أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الموضوعي















المزيد.....

العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الموضوعي


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 22:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



من خلال أكثر طروحات وأدبيات الأحزاب الشيوعية التي تكمن في الساحة اليوم فان هذه الأحزاب لازالت تفكر بطريقة يبتعد عنها الديالكتيك كثيرا بما يقارب السنة الضوئية وكأنها لازالت تعيش في زمن كارل ماركس نفسه .
تتناسى أو يغيب عن تفكير هذه الأحزاب المنطق التاريخي وتحقيب التاريخ ولا تعرف هذة الأحزاب إن الرأسمالية الأولى في المرحلة الكلاسيكية اختلفت كثيرا عن الرأسمالية الثانية التي بدورها اختلفت كثيرا عن الرأسمال ما بعد الحرب العالمية الثانية .
لكن أكثر منظري هذه الأحزاب لازالوا يؤكدون على العمل المأجور وكأن العمال مازالوا أنفسهم في بداية الثورة الصناعية .
وحتى مع هذا التنظير والتأكيد على العمل المأجور فان هذه الأحزاب تخالف ماركس كثيرا وكأنها لا تعرف ما هي الماركسية .
أكد ماركس بذكاء شديد على الطبقة العاملة كطبقة ثورية مغيرة للواقع و صانعة للتاريخ والحضارة ورقي الإنسان من خلال عملها الخلاق .
لكن من هي هذه الطبقة؟ .
أنها الطبقة التي تعمل في المجالات الحيوية للدولة وتصنع الحياة للكل من خلال السلع التي تنتجها على كل المستويات وان كانت هي تعاني الاستلاب والغربة عن منتجوها الذي يذهب لجيب الرأسمال وبقية الطبقات الأخرى المتوسطة الحكام. القضاة. السلك الدبلوماسي .مدراء المدارس .أصحاب المناصب .البيروقراطية الإدارية التي تعتاش بالقيمة الزائدة التي تنتجها هذه الطبقة .
عرف ماركس سر التناقض في المجتمع وأكد أن هناك طبقتين رأسيتين ستخوضان مع بعضهما حربا عاجلا أم آجلا من خلال سير البضاعة في السوق وما ستؤدي إلية من حرب بين الشركاء أنفسهم .
وحدث ما حدث وتلبدت سماء أوربا بالثورات العمالية ورصاص البنادق وسال الدم أي مسيل في شوارع باريس الثائرة .
طورت الرأسمالية نفسها كثيرا بعد الحرب الكونية الأولى وتدخلت الدولة في عمل الرأسمال بعد الأزمات الخانقة للرأسمالية وأصبحت الدولة الحديثة وريثة الدولة الرأسمالية القديمة التي اختفت شيئا فشيئا ولم يعد لها وجود في عالم اليوم حين أصبحت الدولة تملك المصانع والمنشات الحيوية وأممت حتى المؤسسات الخدمية من المستشفيات والمعاهد والكليات وأصبح كل شي يسير برسم هذه الدولة التي تقدوها طبقة برجوازية متوسطة امتلكت كل شي .
تطور البروليتاري مع تطور هذه الدولة وأصبح جزئا من هذه الدولة امتلك حق الضمان الاجتماعي للعيش وحق الضمان الصحي بعدما ظهر العصر الامبريالي وأصبحت الدول الامبريالية مستعمرة لغيرها من الدول وتعيش بموارد هذه الدول وليس بالقيمة الزائدة التي ينتجها البروليتاري الذي أصبح مواطنا .
عرف لينين في كتابة "الامبريالية" بنظرة ثاقبة أين يكمن التناقض الجديد مختلفا عن عهد ماركس فكانت الماركسية اللينينية سلاح الثوار الجديد والطبقات العاملة والشعوب المستغلة (بالفتح )كواقع حال جديد كما يركز دائما عليها الرفيق النمري .
انطلقت شرارة الثورات الوطنية في العالم الثالث في منتصف الخمسينات مستفيدة من الدعم السوفيتي وأصبحت أكثر هذه البلدان مستقلة تتبع منظومة الاقتصاد الاشتراكي مثل العراق ومصر وسوريا وأكثر البلدان العربية .

يقول جوزيف ستالين في كتابة القضايا الاقتصادية في الاتحاد السوفيتي الذي يعد من أهم الكتب لأنة يشرح كيفية نضال الطبقة العاملة في المرحلة الاشتراكية ويصحح أخطاء الشيوعيين في مكتبة السياسي فكيف الحال في بقية الشيوعيين في البلدان الأخرى ..
حين يؤكد بان وسائل الإنتاج لم تعد مملوكة لأحد بل للدولة وأصبحت الطبقة العاملة تبيع قوة عملها لنفسها ولذلك فان نضال الطبقة العاملة سيختلف عما كان سابقا .
ويضيف
ولكن يبدو أكثر من غريب أن تستخدم الآن هذه المفهومات، حين لم تعد الطبقة العاملة محرومة من السلطة ووسائل الإنتاج، بل باتت، بالعكس، تقبض بيدها على السلطة، وتملك وسائل الإنتاج . فالكلام عن قوة العمل كبضاعة، وعن عمل العمال «الأجور» ذو وقع بعيد عن المعقول في نظامنا.
وأصبحت أكثر الدول التي تسير على خطى الاتحاد السوفيتي تتبع نفس الأسلوب بعد تصفية العمل المأجور والاستغلال وتأميم الصناعة والنقد والقطاعات الحيوية للدولة بل وصل الأمر إلى تصفية الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين وتأميم حتى الملكيات الصغيرة جدا .

فالكلام عن العمل المأجور اليوم في العراق كأنة دوران في حلقة مفرغة لأنة لم يتبقى من هذا العمل سوى أشكال بسيطة جدا في الحياة مثل ورش النجارة وبعض معامل الحدادة التي لا تؤثر في سير الدولة وميزانيتها ولا تزيد دخلها الوطني قرشا واحدا بل هي ورشات صغيرة أشبة بالمانيوفاكتورة الصغيرة منها للعمل المأجور .
ينتمي اغلب الموظفين اليوم في جسد الدولة وتكون كل وسائل الإنتاج مملوكة للدولة ويتقاضى هؤلاء الموظفون أجورا ربما لا تكون متناسبة مع بعض ما يؤدون من خدمات وتختلف هذه الأجور باختلاف الوزارات وظهر هذا جليا بعد دخول القوات الأميركية للعراق وأصبحت الوزارات تعمل لنفسها في سجلات الرواتب باجتهاد الوزير بدون ضوابط من وزارة التخطيط أو وزارة المالية على عكس مقتضيات الدولة السابقة التي كانت تمتلك وزارة تخطيط صلاحية كاملة لضبط للرواتب والمخصصات .
يكون قطاع الدولة هو السائد في العراق مع بعض فلول القطاع الخاص الذي بدا ينمو في العراق مع منتصف الثمانينات بعد إفلاس الدولة وغرقها في الديون بسبب الحرب العراقية الإيرانية لكن هذا القطاع يعاني عدة أمور كثيرة منها الضرائب الباهظة وسيادة قطاع الدولة العام وعدم تأثيره على سياسة الدولة النقدية والمالية وكرة المجتمع له بسبب سيادة قطاع الدولة .
إن طلب الأحزاب الشيوعية اليوم من هذه الطبقة بالانقلاب على السلطة تكون ترجمته الفعلية الطلب من الطبقة المتوسطة الانقلاب ضد نفسها لان هذه الطبقات هي السلطة السائدة في المجتمع وهي الطبقة الماسكة للأمر التي تكُون السلطة بكل تفرعاتها .
إن الحديث الشيوعي في ظل الاقتصاد الريعي للنفط يجب معرفة أين يكمن التناقض الحقيقي في المجتمع ومن هي الطبقات المستغلة (بالفتح) حتى على مستوى الراتب من طبقات الموظفين أنفسهم وكيف يسير توزيع الثروة ومن هي الطبقة الأكثر غنى .
وحين تريد هذه الأحزاب التغلغل في جسد المجتمع عليها تجميع الأنصار أولا من طبقات صغار الموظفين في المستوى التشغيلي وما يعانوه من قلة مفردات الراتب وزيادة ساعات العمل وفضح قرارات الإدارات العليا المناهضة للموظفين ونقدها والعمل على تقليل ساعات العمل ومساواة هذه الكوادر مع نفس الكوادر في الإدارات العليا في مستحقات السلف والقروض العقارية وقطع الأراضي وإرجاع بعض حقوق هذه الطبقات من العمل الفني حتى ولو على المستوى الخدمي بسبب متاجرة بعض الإدارات بهذا العمل وتشكيل تكتلات مع بقية الأحزاب الليبرالية والديمقراطية اليوم مستفيدة من الفساد المالي والإداري والتخلف الذي سببته الأحزاب الدينية للمجتمع واللعب على هذا التناقض لتكوين تكتلات تساعدها في فرض ما تريد أن تقوله لصالح أعضائها في عالم اليوم .
وما يجب معرفته أن للطبقة البيروقراطية والإدارات العليا أيضا أحزابها التي تريد أبقاء الوضع كما هو علية الآن وعدم التضحية بمصالح هذه الطبقة وتعمل المستحيل لإبقاء الوضع كما هو علية الآن .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية العامل والموظف في العراق
- الطبقة العاملة والحزب الشيوعي ... في العراق
- ما كتبته عن فالح عبد الجبار قبل خمس سنوات
- اليمين واليسار في حزب البعث وقصة كامل فليفل
- ومع عاصفة الحزم استذكرنا -لواء العقيدة اليمني-
- هكذا يجب أن يكون التنظيم الماركسي في البلدان الريعية
- العمل غير مدفوع الأجر في العراق
- متى ينتصف النصف الآخر لنفسه في العراق ؟
- اشتراكية .نجدي فتحي صفوة ..من نقد لينين إلى تمجيد فخري قدوري
- ماذا سيفعل أصحاب العقل الريعي في ظل انخفاض سعر البترول ؟
- وما قتلوك يقينا .... يا عبد الكريم قاسم... حكايات عن الزعيم ...
- تقسيم البرجوازية العراقية وفئاتها
- البرجوازية العراقية مابين الرفيق النمري والدكتور حسين علوان ...
- الأعلى والأدنى في راتب الموظف والسلطوي العراقي
- هل كان ال6 من كانون الثاني تاريخا حقيقيا لتأسيس الجيش العراق ...
- الذين يريدون الضحك على العراب الأميركي
- العراق .. دخول الثقب الأسود وتحقيق نبوءة اينشتاين
- لو كنت القائد العام للقوات المسلحة ؟
- السيرة.. كما يرويها جدي ..وجدتي
- ومازلنا نغني تحت الصفصافة 1.. يا سعدي يوسف


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - العمل المأجور... في العراق مابين التنظير الشيوعي والواقع الموضوعي