أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - وليد جمعة في ذمة التأريخ .














المزيد.....

وليد جمعة في ذمة التأريخ .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وليد جمعة ...في ذمة التأريخ .
أضافة وتعقيب على ما كتبه الصديق العزيز الأستاذ عامر بدر حسون حول الأستاذ الذي رحل عنا قبل أيام ( وليد جمعة ) الذي عرفته عن قرب في بيروت ودمشق والدنمارك ، ووفاء لهذا الأنسان وما تحمل ذاكرتي وما أختزنته من فهم وتحليل وشواهد عنه وعن سلم مفاهيمه ومواقفه وكارزمية شخصيته ، وبشئ مبسط وسريع ومن دون أسهاب ولا حشو لغوي وأنشائي ، لأصفه بما هو ..وما أعتقد به وأراه ومن وجهة نظر شخصي .
ما وصفه أبو نوار هو وصف ينم عن ادراك كنه وحقيقة وليد جمعة ... هذا المتفرد والمتمييز في كونه وتكوينه ...وليد مثقف وأديب وناقد وجليس ليس فقط كونه أزدواجي ولكنه غير منفصم في نظرته وفحواه ..بارع في المحاججة لحد التجني ...أنه نمطي في تلاوينه وترانيمه ومحتنك الفكر والتفكير ...كان أذا جلس مع الجمع يكون محط أنظار جلسائه ويحسن أدارة النقاش والحوار والمجادلة والمماحكة !...وأذا غاب نال منهم نقدا جارحا ولاذعا ، وتعنيفا لحد الأبتذال ..كان ينتقل في المساجلة والمداخلة كما تنتقل الأبل في تهاديها ومشيتها وهدوئها ...كان ناقدا ساخرا ومجرحا ومتناغما مع ذاته وما يبغي الوصول اليه ...يحمل في دواخله عالما من البؤس والهموم والمعانات تتضح للقريبين من نفسه وسريرته ومن فحوى عمقه المعرفي ومن تراكم معارفه ...لم يكن وليد جمعة عاشقا ولم يكن معشوقا ... وفي الوقت نفسه لم ولن يكن ممجوجا أو منبوذا أو مكروها أو جليسا ثقيلا أبدا ...يستهويه المثقفون كجليس أيجابي وله حضوره اللافت ..وكذلك يستهويه الجهلة والأميين كونهم لا يدركوا مراميه ونواياه ومقاصده وتعنيفه لهم ومجادلتهم وتحاوره معهم !...هي ليست مبالغة !...عندما يوصف بحسجة بغدادية ممييزة ..ويمتلك سرعة نادرة في بديهيته والتنقل كما تنتقل أثناء لعبك الشطرنج وتحريك بيادقه وتوزيع حركاتها على الرقعة ...وليد لا يحب الوحدة وأجتماعي في سايكولوجية فريدة أن صح القول ...له عالم خاص !...بل شديد الخصوصية ..وقد يختار جلسائه بعناية فائقة ...وقد يكونون بأقل من عدد الأصابع في اليد الواحدة ...في رقعته الجغرافية المتواجد فيها ، ولكن قادر أن يتعايش مع السواد الأعظم من الناس ومن مختلف الشرائح والطبقات والثقافات !..كونه أنسان قبل كل شئ ومثقف ومدرك لأهواء وتطلعات ومستويات هذه الشرائح وطرق ووسائله الناجعة في التعامل مع الأخرين ....كان عبثيا في حياته وحتى في أهتماماته وأولوياته ...كان قلقا ومتحركا في الوقت نفسه !...لكنه لم يكن ساكنا ولا يستهويه السكون والقنوط والوحدة ..أنا متأكد هذه الحالة ستلازمه بعد موته زمانا ومكانا وتفكيرا أفتراضيا في عوالم اللاوجود !، لم يكن مرائيا او منافقا او أنتهازيا ...كان شديد الوضوح في نهجه وفكره وتفكيره ، منحاز وبوضوح تام مع قوى التقدم والديمقراطية والسلام ، وهذا ما يتميز به وليد جمعة . عندما ترحل هكذا شخصية ولها هكذا كارزمية متميزة ...لها تلك المواصفات !..بالتأكيد سيكون من الهام أن نتعرف ونطلع على ما تركه وما خلفه من ارث ثقافي وادبي ومعرفي ثر ، لأنه يحمل وأنا أعتقد جازما من ذلك ..يحمل الكثير من تجربته الثرة والنفيسة والهامة ، وقد يستغرب البعض لقولي هذا !...فأقول لا عليكم سادتي وسيداتي ، فهذه حقيقة أبينها ومن وجهة نظر شخصية قد يتفق البعض معي وقد يختلف أخرين ، وهي طبيعة منطقية وفلسفية صحيحة ، ومن رؤياه ورؤاه التي أسماها الكثيرين ممن عايشوه عن قرب بالمشاكسة والمتقاطعة احيانا في السياسة والأدب والتطور الحاصل في العلاقات الأجتماعية ..أن جمع ما تركه أعتقد ضرورة وحاجة لأبراز جوهر هذا الأنسان والذي ترك برحيله كثير من المبهمات والخفايا والأسألة التي تراودنا عن حياة هذا المبدع والمجدد للحياة في نظرته وسلوكه ونهجه ، فهو أمر ذا فائدة وتوثيق لأرثه وثقافته ..حتى وأن لم يكن ملموسا وواضحا ، أو قد لم يعكس ذلك في مراحل حياته التي أمتدت الى العقود السبعة والنصف أو قد يزيد على ذلك قليلا ....مسك القول ...كنت سيدي بعيدا عن الأضواء والصخب ولم تكن مدعيا ولا طامحا في حياتك لشئ شخصي محدد ...كنت بسيط ومتواضعا في طعامك وملبسك ومسكنك ومشيتك وحديثك ..كنت أرى وهو مجرد أحساس بأن لك طابعا قريب من شخصية الأديب المشاكس والمتمرد والناقد ( الشاعر حسين مردان ) لا أدري لماذا يراودوني هذا الأحساس . رحلت بهدوء وسكنت في قلوب الكثيرين من محبين كارزميتك وفحوى ثقافتك ، نم فكل المساحات على وجه الكون هي مهد ومثوى ومستقر اليك ...يمكنك التنقل والأغتراب متى شأت وأينما رغبت وحيثما تريد حتى وأن كان ذلك لشئ أسمه العراق ، فلا أحد بعد اليوم قادر على منعك عن الهروب الى ما تشاء ومتى تشاء فكل الطرق تؤدي الى بغداد وكل الحب يزرع في أرض السواد ؟!...فلا تصاب بالكأبة بعد اليوم ...الذكر الطيب لذكراك ...أيها الصديق البعيد القريب كما أنت مع الأخرين .
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
20/9/2015م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همجية بعض القوات الامنية العراقية .
- ما الذي حدث بالأمس في حي المهندسين ببغداد ؟
- هل نجن الكافرون ؟..أم هؤلاء .
- هل نحن الكافرين ؟...أم هؤلاء ؟
- من المسؤول عن هجرة الألاف من السوريين والعراقيين الى أوربا ؟
- متى تبدء عملية أعادة بناء الدولة في العراق ؟
- تعليق على ما جاء به سماحة السيد اليعقوبي .
- رسالة من تحت التراب للسيد العكيلي .
- الدولة الدينية وتعارضها مع الديمقراطية
- هل نحن الجناة ؟
- ما هي الثقافة ؟
- جماهير شعبنا مدعوة لتصدر ساحات التحرير
- رسالة مفتوحة للسيد العبادي
- اليك يا جوهرة الحياة .
- هل من اذان صاغية ؟
- هل هذا ما ينتظره شعبنا من الطبقة الحاكمة
- الدولة المدنية العلمانية هي الحل
- في الجود والكرم .
- تعقيب على الأعتداء على التيار المدني اليوم .
- قول على قول ...والعهدة على الراوي .


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - وليد جمعة في ذمة التأريخ .