أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - العيد يقرع الأبواب ...من دون معيدين ؟ .















المزيد.....

العيد يقرع الأبواب ...من دون معيدين ؟ .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4935 - 2015 / 9 / 24 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العيد يقرع الأبواب !...من دون معيدين ؟..
اليوم أول أيام عيد الأضحى ...وشعبنا ووطننا يأنان من وجع السنين والأيام وقوى الظلام تحتل ما يقارب نصف مساحة العراق ، والعديد من مناطقه تحت أحتلال بغيض ، لم تشهد البشرية مثيلا له منذ الحرب العالمية الثانية ، وهناك ما يزيد على أربعة ملايين نازح ومهجر ومشرد ، ومنذ ما يزيد على الخمسة عشر شهرا ، والمناطق التي تعيش خارج هيمنة داعش الأرهابية في وسط وجنوب العراق ، فهي ليست أفضل حال من شقيقاتها المحتلة ، فغياب الخدمات الأساسية شبه الكامل [ ماء ..كهرباء ...المجاري ..والطرق ...المستشفيات ...التعليم ...ووسائل الترفيه المختلفة، والسينمات ودور الثقافة والمعرفة ...وغياب النوادي والملاعب الرياضية ومدنها ونواديها ...دور الأيتام ودور العجزة ...ودور لأحتواء مشردي الشوارع وما خلفته الحروب والصراعات من زيادة أعداد هذه الشريحة من الأطفال واليافعين ] والمسألة الأكثر تأثيرا في حياة شعبنا هو غياب الأمن والأمان في ربوع وطننا ومنذ سنوات ، بأستثناء أقليم كردستان العراق ، وغياب القانون الذي هو الشغل الشاغل للملايين المكتوين بنار الطائفية السياسية والمذهبية والأثنية والمناطقية ، مما يهدد وبشكل كبير السلم الأهلي ومخاطره وتداعياته على النسيج الأجتماعي وتماسكه وتعايشه ، والتقاطعات التي تفرزها الأحداث على مجمل الحياة في العراق .
أما البطالة فهي الأخرى أحدى العقبات التي تركت بصماتها باينة للعيان ، وأرتفاع وتيرة نسبها المخيفة بين القوى المؤهلة للدخول الى سوق العمل ، والتي تؤشر كل المؤشرات الى نسبة تزيد على 30% كحد أدنى وقد تصل الى 50% ، والحقيقة بأنه لا توجد أحصائات رسمية حقيقية تبين لنا النسبة بشكل صحيح ،عن وزارة التخطيط أو أي جهة رسمية أو حكومية تطلعنا على هذه الحقائق .
نظامنا السياسي في تدهور متسارع في كل ما ذكرناه !...ولا يوجد في الأفق القريب ما يشير الى أننا سنرى بصيص أمل للخروج من عنق الزجاجة ، والخلاص من هذا النفق المظلم الذي وضعنا فيه قوى الأسلام السياسي والأحتلال الأمريكي وما خلف لنا من محاصصة أسس لها بريمر ، والتي أثبتت السنوات العجاف التي مضت ، فشلها الذريع في بناء دولة تقوم على أساس المواطنة ...دولة مدنية ديمقراطية عادلة يتساوى أبناء شعبنا بمختلف مشاربهم ومعتقداتهم وأديانهم وأثنياتهم ، أمام القانون ولهم نفس الحقوق والواجبات ، وذلك لأكثر من سبب !...أوله هو النظام الطائفي القائم على حكم الطائفة والحزب الواحد واللون الواحد والقائد الأوحد ..والمسألة الأخرى هي المحاصصة القاتلة للأبداع والعطاء من دون مراعهات من هو الأفضل والأكفئ والأنزه والأكثر وطنية .
وجوهر أيديولوجية قوى الأسلام السياسي تتقاطع مع قيام دولة المواطنة ، والتي لا تنسجم مع الحقوق والحريات والتعايش المشترك بين الجميع ..ومع الأقرار الكامل بحق المرأة وتمتعها بحقوقها كاملة ، وليست كونها تابع للرجل .
هذه القوى الممسكة بالسلطة منذ عقد من السنين تعلن بأنها مع قيام دولة مدنية !؟..وفي الوقت نفسه تعمل على أسلمة الدولة والمجتمع بشكل عملي ومفضوح ! ، وتكريس هذا النهج على أرض الواقع ..وعند رفع الأصوات للتصدي لهذا النهج المعادي للدولة المدنية الديمقراطية ، والتي تمارسها هذه السلطات ، فيجن جنون قوى الأسلام السياسي ، وتثور ثائرتهم ، فيستخدمون كل طاقاتهم وأمكاناتهم وأعلامهم وأجهزتهم للتسويف والكذب والرياء وكيل التهم الجاهزة ، والغاية هو تبرير هذا النهج اللاغي للدولة العادلة وفي سبيل شرعنته وأضفاء الصبغة الدينية للدفاع عن هذه السياسة وتبريرها ، خدمة لأجنداتهم ومصالحهم .
وبالرغم من بداية الأسبوع الثامن على بدء التظاهرات المطالبة بأعادة بناء الدولة وعلى أساس دولة المواطنة ...الدولة المدنية ، فلن تتخذ الحكومة لحد اللحضة!.. أي أجراء يدلل على أن الحكومة تسير نحو الأصلاح وتبنيها وبخطوات جادة وملموسة وبشكل فعلي للقيام بأعادة بناء الدولة ، والذي يشكل مصلحة وطنية ...ومطلب جماهيري عاجل ، والذي نال مباركة وتأييد المراجع الدينية ، وتم تفويض الحكومة بذلك ، والسبب معروف !.. وهو أن فاقد الشئ لا يعطيه ! .
سؤال مطروح على الجميع ؟ هل يمكن أن تطلب من طاقم حكم العراق لعقد كامل من السنين ؟، وفشل فشلا ذريعا ...وسرق خزينة البلاد والعباد وسلم نصف مساحة العراق للقوى الأرهابية من داعش وغيرها ، وسبب بأنهيار الدولة بكاملها ، وحولوها الى دولة فاشلة ، والأغرب من كل هذا وذاك بأنهم يقولون !..أنهم لن يفشلوا !...وحققوا المعجزات ! ولكن هم محقين بذلك !! فقد حققوا المعجزات في فشلهم وهزائمهم !....ويرمون بفشلهم على القوى التي تختلف معهم وتنازعهم على المغانم والسلطة والسلاح .
هذه الصورة الحقيقية لعراق اليوم ، ولا يمكن لهذه القوى المتمثلة في حكومتهم القائمة بقيادة السيد العبادي، ولا بتشكيلة البرلمان الحالي ، كونه يمثل الأغلبية لقوى الأسلام السياسي ( فهم يفصلون كل شئ على مقاسهم هم !..وليس على مقاس مصالح شعبنا وقواه التقدمية وفي سبيل مصالح العراق العليا) .
الحل هو قيام حكومة تكنوقراط وطنية ، ولها مهمة محددة تأخذ على عاتقها أعادة بناء الدولة على أساس المواطنة ، وأجراء أصلاحات شاملة على القضاء خاصة ، وأعادة تشكيل الهيئات المستقلة على أساس المهنية والنزاهة والوطنة ، وتشكيل هيئة من ذوي الأختصاص والقانونيين والأقتصاديين للبت في كل ما يحتاجه هذا البناء وما تستلزمه أعادة بناء هذه الدولة ، لصياغة القوانين والقرارات والتشريعات التي مازالت موضوعة على رفوف مجلس النواب ! ، ولم يصار الى تشريعها ، كذلك لأجراء بعض التعديلات الملحة والضرورية على الدستور ، لأنجاح عملية أعادة البناء ( وليس الأصلاحات الترقيعية والتجميلية والمضللة والخادعة ، والتي تهدف لتمييع عملية بناء الدولة ولأمتصاص نقمة الجماهير ) .
تمنح هذه الحكومة صلاحيات واسعة لأنجاز مهام المرحلة الأنتقالية والتي قد تصل المدة فيها ، من ثلاث الى أربع سنوات ، قبل الأعداد الجيد والرصين للأنتخابات التشريعية والرئاسة اللازمة لهذه الدولة الجديدة .
لا خيار أمام قوى شعبنا غير هذا الطريق ، وبعكسه سيضل العراق يدور في متاهات وأخفاقات وتراجعات مخيبة لأمال الناس وتطلعاتهم وأمالهم !.. ويستمر الوضع العام بالتراجع ، وتتقاذفه رياح الهزائم والأنكسارات والتراجعات ، ويزداد التشضي والأنقسام ، وكل هذا سيكون على حساب الدم العراقي والمال العراقي ، وعلى حساب حاضر ومستقبل شعبنا ووطننا .
وأمام قوى شعبنا خيارا واحدا لا غيره وهو أن يكون لهذه القوى نهجا واضحا في تبيان موقفها ولرسم مستقبل هذا البلد على أساس سليم ،لتتحمل مسؤوليتها التأريخية ..والأخلاقية والقانونية والمبدئية ، ومن أجل أعادة العراق لحاضرة العالم المتمدن ، ويعود الأمن والأمان والأستقرار لربوعه ، ولتدور عجلة الأقتصاد والخدمات ، وولتبدء عجلة الحياة بالدوران من جديد !...والمتوقفة منذ زمن غير قصير .
وبذلك سوف يعيش شعبنا بكل أطيافه وأثنياته ...كل أيامه أعياد وأفراح ...في رخاء وسعادة ، ومن دون دماء وموت وأرهاب ، ويكون للعيد ألقه وبهجته ...وله طعم ولون وبريق ...لكل العراقيين ، ويكون عراق يتسع للجميع ويعيش في ظله الجميع بأخاء ومحبة وسلام .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
24/9/2015م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشاق الحياة وبنات الغد السعيد ...هم أجود المضحين بأرواحهم .
- أخترنا لكم من الشعر ...والحكمة ...والأمثال .
- وليد جمعة في ذمة التأريخ .
- همجية بعض القوات الامنية العراقية .
- ما الذي حدث بالأمس في حي المهندسين ببغداد ؟
- هل نجن الكافرون ؟..أم هؤلاء .
- هل نحن الكافرين ؟...أم هؤلاء ؟
- من المسؤول عن هجرة الألاف من السوريين والعراقيين الى أوربا ؟
- متى تبدء عملية أعادة بناء الدولة في العراق ؟
- تعليق على ما جاء به سماحة السيد اليعقوبي .
- رسالة من تحت التراب للسيد العكيلي .
- الدولة الدينية وتعارضها مع الديمقراطية
- هل نحن الجناة ؟
- ما هي الثقافة ؟
- جماهير شعبنا مدعوة لتصدر ساحات التحرير
- رسالة مفتوحة للسيد العبادي
- اليك يا جوهرة الحياة .
- هل من اذان صاغية ؟
- هل هذا ما ينتظره شعبنا من الطبقة الحاكمة
- الدولة المدنية العلمانية هي الحل


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - العيد يقرع الأبواب ...من دون معيدين ؟ .