أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الشيعة والسنة مذهبين فقهيين ام حزبين سياسيين ؟














المزيد.....

الشيعة والسنة مذهبين فقهيين ام حزبين سياسيين ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من نافلة القول اننا ومنذ زمن بعيد نعاني من ضبابية حول جملة من المفاهيم والمصطلحات التي وجدنا عليها اباءنا فهرعنا على اثارهم دون ادنى تمحيص ومراجعة او تدبر ,ولا شك ان تلك الضبابية انما تشمل مختلف المجالات الفكرية والثقافية والعقائدية , فنحن على سبيل المثال نتعامل مع مصطلحي الشيعة والسنة على انهما مصطلحين مذهبيين فقهيين ,علما ان مصطلح الشيعة انما اشتق من التشيع بمعناه الاولي والبسيط ,والذي مثله عدد من الصحابة الاوائل امثال ابي ذر الغفاري وابو الاسود الدؤلي وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود وسلمان الفارسي, ما يسمى بأصحاب التشيع الخمسة ,وهؤلاء جميعا كانوا معروفين بالتشيع والتقرب والموالاة لعلي بن ابي طالب , لما وجدوه فيه من خصيصة للأيمان وسابقة للإسلام اضافة ,لما توافر عليه علي بن ابي طالب , من صفات ومميزات شخصية ,ثم اخذت تلك المفردة (مفردة التشيع) بعد ذلك بالانشطار والتوسع حتى اصبحت ثيمة بارزة, وعلامة فارقة, تدل على كل من يتخد من علي وأبنائه أئمة وهداة ,وكل من يسلك موقفا مناهضا ضد انظمة الجور والعسف والاستغلال السياسي والاجتماعي .
اما مصطلح السنة والجماعة فهو الاخر, كان قد تبلور ابان حادثة الصلح الشهيرة التي ابرمت بين ممثل البيت الاموي (معاوية بن ابي سفيان ) وبين سليل البيت النبوي الامام (الحسن بن علي بن ابي طالب ) ذلك الصلح الذي تضمن اكثر من شرط من جانب الامام الحسن وكان مرغما عليه لتحقيق جملة من المصالح والتي كان ابرزها حقن دماء المسلمين من الطرفين , الا ان (معاوية ) قد نكث بفقرات ذلك الصلح , ليضعه تحت قدميه حسب تعبيره هو , بعد ان تخلص من الامام عن طريق السم .
مصطلح السنة والجماعة ارتبط بذلك الصلح السياسي بشكل مباشر ومنه اخذ تسميته حيث ردد المسلمون بعد الاتفاق عناوين تشير الى لم الشمل ووحدة الصف ,ومن هنا كان لفظ السنة والجماعة على اعتبار ان السنة تدعو الى وحدة الكلمة ,ورص الصفوف .ولو اننا اجتهدنا في البحث عن مفردتي السنة والشيعة في القاموس الفقهي والمذهبي, لما وجدنا لهما اثرا ,لكننا نجد مصاديق ذينك المفردتين داخل القاموس الحزبي والسياسي, الذي تبلور فيما بعد عبر عقود من الزمن الذي تخللتة جملة من الحوادث والمتغيرات ,التي اسهمت بشكل واخر في صياغة متبنيات هاذين الحزبين الاسلاميين العريقين ,والدليل على ذلك ان المذاهب لا تتقاتل فهي مجرد طرق ووسائل لفهم النص القراني ليس الا , المذاهب لا تتصدى للحكم ولا تسعى للسلطة وليس لها مشاريع وتوجهات توسعية ,نعم يوجد هنالك مذهب اهل البيت ذلك المذهب الذي تصدر قائمة المذاهب الاسلامية والذي كان له قصب السبق في التطرق الى سائر المسائل والعقائد الكلامية والفلسفية , وهو المذهب الذي ارسى دعائمه بشكل متكامل وتفصيلي الامام (جعفر بن محمد الصادق 83هـ149هجرية ) لظروف مؤاتية كانت كان قد عاصرت الصادق آنذاك .
مذهب اهل البيت الذي يقوم على التمسك بالكتاب والعترة كما هو معروف اما المذاهب التي تعتمد الكتاب والسنة فهي المذاهب الاربعة كالمذهب المالكي( 93هجرية ـ179هجرية )والمذهب الحنفي (80هجرية ـ150 هجرية) والمذهب الشافعي (150هجرية ـ204هجرية ) والمذهب الحنبلي (164هجرية ـ ) اضافة الى مذاهب اسلامية متفرقة اخرى .
ليس من طبيعة المذاهب ان تتقاتل بل من طبيعتها ان تختلف ,فاذا تقاتلت فاعلم انها خرجت من خانة الدين الى عالم السياسة المتقلب واندرجت تحت مظلة المصالح الفئوية والشخصية والحزبية الضيقة .
الشيعة حزب اسلامي سياسي اتخذ من معارضة حكومات الجور موقفا على امتداد تاريخه الطويل, وله في ذلك سجل حافل في التصدي والصمود والتضحية. السنة حزب اسلامي سياسي اتخذ من السلطة دثارا له ومن الحاكم دريئة يدرء بها عن نفسه كل ما يهدد مصالحه وامتيازاته .لكن هذا لا يعني اننا نعتب على طرف دون اخر فقد اشترك الطرفان في مسؤولية ما وقع ويقع بينمها حتى كتابة تلك السطور ,هذه هي الحقيقة شئنا ام ابينا لكنها بالطبع حقيقة مرة لا يستسيغها الا من حكم عقله دون هواه.
المذاهب حالها حال سائر الاديان والحضارات والثقافات والنظريات العلمية والمعرفية ,لا تتقاتل كما اراد لها الكاتبين العالميين الشهيرين (فوكاياما ) وصموئيل هنتغون في كتابيهما صراع الحضارات ونهاية التاريخ بل انها تتكامل وتتعاضد لخلق حالة من الانسجام في جانب وحالة من الاختلاف المبرر في جانب اخر.
التشيع والتسنن ليسا مذهبين فقهيين ,بقدر ما هما حزبين سياسيين ,تبلورا على مرور العقود, وتعاقب الازمان, لينتهيا الى ايديولوجيا كأي ايديولوجيا اخرى ,ولعل ابرز وادل دليل على ان حقيقة التشيع والتسنن في صيغتيهما النهائية يدلان على انهم تكتل سياسي معين , انهما لا يشهدان اي صراع مسلح الا بعد ان تكون هنالك تحولات سياسية واجتماعية كبرى ,كما هو الحال بالنسبة للعراق بعد ان شهد ذلك التحول السياسي الذي مكن الشيعة من الحكم المباشر بعد ان غيب دورهم في الحكم والإدارة لأكثر من قرن .
المذاهب تولد من رحم فهم النصوص والاحاديث ليتسنى لها بعد ذلك تنظيم جملة من الاحكام والمرتكزات على ضوء تلك النصوص والاحاديث ,التشيع والتسنن لم ينبثقا من هكذا رحم بل انبثقا من رحم جملة من الحوادث والمحن السياسية التاريخية .اخيرا يمكن القول ان الشيعة والسنة انما يمثلان حزبين سياسيين ينتميان الى مرجعيات فقهية ومذهبية في حدود معينة ,لكن ان يكونا مذهبين عقائدين, فذلك امر لا سبيل الى اثباته بحال من الاحوال .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحور سياسي ام سحور طائفي
- تساؤلات ملحة حول دور المرجعية
- في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر
- وجهة نظر ...في صراع الشخصية العراقية
- وقفة مع الكاتب والمفكر غالب حسن الشابندر
- اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي (الجزء ا الثامن و ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء السا ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء السا ...
- اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي (الجزء الخامس )
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي (الجزء الخ ...
- اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الرابع )
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثا ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثا ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي الجزء الاو ...
- الرمزية في حياة العراقيين
- العودة الى مغامرات السندباد البحري
- هل تجوز المفاضلة بين السيد المالكي والسيد العبادي ؟
- هل زور التاريخ ام لا؟
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الشيعة والسنة مذهبين فقهيين ام حزبين سياسيين ؟