أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الرمزية في حياة العراقيين














المزيد.....

الرمزية في حياة العراقيين


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


للرمزية في حياة العراقيين قصة طويلة عريضة ,تمتد على امتداد تواجدهم على تلك الارض التي شاءت الاقدار ان تكون محط انظار العالم بأسره ,ليكون نصيب اهلها من الحروب والآزمات والنوازل والفواجع النصيب الاوفر بين مختلف شعوب المعمورة ,العراقيون ولا سباب تاريخية ثقافية وسياسية واجتماعية لا ينفكون عن التعويل على الرمزية او الرمز (قائد ـشيخ عشيرة ـرجل دين ) لذلك كان تاريخهم تاريخ شخوص ولم يكن تاريخ جماعات ونخب وتيارات ,العراقيون ومنذ امد بعيد يدمنون عملية النفخ في هياكل بشرية وجدت نفسها في وقت من الاوقات تتصدر الواقع لكي يصار الى تضخيمها وتفخيمها وتعظيمها وكأنها شخصيات غير مألوفة وغير معتادة .جميعنا يتذكر كيف كان العراقيون يمجدون حاكم مثل (صدام ) خوفا من بطشه وطمعا في ما يمنحه من هبات وعطايا ودرجات وامتيازات لمن يسير في ركاب حزبه الفاشي ,جميعنا يتذكر كيف كان اغلب العراقيين يتسابقون لكسب ود القائد الضرورة خوفا وطمعا .لعل البعض يمتعض من هكذا قول مبررا ذلك بالخوف والحفاظ على النفس من الوقوع في التهلكة , الا ان مثل ذلك القول يعد قولا مجانبا للواقع ,فشرور (صدام ) لم تكن الوحيدة عما اقترفه بحق ابناء الشعب العراقي ,حيث شكلت (الرمزية ) التي قدمها حزبه وعمل على الترويج لها ليجد بعد ذلك جماهير واسعة تصطف وراء تلك الرمزية المزيفة وتتغنى بها اناء الليل واطراف النهار ,كل ذلك كان سببا مهما فيما وصل اليه (صدام ) من غطرسه وتجبر .
واذا كان هنالك من يبرر للعراقيين تهافتهم والتفافهم حول مواكب سيارات (المرسيدس ) البيضاء والتي كان يتقدمها (صدام ) وهو يلوح للجماهير بالنصر على اميركا , اذا كان هناك من يبرر ذلك بسبب الخوف او التقية فبماذا نبرر ما نشهده هذه الايام من استفحال ظاهرة (الرمز ) في حياة العراقيين بعد التغيير الذي حدث عام 2003 وقد رفع عنا حجاب الخوف وازيل برقع التقية .
فلو انك قلبت اي صحيفة او قمت بمتابعة اي فضائية بغض النظر عن توجهاتها المذهبية او السياسية لوجدت ان الرمزية قد اخذت مديات مهولة واطوارا مخيفة , وهكذا هو الحال داخل سائر الكتل والتنظيمات والاحزاب العراقية وصولا الى دوائر ومؤسسات الدولة التي يفترض ان تتلاشى فيها هكذا ظواهر غير صحية .
ان المتتبع لحالنا اليوم يجد ان الفرق يكاد يكون معدوما بين الامس واليوم , بل اننا بالأمس كنا نمجد شخصا واحدا احدا, اما اليوم فقد اخذ كلا منا يمجد على مقاساته الثقافية والمذهبية والفئوية والحزبية والمناطقية .
قد يقول قائل ان ظاهرة الرمز في حياة الشعوب هي ظاهرة طبيعية ولا مناص للفرد من رمز يحتذي به ويقتدي بأعماله ويلتزم بوصاياه فلماذا كل ذلك اللوم .
لا شك ان مثل ذلك الكلام ينطوي على الكثير من الصحة ,فالرمز ضرورة تظهر في شتى المجتمعات ,الا ان هذا لا يعني ان الرمزية تبقى حالة ملازمة لهذا المجتمع او ذاك على امتداد مراحله التاريخية ,اللهم الا اذا كان ذلك المجتمع يعاني من خلل بنيوي في ارضيته الثقافية والقيمية .الرمزية انما تشكل حضورا مستداما داخل المجتمعات التي فشلت في استكمال شروط نهضتها ,المجتمعات التي اخفقت في ان تعمل بشكل جمعي متناسق .ان الامم المتحضرة قد غادرت الرمزية منذ زمن بعيد عندما ولت قبلتها نحو البرامج والتنمية وخطط الاستثمار والسعي لبناء دولة المؤسسات ,اما الامم المتخلفة فأنها لا تزال تنفخ بنار الرمز الذي تجد فيه ضالتها المنشودة واملها الاخير .
يبدو ان اغلب العراقيين لا يستطيع العيش دون ان يكون له رمز (بر او فاسق ) وما دام هذا هو حال الاعم الاغلب منا فأن مصيرنا مرهون بكف عفريت .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة الى مغامرات السندباد البحري
- هل تجوز المفاضلة بين السيد المالكي والسيد العبادي ؟
- هل زور التاريخ ام لا؟
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - الرمزية في حياة العراقيين