أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - جدتي ولافتة عاشوراء














المزيد.....

جدتي ولافتة عاشوراء


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 21:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


جدتي ولافتة عاشوراء
حين تكمل الأيام دورتها ويأتي زمن الحزن والبكاء كما كانت سومر القديمة تشتري جدتي قطعتها السوداء لتضعها في مقدمة البيت ويبدأ زمن التحول في صناعة القداسة بمرور الأيام العشرة لتصبح قطعة القماش السوداء وشعارها الثوري المكتوب بالطبشور الأبيض قدس الأقداس .
تقطع بعد ذلك إلى قطع صغيرة لتصبح عصائب تدار على الرؤوس عندما يصيبها الصداع والألم والحمى ودواء سحري يشفي من كل الإمراض لان جدتي كانت كاملة القناعة بان كل من يمس قطعتها سيشفى باللحظة .
هكذا عاشت جدتي طقوسها الرائعة تبكي بعيونها الصغيرة جدا وتعرف بان البكاء في هذا الزمن سيشفي لها عيونها الضعيفة ويعيد لها بريق الإبصار أشبة بفتاة حسناء .
وتروي لنا هذه الحبيبة التي رحلت مع الخلود قصصا كنا نسمعها بخوف بان كل الطعام سيذهب ويبقى فقط في معدة الإنسان ذلك الطعام الذي يوزع في يوم العاشر حين نقف وقفة الحياة بعد الموت .
دين جدتي رائع لذاتها وتقوم عندها الكلمات مقام الأشياء وان كانت لا تفصل مابين عملها اليومي المعتاد والطقس الذي تمارسه فعمل حياتها يتركز في الطقس الذي تراه ذلك الجوهر الذي تستمد الحياة منة نبضها الخالد وان عمل الإنسان اليومي مجهول المعرفة ومنسي في عقلها البسيط لأنة لا يحدد لها هويتها ولا تدرك بان الرب بنفسه قال ذلك.:-
""ليس للإنسان ألا ما سعى "".
.
جدتي لم تصل إلى عصر المعلومة المنفلتة واقتصاد العولمة وعالم الانترنت و الستلايت لأنها عاشت زمن الصمت وبقيت قطعتها حبيسة جدار البيت لاتجرا على الخروج إلى فضاء الشارع يصيب الوجوم كل من يدخل وبقراء كلماتها التي تدعوا للثورة وتكتم في صدرها الم وكأنها تنظر من الأيام خروج صاحب الكلمات ليعيد لزمنها الحبيس رونقه المعهود .
يقول لينين بان العقل يحوي في ذاته بذور المثال حين ينحبس العقل وتتلاشى الفكرة ليسرق التجريد لب المادة كما سرق النقد جوهر البضاعة.
لان جدتي تبني ذاتها بالكلمات وهي تطلب مني في مثل هذا اليوم دق المسمار في الحائط الأسمنتي لأعلق لها علمها الأسود كتعويذة حماية تمنع الشياطين والأرواح النجسة من دخول البيت وتنادي على عوالم أخرى بعيدة بطلب الخلاص والعون .
ورغم بساطة تفكير هذه الغالية ألا أنها كانت تميز مابين هرم الدين وأذنابه ولم تنجرف مع القطيع الهائج وتدخل عبودية الكاهن لأنها تتذكر بمرارة زمن الإقطاع الحقير المتحد بالكهنة وكيف يسرقون عمل الجد وناتج أرضة من الحنطة والشعير .
رحلت جدتي مع الخلود وبقيت حتى في آخر ساعات مرضها الأخير تنظر الشفاء من كلمات اللافتة الذي لم يأتي أبدا .
لا اعتقد بان جدتي الآن تعيش في جنات النعيم مابين أشجار التين والزيتون وتأكل الرمان الناضج وهي التي عاشت جذوة الشباب زمن مرارة الإقطاع المتحد بكهنة الدين ولو كانت جدتي مازالت حية ترزق إلى زمن اليوم ربما غيرت ما آمنت بة من خيال حين انتحر المثال على مذبح السلطة واتحد كهنة دين اليوم بالرأسمال العالمي لسرق كل مقدرات الفقراء وان شعار لافتتها الرائع بقي كلمات مجردة لان حسابات الحقل تختلف كل الاختلاف عن حسابات البيدر .
/////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة ..اسمها التغيير الشعبي المجرد ...العراق نموذجا
- الماركسية ..ما بين التنظير .العمل والواقع
- نحو صناعة عراقية استهلاكية
- هكذا ينظر ..التنبل ...العراقي إلى أوربا
- الاشتراكية ..لينينية التنظيم .. ستالينية القوة
- اشتراكيتنا .... التي كانت يوما
- ماذا تسمى الجمهورية العراقية ...الخامسة ؟
- وفشل.... أيضا الحاكم الجعفري
- حكام العراق .... وملكياتهم
- الفرق بين الحراك الشعبي المصري والحراك العراقي
- يوم كنتُ رئيسا للجمهورية العراقية...
- الحاجة إلى مليون متظاهر مصري للمطالبة بحقوق العراقيين
- معممو اليوم ..ونسخة أسلام جديدة للمتطرفين
- اليوم ظهر الحق كله إلى الشر كله
- ولازلنا غرباء عن واقع العمل
- رمضان هذا العام .... جحيم
- لفقيدنا العراق - الفاتحة-
- هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟
- شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود
- العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الم ...


المزيد.....




- -القرآن الأوروبي-: ما حقيقة هذا المشروع الذي يهاجمه اليمين ا ...
- نحن ندين الهجوم الإسرائيلي على إيران وندعم الهجوم الإيراني ا ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- حرب إسرائيل على إيران والمنطقة، يجب أن تتوقف
- مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
- قصف إيراني يستهدف منزل نتنياهو في بلدة قيسارية
- نحو تدبير أمثل لخلافات اليسار العمالي…صوب حزب شغيلة اشتراكي ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - جدتي ولافتة عاشوراء