أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود














المزيد.....

شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 21:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



لا استطيع تصور شكلا لهذا العالم الجميل الرائع الذي تنعدم فيه التعاملات النقدية ولا نرى للنقد فيه من حركة حيث ستخلو جيوبنا من هذا الساحر الورقي ولا نعد بعد ذلك مجبرين لاستخراجه للدفع بالكاش أو بالآجل لأننا سوف نسافر في هذا العالم بلا جيوب أو محفظة للنقود .
عرفت البشرية هذا الشكل البدائي من التعامل بعد ظهور العمل وتخطى الإنسان عتبة الحيوان وانفصال المهن عن بعضها البعض ومثل ظهور رعي الحيوانات وتجدينها ومعرفة الإنسان كيف يزرع الأرض ويستغلها لمصلحته مرحلة حاسمة في سير البشرية إلى الأمام.
لكن حاجات الإنسان غير المنقطعة كانت تلح علية باستمرار لجدله مع الطبيعة واختراعه الأشياء تفرض علية نظاما آخر للتعامل حين لم الاكتفاء الذاتي سيد الموقف .
فكان التعامل مع الغير واستعارة خبرات الإنسان الآخر وحاجاته عن طريق مبادلة الأشياء مع بعضها البعض فكان القمح والشعير سيدا عصر التعامل والمقايضة مع الأغنام والأبقار.
لا يعرف التاريخ ويؤكد جازما كيف ظهرت النقود ومن هو مكتشفها لحد الآن لكنة يقول إن الليدين هم أول من سك النقود من الذهب والفضة وأعطى لها وزنها وكيفية التعامل بها في القرن الرابع قبل الميلاد ..
لكن ظهور هذا النقد لم يكن وليد الصدفة من التطور الاقتصادي الذي وصل فيه الأمر إلى نشوء السلطة وظهور أول بوادر الدولة البسيطة المتمثلة بالملك .الأمير والسلطان وظهور عهد العبوديات المقيتة .
لم تكن نقود الأمس مثل نقود اليوم ورق مجرد يحتوي في دواخله على قيمة مضافة تملكها الدولة لان نقد الأمس كان سلعة بعينها مثل بقية السلع لكنها تتميز بخفة الوزن وارتفاع الكلفة وزيادة القيمة مما يجعلها سيدة التعامل .
سكت النقود في بدايتها في ورشات الحدادين بالمطرقة والسندان ووضع لها أوزان خاصة تبعا للمعدن والشكل النقدي ولكل عملة وزن محدد من المعدن الذي يدخل في سكها.
كان الدينار أو الدرهم الذهبي يحتوي على قيمته من الذهب كسلعة ذهبية أولا ثم قيمتها كنقد ثانيا واستمر هذا الأمر طويلا جدا وأصبحت هذه المعادن حصة السلاطين والملوك .
ومع ظهور النقد دخل الإنسان عصر الكارثة والربا وبيع النقد وعصر عبودية المال الذي احتوى في دواخله كل شي وتسيد على العمل وإذا كان للسوق صنميه السلعة في عهد الرأسمال فان صنميه النقد تسيدت تفكير تلك العهود .

فرض النقد في أول منشئة قيمته على كل الأشياء وهيمن على السلطة نفسها وأصبح السلطان يبحث عن الكنوز والنقود ليملى بها خزائنه ولم تكن للدولة من قيمة أذا افتقرت للنقد لان النقود في ذلك العصر كانت هي التي تعطي للسلطة قيمتها على عكس عالم اليوم .
تطور النقد بعد مرور أكثر من خمسة عشر قرنا وخرج من حالته ألطفليه التي ليكون على شكل أوراق مثلت بدايتها لعنة على بني البشر بظهور المصارف الأولى والتعامل المصرفي والقروض المصرفية البدائية .
تصدرت بريطانيا قصب السبق في التعامل بهذا الشكل الورقي الذي اخذ قيمته من المعادن الثمينة المؤمنة في الخزائن وكانت هذه النقود أوراق مصنوعة بطريقة تخفي في دواخلها رسما يصعب تقليده أو يحفر عليها توقيعا خاصا يصعب تزويره وظهرت أول العمل الملونة تلوينا كاملا في فترة 1910 تقريبا
يقول كارل ماركس بان ظهور العملة الورقية قد حول البريطانيين من حرق الساحرات إلى حرق المزورين لكثرة من تعامل في تزوير العملة ومع ظهور هذه العملة وانتشار الصناعة وظهور الآلات الحديثة تغير شكل العالم ودخل في متاهة الحروب والاستغلال البشع وحل عصر الدمار والحروب الكونية .

لكن الإنسان المبدع الخلاق لا ينقطع عن جدله مع الطبيعة أبدا ليعود بخلق الأشياء النافعة وتصحيح مسار التاريخ يقول الماركسيون بان الإنسان سوف ينهي كل مشاكله حينما تنتصر الطبقة العاملة على فلول الرأسمال وتنهي عصر التناحر الطبقي حيث ستختفي بعد ذلك كل الموبقات وجهاز الدولة القديم وشكل الدولة الكريه كما يعبر عنها فرديريك انجلز حيث ستذهب نحو متحف العاديات بجانب الفأس الحجرية والمغزل البدائي وسيحل على البشرية عصر جديد ربما يكون التفكير بة شيئا صعب على المخيلة نفسها حين ينتهي عصر النقد ويحل فيه عصر مبادلة الأشياء نفسها بطريقة مباشرة حين تنتصر الاشتراكية في آخر الأمر .
ومع هذا العالم الجميل سينتهي العمل المصرفي إلى الأبد وتتحول المصارف إلى فنادق ق للترفية وسينتهي العمل بكليات الإدارة والاقتصاد ويذهب قسم المحاسبة بكل أساتذته إلى العدم ولا نعد ندرس مادة الاقتصاد في المدارس لانتهاء الحاجة الاستعمالية لها .
ومع مونت النقود ستنتهي كل الأشكال السلطوية وأجهزة القمع من الشرطة و البوليس إلى أجهزة المخابرات وتشكيلات الجيش والجلاوزة المعتاشين على النقد فقط بدون أن يعرفوا من أين يأتي هذا النقد .
يقول ماركس بان النقد ولد ملطخا بالدماء وان رأس المال ينزف دما من كل جوانبه .

///////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الم ...
- ثنائية العامل والموظف في العراق
- الطبقة العاملة والحزب الشيوعي ... في العراق
- ما كتبته عن فالح عبد الجبار قبل خمس سنوات
- اليمين واليسار في حزب البعث وقصة كامل فليفل
- ومع عاصفة الحزم استذكرنا -لواء العقيدة اليمني-
- هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية
- العمل غير مدفوع الأجر في العراق
- متى ينتصف النصف الآخر لنفسه في العراق ؟
- اشتراكية .نجدي فتحي صفوة ..من نقد لينين إلى تمجيد فخري قدوري
- ماذا سيفعل أصحاب العقل الريعي في ظل انخفاض سعر البترول ؟
- وما قتلوك يقينا .... يا عبد الكريم قاسم... حكايات عن الزعيم ...
- تقسيم البرجوازية العراقية وفئاتها
- البرجوازية العراقية مابين الرفيق النمري والدكتور حسين علوان ...
- الأعلى والأدنى في راتب الموظف والسلطوي العراقي
- هل كان ال6 من كانون الثاني تاريخا حقيقيا لتأسيس الجيش العراق ...
- الذين يريدون الضحك على العراب الأميركي
- العراق .. دخول الثقب الأسود وتحقيق نبوءة اينشتاين
- لو كنت القائد العام للقوات المسلحة ؟
- السيرة.. كما يرويها جدي ..وجدتي


المزيد.....




- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
- المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو ...
- “أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - شكل العالم الذي تنعدم فيه النقود