أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟















المزيد.....

هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 22:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر العراق كقوة إقليمية في المنطقة بعد تأميم النفط وتحرير العملة النقدية.وفي عام 1973 استطاعت القوات العراقية لأول مرة منازلة القوات الإسرائيلية في الجولان وأثبتت فاعليه هائلة في التصدي لالولية غولاني المدرعة .
ويشير كتاب الحرب العربية الرابعة ودور القوات العراقية فيها بان ألوية القوات الخاصة العراقية استطاعت تدمير ما يقارب ال12 دبابة إسرائيلية في إحدى الغارات وثبتت الدبابات العراقية أمام في أماكنها مما أرعب قادة إسرائيل في وقتها ..
ومنذ ذلك الحين أصبح العراق دولة مواجهة فاعلة بل انة تسيد القرار العربي وبدا يلوح منذ ذلك الوقت بالعصا الغليظة وتحريك قطعات الجيش .
شكل العراق خطر هائل على المنطقة وخاصة دول الخليج العربي التي رأت في هذا الغول الجبار تهديدا لأمنها الاستراتيجي وتدخل العراق في كل كبيرة وصغيرة في شؤون تلك الدول وظهرت أدبيات البعث في ذلك الوقت تفضح العمالة الخليجية السائرة في درب العم سام .
أعلنت القيادة العراقية في عام 1975 بأنها على استعداد لإرسال كافة القوات المسلحة لتحرير فلسطين لو أن الحرب العربية الخامسة قد نشبت بعد تراجع سوريا ومصر عن ذلك بسبب تكبدها خسائر فادحة في المدرعات خلال حرب تشرين وانهيار اقتصادها الوطني بسبب الديون فدخلت سياسة اللا حرب واللا سلم مع إسرائيل.
وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وطرد مصر من الجامعة العربية أصبح العراق القوة العربية الأولى في المنطقة فلا صوت يعلوا على صوت العراق .
وازداد الأمر خطورة بعد توقيع معاهدة الوحدة مع سوريا والتي لم تستمر طويلا
وابتداء من عام 1979 أبتدئ العراق بعسكرة الشعب وتعليم استخدام السلاح من الطلائع في الصف الخامس الابتدائي بعمر ال11 سنة مرورا بالفتوة إلى بوادر الجيش الشعبي وفصائله التي اقتصرت أول الأمر على الجهاز البعثي .
نظر الغرب بعيون يقظة لهذه التجربة الوليدة في المنطقة والتي بدأت تستحضر المد الثوري وتعمل على حشد الكل في تنظيمات عسكرية معيدة عهد النازية الألمانية وسياسة الرايخ الثالث .
فكانت أول الخطوات والأوراق الجاهزة استبدال القيادة العراقية بمؤامرة البعث الثانية على الرئيس البكر وإزاحته بالقوة ممهدا الطريق للتلميذ الجامح صدام حسين ليرتكب مجزرة ليلة السكاكين الطويلة الثانية بحق الجهاز الحزبي برمته ويعدم بين ليلة وضحاها ثلاثة أرباع القيادة القطرية وطالت عملية الإبادة الجماعية حتى السفراء في بعض الدول مثل مرتضى كريم عبد الباقي لينفرد بعصابة تكريتية جديدة على أساس عشائري .
وشكل انتصار الثورة الإيرانية وظهور المد الديني في المنطقة الحلقة الثانية من المسلسل الطويل لبداية مؤامرة معقدة استهدفت خطة التنمية الاقتصادية العراقية الوليدة بتضخيم القائد الرمز ونفخ الغرور الكامن في نفسية صدام حسين المستلبة لتعيد تمثيل رموز التاريخ بمسرحيات جديدة كما يعبر عنها كارل ماركس بأزياء تنكرية .

في يوم 21 أيلول 1980 سافر صدام إلى المملكة العربية السعودية والتقى الملك خالد وعند عودته إلى العراق ابتدأت الحرب العراقية الإيرانية بصورة رسمية في يوم 22 -9 – 1980 بعدما حصل على وعود وضمانات كاملة بالدعم الخليجي لمجابهة إيران .
وهكذا وقع العراق في الفخ من حيث لا يشعر بسبب غباء الساسة الكبير وتنفست دول الخليج الصعداء بهذه الحرب التي استنزفت كل الدم والنفط العراقي ونقلت فوهة مدفع دبابته نحو إيران واستنزفت العملة العراقية وأصبح العراق مدينا ب100 مليار دولار أميركي وخسائر بشرية بلغت ال750 ألف قتيل وخراب الاقتصاد العراقي الكبير بعدما كانت الميزانية العراقية قبل الحرب تمتلك وفورات نقدية تزيد على إل 40 مليار دولار .
وعندما عرف صدام بأنة مغفل كبير وليس بطل النصر والسلام وعملاق التفكير هاجم الكويت ليكون اكبر الحمقى في التاريخ الحديث لأنة لا يميز جبن الفخاخ عن الجبن العادي مغترا بعدد دباباته إل 3000 وعديد قواته التي وصلت إلى 52 فرقة ورجالة البالغين 1500000 مليون ومنصف المليون مقاتل .
وهكذا حذفت الولايات المتحدة العراق من خارطة التاريخ بعدما قذفت له بجبنه الكويت .
واستطاعت الأموال الخليجية من تدمير ما بقي من العراق بصواريخ هوك الموجهة من بعد وطلعات الشبح التي لا تستطيع رصدها أقوى الرادارات ..
وهكذا وجهت دول الخليج قبضة الموت للعراق بكف العم بوش ليعود العراق إلى العشائر والأفخاذ بعدما كان يريد دخول العصر النووي .
لم تستوعب سلطة العراق الجديدة الدرس الخليجي جيدا فبدأت مثلما انتهى صدام بتوجيه الشتائم وتعود إلى فتات التاريخ تلعن هذا وتسب ذاك وتنظر لنفسها بأنها الغول الجديد للمنطقة ببعض التنظيمات شبة العسكرية التي يملى الحماس الزائف نصف شعورها ونفوسها واستعادت الماضي في صورة الحاضر بمسرحيات هزلية تصور نفسها بأنها بعث التاريخ الحديث وصورته المشرقة في شخصيات غابرة مستفيدة من الدعم الإيراني والولاء للمذهب وحالة الهوس والانفعال والغليان الشعبي المهووس بالطقس .

عشر سنوات كاملة من التخطيط والرحلات المكوكية لقادة الخليج مع قادة البيت الأبيض لإعداد خطة لموازنة إطراف المعادلة التي أصبحت صعبة تهدد امن هذه الدول بل فكر ت بعض الدول بالحنين لنظام صدام حسين .
يقول القانون الفيزيائي الشهير بان لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه فكانت خطوات السياسة الخليجية الجديدة معالجة الداء بالداء كما يقول البيت الشعري
وداوني بالتي كانت هي الداءُ..
فأعيد شحن التاريخ بمادة الدين وتقسيماته وطوائفه بعالم البث الفضائي والإعلام الاستهلاكي المسيطر على عقول المنطقة بحالة غسيل طويل للأدمغة واستحداث قنوات دينية تعيد سكب الزيت على النار وتهيج الحقد الكامن في النفوس وتستخرج أدران الجدري من مكامنها بسياسة طويلة مبرمجة .
فبدا تشكيل الفرق الدينية بأموال النفط واستجمعت هذه الفرق من جوامع لوس انجلوس ومانهاتن بالتحريض لترسل الأنصار نحو مراكز التدريب بعمليات سرية تحت إشراف منظمة ألن دالاس الشهيرة .
لم تكن دول الخليج تنظر إلى العراق بعين الريبة بل كانت تريد جر الرجل الإيرانية نحو المحرقة شيئا فشيئا بهذه الخطة الجديدة لتدمير الخصوم .
لم تكن القيادة الإيرانية بذلك الذكاء الكافي لتجنب الدخول المباشر في المواجهة الطويلة الأمد والتي لم تعد صراع دولا بعينها مثلما كانت الحرب العراقية الإيرانية بل صراع مليشيات وطوائف دينية وخلال سنة واحدة وجدت إيران نفسها متورطة في حرب طويلة منهكة مدفوعة الثمن لن تنتهي أبدا وتدوس أرجلها على اللغم البتار ولن ينتهي هذا الوضع إلا باستنزافها رويدا رويدا في جبهات طويلة ومهلكة ..
إيران اليوم على مفترق طرق وعليها أن تعيد دراسة ما حل بالعراق وتجربته الرائدة في البناء التي آلت إلى الزوال لأنها اليوم مهددة بطريقة الموت نفسها وعليها أن تفكر بطريقة ذكية لكي تسحب قدمها عن هذا اللغم المميت قبل أن ينفجر ويحول جسدها إلى أشلاء ممزقة .

//////////////////////////م
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود
- العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الم ...
- ثنائية العامل والموظف في العراق
- الطبقة العاملة والحزب الشيوعي ... في العراق
- ما كتبته عن فالح عبد الجبار قبل خمس سنوات
- اليمين واليسار في حزب البعث وقصة كامل فليفل
- ومع عاصفة الحزم استذكرنا -لواء العقيدة اليمني-
- هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية
- العمل غير مدفوع الأجر في العراق
- متى ينتصف النصف الآخر لنفسه في العراق ؟
- اشتراكية .نجدي فتحي صفوة ..من نقد لينين إلى تمجيد فخري قدوري
- ماذا سيفعل أصحاب العقل الريعي في ظل انخفاض سعر البترول ؟
- وما قتلوك يقينا .... يا عبد الكريم قاسم... حكايات عن الزعيم ...
- تقسيم البرجوازية العراقية وفئاتها
- البرجوازية العراقية مابين الرفيق النمري والدكتور حسين علوان ...
- الأعلى والأدنى في راتب الموظف والسلطوي العراقي
- هل كان ال6 من كانون الثاني تاريخا حقيقيا لتأسيس الجيش العراق ...
- الذين يريدون الضحك على العراب الأميركي
- العراق .. دخول الثقب الأسود وتحقيق نبوءة اينشتاين
- لو كنت القائد العام للقوات المسلحة ؟


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - هل استوعبت إيران دروس التجربة العراقية ؟