أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - هل نحن في مخاض لولادة نظام جديد ؟















المزيد.....

هل نحن في مخاض لولادة نظام جديد ؟


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 21:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نحن في مخاض لولادة نظام جديد ؟
استوقفني مشهد المواكب الحسينية ، في مناطق مختلفة من العراق ...والمتتبع لهذا المشهد ولتحليل بعض المظاهر التي شاهدتها أو سمعت عن بعض ما شاهدوه ، وهي صور تدعوا الى السخرية والأشمأزاز والأسى ، من خلال ما يعرض على التواصل الأجتماعي ومحطات التلفزة ، والتي أقل ما يقال عنها !..بأنها تنم عن جهل وطائفية وعنصرية مقيتة ..وبنفس الوقت تدعوا الى الضحك .
الملاحظة الأولى وهي محاولات القوى الممسكة بالملف الأمني ، والتي بيدها وتحت صطوتها القوى الأمنية ( الداخلية ..والدفاع ..والأمن الوطني ) بفرض طابع المراسيم الخاصة بواقعة الطف في عاشوراء على مناطق العراق كافة ( بأستثناء كردستان ) وبشكل قسري ، فتجد هذه المظاهر في كافة المحافظات والأقضية والنواحي ، وفي المناطق الغربية ، حيث تقوم القوى الأمنية بنشر الأعلام وتشغيل وسائل النشر ( أجهزة التسجيل ) مع أشرطة التسجيل الخاصة بالمناسبة ، وتشغيلها على مدار اليوم ، وتوزيع الشاي والكعك وخلافه ، والقيام بأجبار الناس على التوقف وتناول هذه الأطعمة ، وكما يعرف الجميع بأن أحياء هذه المناسبة كانت مقتصرة على أمتداد العقود الماضية ، على المناطق الشيعية فقط ، كون هذه المراسيم تدخل في باب المعتقد وشكله وطريقة أدائه ، فالبعض لا يؤمن به وليس جزء من ثقافته ولا من عرفه ، مثل الذين يدينون بدين أخر مثل المسيحيين والصابئة والأيزيديين ومن الفئات والشرائح الاخرى والتي بالأصل لا تعتقد ولا تدين بدين بعينه ، وتعميمه وفرضه هو مخالفة دستورية وقانونية وأنتهاك صارخ لحرية المعتقد ، وهو يشكل صورة واضحة ودليل على طائفية هذا النظام ومحاولاته لفرض روءاه وثقافته وما يدين به على المجتمع!!! ، وهذا ما نبهنا اليه مرارا وتكرارا .
المسألة الأخرى والذي تشكل السمة التي تميز هذه المواكب ، ومن خلال الشعارات والردات والأشعار التي تطرحها هذه التجمعات والمواكب ، وتكون الصفة الغالبة عليها سياسية ومضمونها سياسي ، تمثل رؤية هذا الحزب او ذاك ...أو هذه الجهة أو تلك ، وتلحظ السمة التي تميز هذه الردات هو التراشق والتنابز بين قوى الأسلام السياسي الشيعة المختلفة ، والذي يمثل صراعا مريرا على المغانم والأمتيازات من خلال التعنيف والنعوت للأخر بشتى التهم ، وكشف عورات بعضهم البعض ، وهو صراع على السلطة والمال ، وليس من المستبعد أن تتم تصفية الحسابات بين هذه القوى ، بحيث القوى الأقوى والأكبر !..تأكل القوى الأضعف ، من خلال الأسقاط السياسي وتحت ذرائع وحجج واهية ومختلقة ومفبركة ، وبالتالي سنرى !...بأن هذه القوى التي جمعها ووحدها (الدين ) وتحت مظلته ، تقاطعت نفس هذه القوى وأختلفت عند تقاسمها للمغانم والمكاسب ، وهو أمر طبيعي وحصوله حتمي ، لأن أهدافها بالأساس ليست دينية ، وأنما أتخذت من الدين ذريعة لتحقيق أهدافها ومصالحها .
هذا التشابك والطبيعة الطفيلية الأنتهازية للبرجوازية الرثة المتمثلة ، بقوى الأسلام السياسي ، والذي أفرز طبقة من المرابين والسماسرة والسراق والمفسدين ، الذين أثروا من سرقتهم للمال العام وأكلهم للسحت الحرام ، وعلى حساب الملايين التي تتضور جوعا ، أدى الى أشاعة الخراب والدمار في كل مفاصل الدولة والمجتمع ، وتم المساس المباشر والخطير للبنية وللنسيج المجتمعي ، ولمنظومته الفكرية والأخلاقية ، ولتدمير الواقع السياسي والذي أصبح يشكل أنحرافا خطيرا للتطور الطبيعي للمنظومة الفلسفية والفكرية والسياسية لشعبنا ولمكوناته ولثقافته وأعرافه ، وقد أثر حتى على الدين كمنظومة وكفكر وثقافة ، والذي هو كذلك أصبح يميل الى التطرف والتعصب والعنصرية نتيجة لنهج قوى الأسلام السياسي وأقحام الدين بالعمل السياسي وأستخدامهم المشين والسئلأسلامنا الحنيف والذي يدعوا الى الوسطية ، بالرغم أن ذلك مازال في مراحله الأولية أن صح التعبير ، ولم يمس ثقافة المجتمع ونسيجه وترابطه بشكل كبير ، فما زال محصور في طبقة ورموز وقادة وكوادر ودعات ( الأسلام السياسي ) وهذا لا يعني أبدا بأنه لن يؤثر سلبا على السواد الأعظم من الناس ، نعم بدء يؤثر ولكن بشكل متفاوت ، وما زال المجتمع والسواد الأعظم من الناس متمسك بالترابط المتين بين هذه المكونات والأطياف والأثنيات والمناطق ، ولا تريد الأنجرار والصراع على أساس الطائفة والقومية والمنطقة مثل ما حدث في أعوام 2006 و2007 و2008 والأهوال والفواجع التي مررنا بها ، ولكن أستمرار الطبقة الحاكمة من الأسلام السياسي ممسكة بالسلطة وبنهجهم الطائفي وبثقافتهم العنصرية والطائفية ، وعدم تخليهم عن هذا النهج ، وعدم رغبتهم في أعادة بناء دولة المواطنة ، الدولة المدنية الديمقراطية العادلة ، ولم يصار الى أعادة النظر في كل هذه المؤسسات وبنائها على أساس الوطنية والكفائة والمهنية والعدالة ، من دون كل ذلك فنحن سائرون نحو منعطف خطير ..والى مفترق الطريق ، فأما الفوضى والتشضى والأنقسام والأحتراب ، وأما سيفرز هذا الحراك الغير مرئي أحيانا ، وواضح للعيان في أحيان أخرى ، سيخلق أرضية ملائمة لقيام دولة المواطنة ، الدولة العادلة ، وهذا متوقف على أستمرار الحراك وتعاضم قوته وقواه التي لها مصلحة في عملية التغيير ، ويتوقف على المشاركة الفاعلة للشرائح والطبقات الصامتة والتي هي صاحبة المصلحة الحقيقية في عملية أعاة البناء .
لا أشك أبدا بأننا أمام مرحلة جديدة !..ومختلفة تماما عن سابقاتها !... والمتغيرات الجيو سياسية ، والصراع بين روسيا والولايات المتحدة على تأمين مصالحهم في منطقة الشرق الأوسط ، واحتدام هذا الصراع سينتج بالتأكيد شئ أيجابي لصالح المنطقة، وعلى قوى شعبنا الحية والوطنية المخلصة ان تمارس على هاتين الدولتين العظميين الضغوط من أجل مساعدة العراق على بناء نظام ديمقراطي حقيقي ، وليس نظام ( ثيوقراطي متخلف وظلامي ) ، وهاتين القوتين ملزمتين في مد يد المساعدة والعون ، ومن دون أملاءات وشروط تقيد العراق..وتهدد مستقبله وأستقلاله ، من أجل أشاعة السلام والأمن والديمقراطية في هذا البلد الممزق ومنذ عقد ونصف ، وعلى شعبنا وقواها الحية أن تحسن التعامل مع تطور الحراك الوطني والضغط وبشكل قوي على الممسكين بمقاليد البلاد والعباد ، من خلال توجيه الجماهير وقيادتها وتوعيتها وتحفيزها للقيام بمهماتها التي يجب أن تضطلع بها كمسؤولية تأريخية تتحملها في معارك شعبنا الوطنية ، للسير وبشكل حثيث لتحقيق أعادة بناء الدولة ، وليس أصلاحات ترقيعية كاذبة ومظللة وخجولة !!، وأقولها مخلصا بأنه يجب العمل على محاصرة هذه القوى... ووضعها في الزاوية الحرجةوتذكيرها بمسؤوليتها ، والتي حملها أياها الشعب كخادمة للشعب وتلبية مطالبه وخدمته على أحسن وجه !..في سبيل تحقيق أعادة هذا البناء ، وبأيدي نظيفة ووطنية ومخلصة وذات خبرة في مجال عملها ، لأن العراق ليس حقل تجارب !..ولا أنبوبة أختبار !، والخروج من المستنقع الذي نحن فيه ، وأستغلال كل المنابر بما فيها الأقليمية والدولية والسعي للكشف عن عورات هذا النظام المتهالك وما أرتكبه من أخطاء وجرائم ، وما تمت سرقته وتهريبه الى الخارج ، وعلى المجتمع الدولي مساعدة العراق لأسترجاع هذه الأموال المنهوبة وتقديم هؤلاء السراق الى العدالة لينالوا جزائهم العادل ، وفضح كل هذه الموبقات والأعمال المخالفة للدستور والقانون أمام الرأي العام الداخلي والعربي والدولى ،وتبيان هذه الحقائق ، ليدرك الجميع بأن هؤلاء هم المعوقين الحقيقيين لأستقرار العراق وسلامته ووحدة أراضيه ، وهم جزء من المشكلة التي مازالت تقض مضاجع العراقيين ومنذ سنة ونصف ، وأحتلال داعش لنصف مساحة العراق تقريبا ، ويجب أن يفهم الجميع بأن شعبنا لا يمكنه أن يقبل بأنصاف الحلول ، ولا بديل عن الدولة المدنية الديمقراطية العادلة ، دولة المواطنة وقبول الأخر وفصل الدين عن الدولة ، وقيام دولة متصالحة مع شعبها ومع جيرانها ومع العالم ، ومن أجل هزيمة القوى الأرهابية وكل الخارجين عن القانون ، وأمراء الحرب وتجار السلاح والمخدرات ..وتجار البشر ،وفي سبيل تحقق السلام والأمن والرخاء للناس ، وتعيد بناء حاضر العراق ومستقبله ، وتكون السمة الممييزة للعراق ...الحرية ..والديمقراطية ..الرخاءوالأستقرار ...والأمن والأمان والسلام ، والعيش الكريم لكل أطيافه ومكوناته وأديانه ، عراق يفتخر به الجميع ويكون حاضنة وخيمة للجميع .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
21/10/2015م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرة ... ودندنة مع ما جادت به السيدة لطفية الدليمي .
- كم من المرات يحتاجها الساسة لتبيان الحقيقة ؟
- فضائل وسمات بر الوالدين .
- ماذا عن العيون ؟
- الشفنينة ..هذا الطائر الجميل .
- اسبوع النزاهة ...من دون نزاهة !.
- متى تبدأ عملية أعادة البناء ؟
- غرفة المعلومات المشتركة بين روسيا والعراق وسوريا وأيران .
- الأسلام السياسي هذا !..أي دين ؟...يريدوننا أعتناقه ؟ .
- نظرة في الأفق العالمي ..وهل هو في ولادة متعسرة ؟
- كلمات للراحلة الحاضرة ..أنعام الحمداني .
- العيد يقرع الأبواب ...من دون معيدين ؟ .
- عشاق الحياة وبنات الغد السعيد ...هم أجود المضحين بأرواحهم .
- أخترنا لكم من الشعر ...والحكمة ...والأمثال .
- وليد جمعة في ذمة التأريخ .
- همجية بعض القوات الامنية العراقية .
- ما الذي حدث بالأمس في حي المهندسين ببغداد ؟
- هل نجن الكافرون ؟..أم هؤلاء .
- هل نحن الكافرين ؟...أم هؤلاء ؟
- من المسؤول عن هجرة الألاف من السوريين والعراقيين الى أوربا ؟


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - هل نحن في مخاض لولادة نظام جديد ؟