أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - فضائل وسمات بر الوالدين .















المزيد.....


فضائل وسمات بر الوالدين .


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 22:52
المحور: الادب والفن
    


فضائل وسمات بر الوالدين .
يقول النووي : أَجْمَعَ الْعُلَمَاء عَلَى الْأَمْر بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ , وَأَنَّ عُقُوقهمَا حَرَام مِنْ الْكَبَائِر .
قال الله :
وقضى ربك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً[ (الإسراء:24) .
وقال تعالى ، ووَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ[ (الأحقاف:15)
أخرج مسلم في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ الله : قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ".
قال النووي : قَوْله ( رَغِمَ أَنْف) قَالَ أَهْل اللُّغَة : مَعْنَاهُ ذَلَّ ، وَأَصْله لَصْق أَنْفه بِالرِّغَامِ, وَهُوَ تُرَاب مُخْتَلَط بِرَمْلٍ , وَقِيلَ : الرُّغْم كُلّ مَا أَصَابَ الْأَنْف مِمَّا يُؤْذِيه . وَفِيهِ عَلَى الْحَثّ عَلَى بِرّ الْوَالِدَيْنِ , وَعِظَم ثَوَابه . وَمَعْنَاهُ أَنَّ بِرّهمَا عِنْد كِبَرهمَا وَضَعْفهمَا بِالْخِدْمَةِ , أَوْ النَّفَقَة , أَوْ غَيْر ذَلِكَ سَبَب لِدُخُولِ الْجَنَّة ,فَمَنْ قَصَّرَ فِي ذَلِكَ فَاتَهُ دُخُول الْجَنَّة وَأَرْغَمَ الله أَنْفه .
قال السندي : قَوْله ( لَا يَزِيد فِي الْعُمْر إِلَّا الْبِرُّ ) إِمَّا لِأَنَّ الْبَارّ يَنْتَفِع بِعُمْرِهِ وَإِنْ قَلَّ أَكْثَر مِمَّا يَنْتَفِع بِهِ غَيْره وَإِنْ كَثُرَ .
وأخرج الإمام أحمد في المسند والترمذي في السنن وصححه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله يَقُولُ : "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ " .
قال المباكفوري : قَوْلُهُ : ( الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ) قَالَ الْقَاضِي : أَيْ خَيْرُ الْأَبْوَابِ وَأَعْلَاهَا , وَالْمَعْنَى أَنَّ أَحْسَنَ مَا يُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى دُخُولِ الْجَنَّةِ وَيُتَوَسَّلُ بِهِ إِلَى وُصُولِ دَرَجَتِهَا الْعَالِيَةِ مُطَاوَعَةُ الْوَالِدِ وَمُرَاعَاةُ جَانِبِهِ , وَقَالَ غَيْرُهُ : إِنَّ لِلْجَنَّةِ أَبْوَابًا وَأَحْسَنُهَا دُخُولًا أَوْسَطُهَا , وَإِنَّ سَبَبَ دُخُولِ ذَلِكَ الْبَابِ الْأَوْسَطِ هُوَ مُحَافَظَةُ حُقُوقِ الْوَالِدِ ( فَأَضِعْ ) فِعْلَ أَمْرٍ مِنْ الْإِضَاعَةِ ( ذَلِكَ الْبَابَ ) بِتَرْكِ الْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ ( أَوْ اِحْفَظْهُ ) أَيْ دَاوِمْ عَلَى تَحْصِيلِهِ .
قال الحافظ ابن حجر : قَالَ اِبْن بَطَّال : مُقْتَضَاهُ أَنْ يَكُون لِلْأُمِّ ثَلَاثَة أَمْثَال مَا لِلْأَبِ مِنْ الْبِرّ , قَالَ : وَكَانَ ذَلِكَ لِصُعُوبَةِ الْحَمْل ثُمَّ الْوَضْع ثُمَّ الرَّضَاع , فَهَذِهِ تَنْفَرِد بِهَا الْأُمّ وَتَشْقَى بِهَا , ثُمَّ تُشَارِك الْأَب فِي التَّرْبِيَة . فَسَوَّى بَيْنهمَا فِي الْوِصَايَة , وَخَصَّ الْأُمّ بِالْأُمُورِ الثَّلَاثَة .
وقَالَ الْقُرْطُبِيّ : الْمُرَاد أَنَّ الْأُمّ تَسْتَحِقّ عَلَى الْوَلَد الْحَظّ الْأَوْفَر مِنْ الْبِرّ.
قد أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي بردة أنه شهد ابن عمر ورجل يماني يطوف بالبيت حمل أمه وراء ظهره يقول :
إني لها بعيرها المذلل إن أُذعرتْ ركابها لم أُذعر
ثم قال اليماني : يا ابن عمر :أتراني جزيتها ؟ قال :لا ولا بزفرة واحدة "
والزفير : هو تردد النفس حتى تختلف الأضلاع وهذا يعرض للأم عند الولادة .
فضل النبي .. بر الأم على الغزو في غير الفرض كما أخرجه الإمام أحمد في المسند والنسائي في السنن عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ الله أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ فَقَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ ؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا".
قال السندي : قَوْله ( فَإِنَّ الْجَنَّة ) أَيْ نَصِيبك مِنْهَا لَا يَصِل إِلَيْك إِلَّا بِرِضَاهَا بِحَيْثُ كَأَنَّهُ لَهَا وَهِيَ قَاعِدَة عَلَيْهِ فَلَا يَصِل إِلَيْك إِلَّا مِنْ جِهَتهَا فَإِنَّ الشَّيْء إِذَا صَارَ تَحْت رِجْل أَحَد فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْهُ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ بِحَيْثُ لَا يَصِل إِلَى آخَر إِلَّا مِنْ جِهَته .
قال عبدالله بن عمر : سمعت رسول الله يقول : يَقُولُ... إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ .
وَفِي هَذَا فَضْل صِلَة أَصْدِقَاء الْأَب وَالْإِحْسَان إِلَيْهِمْ وَإِكْرَامهمْ , وَهُوَ مُتَضَمِّن لِبِرِّ الْأَب وَإِكْرَامه -;- لِكَوْنِهِ بِسَبَبِهِ , وَتَلْتَحِق بِهِ أَصْدِقَاء الْأُمّ وَالْأَجْدَاد وَالْمَشَايِخ وَالزَّوْج وَالزَّوْجَة انتهى .
قال صلى الله عليه وسلم "ملعون من عق والديه" .
المصدر : جامعة ام القرى / قسم الكتاب والسنة / أحمد عمر سالم بازمول .
في سورة النساء : وَاعْبُدُواْ الله وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ االله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا .
ومن حقوق الوالدين :
1- الطاعة لهما و تلبية أوامرهما والإنفاق عليهما عند الحاجة.
2- التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما.
3- خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إزعاجهما ان كانا نائمين.
4- استعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما .
5- إحسان التعامل معهما وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة .
6- اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة
7- شكرهما الذي جاء مقروناً بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: في سورة الإسراء وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده.
عن أبي بكر عن النبي قال: { كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الموت } رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وصححاه.
قال في المقنع: ( وليس للإبن مطالبة أبيه بدين، ولا قيمة متلف، ولا أرش جناية ) قلت: وعلى الوالدين أن لا ينسيا دورهما في إعانة الولد على برهما، وذلك بالرفق به، والإحسان إليه، والتسوية بين الأولاد في المعاملة والعطاء.
رضا الرب في رضا الوالدين: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي قال: { رضا الرب في رضا الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين } [رواه الترمذي وصححه إبن حبان والحاكم].
المصدر : بر الوالدين / من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة .
وهذا إبراهيم خليل الرحمن أبو الأنبياء وإمام الحنفاء عليه السلام يخاطب أباه بالرفق واللطف واللين - مع أنه كان كافراً – (إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً) [مريم:42] .
ولما أعرض أبوه وهدد إبراهيم بالضرب والطرد، لم يزد على قوله: (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً) [مريم: 47].
وأثنى الله على يحيى بن زكريا عليهما السلام فقال تعالى: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً) [مريم: 14].
ومن دعاء نوح عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَاراً) [نوح:28].
ومن العقوق: أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
ومن العقوق: أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
ومن العقوق: أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما. وغير ذلك.
قد يتجاهل بعض الناس فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما، ألا يعلم ذلك العاق أو تلك العاقة أن إحسان الوالدين عظيم وفضلهما سابق، ولا يتنكر له إلا جحود ظلوم غاشم .
لنرى ماذا قيل بحق الوالدين :
عروة بن الورد أمير الصعاليك، فقال عن الأم:
فإنّي وإياكم كذي الأم أرهنت *** لهُ ماء عينها تفدي وتحمل .
وقال حسان بن ثابت الأنصاري:
جعلتم فخركم فيه لعبدٍ *** من الأم مضنْ يطأ عَفْرَ التُرابِ .
شاعر النقائض جرير عن الأم قائلاً:
أغرّ كان البدر تحت ثيابه *** كريمٌ إلى الأمِ الكريمة والأب
وقوله أيضاً: فما الأمُ التي ولدت أباكم *** بمقرنة النجار ولا عقيم .
ابن الرومي الأم بعدد من قصائده منها قوله عنها:
وإن الذي تسترحم الأم ابنها *** بها وبهِ لاشك أرحم راحمِ
وما الأمُ إلاّ أمة في حياتها *** وأمٌ إذا فادت وما الأم بالأممِ
هي الأمُ يا للنّاسِ جرعت ثكلها ** ومَن يَبْكِ أمّاً لم تذم قطُ لايذمِ .
ال الشاعر العباسي أبو نواس في الأم أبياتاً منها قوله:
فإذا أطفنَ بها صمتنَ لها *** صمت البنات مهابة الأمِ .
ويقول :
ربيب بيت وأنيس ولم يُربّ *** بريش الأم محضونا .
أما الشاعر أبو الطيب المتنبي فقال:
ملك إذا امتلأت مالاً خزائنه *** أذاقها طعم ثكل الأم للوالدِ .
الشاعر أبو العلاء المعري في الأم أبياتاً عديدة منها قوله فيها:
نادى حشا الأم بالطفل الذي اشتملت *** عليه ويحك لا تظهر ومُتِ .
ويقول أيضا :
بئست الأم للأنام هي الدنيا *** وبئس البنون للأمِ نحنُ .
قال أبو العلاء المعرّي عن الأمأيضا:
العَيْـشُ مَاضٍ فَأَكْـرِمْ وَالِدَيْـكَ بِـهِ والأُمُّ أَوْلَـى بِـإِكْـرَامٍ وَإِحْـسَـانِ
وَحَسْبُهَا الحَمْـلُ وَالإِرْضَـاعُ تُدْمِنُـهُ أَمْـرَانِ بِالفَضْـلِ نَـالاَ كُلَّإِنْسَـانِ .
ذكر لسان الدين ابن الخطيب حول الأم:
توالى مَن استرعيت أمناً وارفة *** ورفقاً كما تحنو على المرضع الأم .
ذكر الشاعر سبط ابن التعاويذي قائلاً:
ولا يرى الأم من خائب *** ينافس العذراء في المهر .
بينما أشار إلى الأم محيي الدين بن عربي بقوله:
هي الأم سماها ذلولاً لخلقهِ *** وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنبِ
إذا كان حال الأم هذا فإنني *** لأولى به منها إلى انقضا نحبـي .
قال شهاب الدين بن الخلوف:
وكم تركت أباً يبكي على ولدٍ *** إذ ذقته طعم ثكل الأم للولدِ .
بينما ذكر الشاعر صفي الدين الحلي الأم بقوله عنها:
سليل صفي المُصطفى وابن سبطهِ *** لقد تابَ منهُ الأم والأب والجد .
اعر أبي القاسم الشابي:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه *** حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس .
أما الشاعر أحمد شوقي فقال في حق الأم:
يسيرُ على أشلاء والده الفتى *** وينسى هناك المرضع الأم والأبِ .
أو قوله عنها:
فيقالُ الأم في موكبها *** ويُقال الحرم العالي المَصُون .
كما قال:
وَصُن لغة يحق لها الصِيان *** فخير مظاهر الأم البيان .
الشاعر حافظ إبراهيم :
الأمُ مدرسة إذا أعدَدْتَها *** أعدَدْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُ روضٌ إن تعهده الحيا *** بالريِّ أورَق أيمّا إيرَاقِ
الأم أستاذ الأساتذة الأُلى *** شغَلَت مآثرهم مَدى الآفاقِ .
وقال خليل مطران:
الأمُ شمس والثريا لكم *** أخت وما منكم سوى بدر .
وقوله الآخر عنها:
نسيتُ به أهلي وياربّ صاحب *** أبَرّ مِن ابنِ الأمِ قلباً وأنفعُ .
ثم قال الشاعر معروف الرصافي:
إن خدمنا فلا تريد جزاء *** ومِن الأمِ هل يُرادُ جزاء .
وقوله عنها:
فحضن الأمِ مدرسة تسّامت *** بتربية البنين والبناتِ .
أبيات للشاعر ناصيف اليازجي منها قوله:
هي الأم التي ضمّت بَنِيها *** إلى أحشائِها ترجو الثوابا .
قوله عنها وهو:
يا أيّها الأم الحزينة أجملي صبراً *** فإنّ الصّبر خير طبيب .
المصدر : صيد الموائد/ صورة الام في ذاكرة الشعراء .
حكم وأقوال :
المثل الهندي يقول: هي أمي لا فرق عندي غنيه كانت أم فقيره .
مثل انجليزي:الأم لا تقول هل تريد بل تعطي ..
يا بني ...لا تجلب عليك لعنة أبيك وأمك، والا فأنك لن تفرح بنعمة بنيك، لقمان الحكيم.
المثل الألماني يقول: قلب الأم لا يشيخ، ولا يعجز، ولا يهرم .
المثل الروسي يقول: مهما تكن الأم فقيره فإنها لا تحرم إبنها الثياب الدافئة .
تضطر الأم لمعاقبه ولدها ولكنها سرعان ما تأخذه بين أحضانها .. مثل ارمني .
الأم تصنع اللأمة،مثل روسي .
وقالوا ..هـي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي ، ليرعي ضعفنـا ويطبب علتنـا ...
وقالوا..هـي الإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا حـدود أو منــّـة .
وقال احدهم : أمي ومن بالروح تفديني
فكم من ليلة قامت على مهد تغطيني
تخاف علي من حر ومن برد فتحميني
أنا بالروح أفديها ...كما بالروح تفديني .
أفضل كتابٍ قرأته هو: أمّي (إبراهام لنكولن) .
لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم، ولا وردة أجمل من ثغرها (شكسبير) .
تستطيع أن تشتري كلّ شيء إلّا الوالدين (أيفا داناس ) .
لو جرّدنا المرأة من كلّ فضيلة، لكفاها فخراً أنّها تمثّل شرف الأمومة (جوبيير) .
النّاس أبناء الدّنيا، و لا يلام الرّجل على حبّ أمّه ( الإمام علي ).
إنّ أعظم ما تتفوّه به الشّفاه البشريّة هو لفظة الأم ( جبران ) .
الشاعر محمود درويش يقول :
أقول فيه: أحنّ إلى خبز أمي/
وقهوة أمي/ ولمسة أمي/ وتكبر فيّ الطفولة/ يوماً على صدر أمي/ وأعشق عمري لأني/ إذا متّ/ أخجل من دمع أمي/.. وكنت أظن أن هذا اعتذار شخصي من طفل إلى أمه، ولم أعرف أن هذا الكلام سيتحول إلى أغنية يغنيها ملايين الأطفال العرب».
الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين يقول في قصيدته أيام:
ماما
أمازلت تحتفظين ببارودة جدّي القديمة
بين بيت المؤونة وزريبة الحيوانات؟
أما زلت تسرحين شعرك بأصابعك النحيلة
وتخبزين لأخوتي فطائر الحكمة؟
أنا هنا يا أمي
أحتسي فلسطين صباحاً مع فنجان القهوة
وأطرد عن جسدها البعوض والأكاذيب
أذهب معها إلى المدرسة.
ونقرأ معاً الصحف في المقهى
وحينما أكون حزيناً
تجلس بجانبي وتعدني بأشجار البرتقال
ماما..
امسحي دموعك بمنديل الجبل
و نظفي بارودة جدي بخرقة الأيام
فبعد فترة سأعود إليك
وفي حقيبتي:
زجاجة عطر
وقليل من الرصاص.
أمي تجيد الحزن .
الأديبة أنيسة عبود تصف أمها بقولها:
أمي تجيد الغناء وهي تخضّ اللبن، وتجيد الحزن وهي تودع السنوات الهاربة من عينيها، وتجيد أمي أيضاً ربط منديلها الأبيض على رأسها وربط حزامها الحريري الذي قد تستخدمه أحياناً لخنق الحيوانات المفترسة في غابة الله الواسعة.
في عينيها بقيت طفلاً صغيراً .
نزار قبّاني يصف أمه:
يقول :طالما طارت طرود الأطعمة الدمشقية الى السفارات التي كنتُ أعمل بها، لأن أمي لم تكن تصدّق أن هناك شيئاً يؤكل خارج مدينة دمشق.
على الصعيد الفكري فلم يكن بيني وبين أمي نقاط التقاء فلقد كانت مشغولة في عبادتها، وصومها، وسجادة صلاتها، تسعى إلى المقابر في المواسم وتقدم النذور للأولياء وتطبخ الحبوب في عاشوراء ، وتمتنع عن زيارة المرضى يوم الأربعاء، وعن الغسيل يوم الاثنين، وتنهانا عن قص أظافرنا إذا هبط الليل. ولا تسكب الماء المغلي في البالوعة خوفاً من الشياطين وتعلق أحجار الفيروز الأزرق في رقبة كل واحد منّا خوفاً علينا من عيون الحاسدين.
بين تفكير أبي الثائر، وتفكير أمي السلفي نشأت أنا على أرض من النار والماء.
كانت أمي ماءً وأبي ناراً، وكنت بطبيعتي، بتركيبي، أفضل نار أبي على ماء أمي.
المصدر : رابطة أدباء الشام / الأم على لسان الأدباء والشعراء .
يقول حسين مردان :
إن الموت هو الدرب الوحيد الذي يصل إلى الهدوء.
صرخ حسين مردان عبر شعره العمودي قائلا
وطني لو أنَّ الشعرَ يردعُ طامعا
ويردُّ كيدَ المغرضينَ ويزجُرُ
لنظمتُ أنفاسَ السعيرِ قصائدا
تشوي جلودَ المفسدينَ وتنثرُ
وطني وكلُّ يدٍ تريدُ لكَ الأذى
فاسلمْ ـ فداكَ الخائنونَ ـ ستُبترُ .
لا أدري لماذا كان مسك الختام بهذا العملاق المتمرد والمبدع والخلاق ( حسين مردان ) ، هل لأني منغمس حتى الثمالة بأدب وفلسفة وثورة حسين مردان [ بن طوريج ,, وديالى وبساتينها !...وبن حاضرة الدنيا وزهو الحياة ومباسمها بغداد، بل بن العراق بكل تلاوينه وأطيافه ؟..لا أدري ..ربما تعددت الطرائق والأسباب ، ولكني ما زلت أسير في أزقة الوجد ..والعشق ..والهيام !...في منعطفات العراق وفيافيه وأزقته وبواديه متناغما ومسترسلا مع تهادي الأمهات ودأبهم وأصرارهم وعنادهم الذي لا تقف بوجهه عوادي الزمن ونوائبه ، في السهر المستديم لرعاية فلذات أكبادهم ..وفي سبيل تنشأتهم وتطويع الحياة لارادتها ، بالرغم من قساوتها وبؤسها ومصاعبها .
درك من جبارة عنيدة ..ودر صبرك وأناتك ...فلكم تنحني الهامات وتتلى الصلوات ، وتتسمر الدنيا وما عليها أكراما وتبجيلا لكم ، أيها الأباء وأيتها الأمهات .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
16-10-2015 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن العيون ؟
- الشفنينة ..هذا الطائر الجميل .
- اسبوع النزاهة ...من دون نزاهة !.
- متى تبدأ عملية أعادة البناء ؟
- غرفة المعلومات المشتركة بين روسيا والعراق وسوريا وأيران .
- الأسلام السياسي هذا !..أي دين ؟...يريدوننا أعتناقه ؟ .
- نظرة في الأفق العالمي ..وهل هو في ولادة متعسرة ؟
- كلمات للراحلة الحاضرة ..أنعام الحمداني .
- العيد يقرع الأبواب ...من دون معيدين ؟ .
- عشاق الحياة وبنات الغد السعيد ...هم أجود المضحين بأرواحهم .
- أخترنا لكم من الشعر ...والحكمة ...والأمثال .
- وليد جمعة في ذمة التأريخ .
- همجية بعض القوات الامنية العراقية .
- ما الذي حدث بالأمس في حي المهندسين ببغداد ؟
- هل نجن الكافرون ؟..أم هؤلاء .
- هل نحن الكافرين ؟...أم هؤلاء ؟
- من المسؤول عن هجرة الألاف من السوريين والعراقيين الى أوربا ؟
- متى تبدء عملية أعادة بناء الدولة في العراق ؟
- تعليق على ما جاء به سماحة السيد اليعقوبي .
- رسالة من تحت التراب للسيد العكيلي .


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صادق محمد عبدالكريم الدبش - فضائل وسمات بر الوالدين .