادهم، وقتل مئات الآلاف منهم ، وفرار الغالبية العظمى من الناجين من إزهاق الأرواح الذي يشرعنه الجهَّال والفتاك والمرتزقة المتأسلمين ، للاستجار بالاوروبيين الذين استقبلوا مئات الآلاف منهم ، وقدموا لهم العون والمساعدة، وفتحوا لهم مدارسهم وجامعاتهم، ووفروا لهم فرص العمل، ومنحوهم جنسياتهم واقاماتهم الدائمة ، التي ستؤهلهم خلال زمن قليل للتأقلم في مجتمعاتهم الجديدة ، التي قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم لأحلم الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وأمنعهم من ظلم الملوك. كما جاء في صحيح مسلم أن المستورد القرشي قال عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والرّوم أكثر الناس. فقال له عمرو: أبصر ما تقول؟ قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة .
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة .
وأوشكهم كرة بعد فرة .
وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف .
وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك.
لهذا وغيره كثير ، أيها المحترم ، لم أكتب عن هذه الذكرى العظيمة لهذا العام ، واسمح لي أن أسألك بدوري ، هل تفيد الكتابة عن مثل هذه المناسبة ، في أمة لم تفهم بعد أربعة عشر قرنا ، بأن الأخذ بمعاني ومقاصد الهجرة الحقيقية ضرورة حياتية ؟؟..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم الرحيل!!
- الحزن بالطين عند قدماء المصريين !!
- للأماكن والأشخاص روائح خاصّة تستدعي الذكريات..
- تطوير التعليم يتطلب تدخل كل مكوناته !!
- إلى الذين منحهم الفاسيون ثقتهم الغالية !!..
- ها علاش قال البعض ما يجيش لعريفي لبلادنا !!
- لماذا لا يجرم -التجهيل العمدي-؟
- يا بنت المدينة عليك كنغني !
- تطهير الانتخابات من آفة بورصة الأصوات !!
- هلوسة من أين لك هذا؟
- ألعاب الزمان الرائعة..
- القسم !!
- الحريك السياسي !!.
- عيد المعلم.
- التكريم في مجتمعنا!!
- رؤساء لفاس ومقاطعاتها ، تستحقهم ويستحقونها..
- سعفة -خراء - لأسوء شخصية العام.
- شخصية العام بامتياز !!
- لعنة كراسي المسؤولية السياسية والإدارية..
- اكتساح حزب العدالة والتنمية لرئاسة مقاطعات فاس .


المزيد.....




- المواطنون المسيحيون يؤكدون دعمهم للقيادة وللقوات المسلحة الا ...
- مفتي القاعدة السابق: هذه الرؤى جعلت بن لادن يعتقد أنه المهدي ...
- حزب الله يُصدر بيانًا حول -النصر الإلهي- للجمهورية الإسلامية ...
- بعد تفجير انتحاري داخل كنيسة بدمشق.. هل المسيحيون مهددون في ...
- -رحل صدام والجمهورية الإسلامية لا تزال موجودة-.. دبلوماسي سا ...
- السنة الهجرية: حقائق عن التقويم القمري الذي سبق الإسلام بمئت ...
- -تعازي الرئيس غير كافية-... أكبر رجل دين مسيحي في سوريا ينتق ...
- -سرايا أنصار السنة- تتبنى تفجير الكنيسة بدمشق والبطريرك يازج ...
- المسيحيون في سوريا.. قلق وتخوف بعد هجوم كنيسة مار الياس
- إيران تعلق على مواقف دول عربية وإسلامية متفاوتة بالشدة والله ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - لماذا لم أكتب عن السنة الهجرية كعادتي !!