احمد عبدول
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المعوقات التي واجهت وتواجه العملية الديمقراطية الجارية داخل العراق منذ فجر التغيير كثيرة ومتشعبة, في آن واحد ,ولعل اهم واخطر تلك المعوقات يتمثل بوجود زعامات دينية واخرى قومية, داخلة في صلب العملية السياسية عبر كتلها واحزابها وتياراتها ,ومثل تلك الزعامات تمارس ادوارا, ترتقي الى حد الوصاية السياسية على ممثليها, داخل قبة البرلمان والحكومة على حد سواء .قد يقول قائل وما الضير في وجود هكذا زعامات,ما دامت هي تؤمن بآليات العمل الديمقراطية ,الا ان مثل ذلك الطرح يعد مجانبا لواقع وطبيعة الديمقراطية ذاتها فمثل تلك الزعامات, والتي ترتبط هي الاخرى بمرجعيات سياسية وعقائدية داخل العراق وخارجه يتعارض بطبيعة الحال مع الاسس والمبادئ العامة للديمقراطية ,التي تأبى ان يكون لاحد اي نوع من الوصايا على مقرراتها وخطوطها العامة والعريضة .لا توجد في فرنسا او بريطانيا او اميركا اي زعامات دينية او قومية تمارس ادوارا سياسية فوقية قد تعلو على سلطة البرلمان او الدستور في بعض الاحيان .
ان وجود زعامات من نوع ديني قومي عشائري امر يتعارض مع طبيعة العمل الديمقراطي ,فالديمقراطية ,آليات وثقافة وفلسفة لا تعترف بوجود اي قيمومة عليا, باستثناء قيمومة الجماهير التي تستطيع ان تعبر عن طموحها ورغباتها بشتى الاشكال الدستورية والقانونية .
وجود زعامات دينية وقومية لها اتباعها من ساسة ونواب (اقطاع سياسي ) امر مضر بجبهة الجماهير, كما كان الاقطاع العشائري مضر بشريحة الفقراء والمعدمين من الطبقة الفلاحية , اتمنى من كل قلبي على تلك الزعامات ان تنسحب من العملية السياسية التي اساءت في كثير من الاحيان الى تلك الزعامات باعترافها هيه .
#احمد_عبدول (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟