أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اكذوبة العصر الجاهلي














المزيد.....

اكذوبة العصر الجاهلي


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


من ضمن المناهج الدراسية المقررة , التي درسناها في المرحلتين المتوسطة والاعدادية ان العصر الذي سبق عصر الدعوة الاسلامية كان عصرا جاهليا بامتياز .حيث كانت قيم الثأر والعصبية والقبلية والتفاخر بالإباء والاموال والاولاد هي السائدة , فضلا عن اتصاف شخصية الفرد آنذاك بالطيش والتهور والنزق , كل ذلك كان مدعاة ومبررا ان يوصف ذلك العصر بالجاهلية الاولى . والحق ان في مثل ذلك الطرح تجنيا كبيرا على مجتمع ما قبل الدعوة المحمدية ,وان كان ذلك الطرح في ذات الوقت يحمل جانبا من الصحة ,لكن يبقى هنالك تجنيا كبيرا ومقصودا اتجاه ذلك المجتمع الذي كان يشهد تأصيلا لجملة من قيم الخير والانسانية والتكافل الاجتماعي (الاحلاف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ) .
لقد اتسم ذلك العصر الذي اطلق عليه المؤرخون الاسلاميون بالعصر الجاهلي ظلما وبهتانا, بمقدار كبير من التنوع الديني والثقافي والمعرفي ,فعلى صعيد التنوع الديني كانت هنالك ديانة التوحيد (الابراهيمية ) ومن اشهر دعاتها (ورقة بن نوفل ) كما كانت هنالك الديانة المسيحية واليهودية وكلها تعيش جنبا الى جنب عبادة الاوثان التي كان يرمز كل وثن فيها الى قبيلة من القبائل التي تتقرب بها الى الخالق زلفى ,اما على الصعيد
الفكري والثقافي والمعرفي ,فقد كان هناك سوق عكاظ الذي كان يشهد تنافسا ميدانيا حيا بين مختلف الطاقات الادبية (الشعرية والنثرية ) من كل عام .ان ما يسمى بالمجتمع الجاهلي كان مجتمعا يتميز بإكرام الضيف وافشاء السلام واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم والمبالغة في مظاهر الجود والبذل والكرم , وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية ,فكيف بعد ذلك كله ان يكون مجتمعا جاهليا ,نعم يمكن اعتباره مجتمعا كسائر المجتمعات البشرية الاخرى ,فهو مجتمع ينطوي على حزمة من القيم السالبة والقيم الموجبة في آن واحد ,لكن ان نصفه بالمجتمع الجاهلي جملة وتفصيلا , فهذا امر مجانب للمنطق ومخالف لوقائع التاريخ .يذكرني اولئك الذين اطلقوا صفة الجاهلية على مجتمع مكة قبيل البعثة النبوية بأولئك الذين تجمعوا من شتى الاصقاع ليستوطنوا اميركا بعد طرد سكانها الاصليون (الهنود الحمر ) بحجة انهم اقوام متوحشون يأكلون لحم الانسان وهو حي يرزق علما ان قبائل (الاباتشي ) كانت تمتلك حضارة تضاهي حضارة الفراعنة في مصر وقد تركوا مجموعة من الاهرامات التي تشبه اهرامات الفراعنة الى حد كبير .
اخيرا لا يوجد مجتمع جاهلي , لكن توجد قيم جاهلية تتخلل هذا المجتمع او ذاك ,ولو اننا اخذنا بمنطق اولئك الذين اطلقوا صفة الجاهلية على مجتمع ما قبل البعثة النبوية ,لكان لزاما علينا ان نطلق على مجتمعاتنا الشرقية عموما ومجتمعنا العراقي بوجه الخصوص , صفة المجتمعات الجاهلية ,حيث ما تزال القيم المتخلفة والظلامية والرجعية تتنفس الهواء الطلق داخل مجتمعاتنا بكل يسر وحرية .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتوافق الديمقراطية مع الزعامات الدينية والقومية ؟
- هل سينجح السيد العبادي في اتمام مهامه الاصلاحية ؟
- من مصلحة من يتهم المالكي في سقوط الموصل ؟
- العمامة في قفص الاتهام مرة اخرى
- ملاحظات عامة للمتظاهرين الكرام
- تحية من الاعماق لمقام المرجعية السامق
- احزاب الاسلام السياسي والتظاهرات الاخيرة
- من اخطاء العراقيين القاتلة
- هل تكمن مشاكل العراقيين في طبيعة النظام السياسي الذي يسوسهم
- ساحة العزة والكرامة بنسختها الوطنية الشاملة
- تأويلات العراقيين لظاهرة ارتفاع درجات الحرارة
- هل يمتلك الارهاب دينا ؟
- غزوة النوادي الليلية
- ماذا عن الديكتاتور العادل ؟
- الشيعة والسنة مذهبين فقهيين ام حزبين سياسيين ؟
- سحور سياسي ام سحور طائفي
- تساؤلات ملحة حول دور المرجعية
- في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر
- وجهة نظر ...في صراع الشخصية العراقية
- وقفة مع الكاتب والمفكر غالب حسن الشابندر


المزيد.....




- إشهار كتاب دم على أوراق الذاكرة
- مثنى طليع يستعرض رؤيته الفنية في معرضه الثاني على قاعة أكد ل ...
- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- شيرين أحمد طارق.. فنانون تألقّوا في افتتاح المتحف المصري الك ...
- بين المال والسياسة.. رؤساء أميركيون سابقون -يتذكرون-
- ثقافة السلام بالقوة
- هل غياب العقل شرط للحب؟
- الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اكذوبة العصر الجاهلي