أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - أكذوبة الحروب الدينية














المزيد.....

أكذوبة الحروب الدينية


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتادت المجتمعات البشرية منذ بواكيرها الاولى ,ان تضفي على مجمل نزاعاتها وخصوماتها وحروبها مسحة دينية صرفة سواء كان مصدر ديانة تلك المجتمعات مصدر سماوي ام مصدر ارضي (وضعي ). ولاشك ان هكذا نزوع يعد امرا مبررا لاسيما لدى تجار الحروب ومشعلي الفتن من القادة والزعماء السياسين , إذ ان هؤلاء لا يستطيعون ان يحشدوا الجماهير بشكل يضمن لهم النصر في غزواتهم وفتوحاتهم الا بعد ان يتم ربط تعاليمهم وتوجهاتهم بمصدر الهي خارجي مقدس يقف وراء تلك الحروب والغزوات مما يدفع الجماهير ان تنساق كالفراش المبثوث لنيل النصر الرباني أو الشهادة المطرزة بشتى المطامع والملذات الأبدية.
القادة والرؤساء والكبراء على امتداد التاريخ لا ينفكون عن تصوير معاركهم التوسعية على انها معارك بالنيابة عن الدين وهم لم ولن يتوقفوا عن هكذا فعل ما دام هذا الأمر يوفر لهم فرص مؤاتية للبقاء والتوسع في السلطة والقوة والنفوذ . لا يوجد في قاموس الحروب البشرية جمعاء باستثناء بعض حروب الأنبياء التي فرضت عليهم فرضا , ما يسمى بالحروب الدينية , فقد جاءت معظم الأديان بذات القيم والتعاليم والأخلاقيات ومن هنا فهي لا تتقاتل ولا تتنافر ولا تختلف فيما بينها, الا في بعض ما يتعلق بالجوانب التفصيلية بخصوص بعض الأحكام والنصوص الفقهية التي تتباين من ديانة الى اخرى وفقا لظروف ومستجدات وحوادث طارئة . الأديان واحدة في ثوابتها ومتبنياتها لذلك فهي لا تتقاتل , الذي يتقاتل هو البرامج والإطماع والمصالح والمغانم السياسية التي تغلف بغلاف الأديان وتطلى بطلاء الشرائع السماوية , فالحروب الصليبية على سبيل المثال لم تقم على أسس دينية كما يروج له بل قامت على أسس سياسيه اقتصاديه توسعية . حروب ما يسمى بحروب الردة في التاريخ الإسلامي والتي اندلعت بعد وفاة الرسول بفترة وجيزة لم تكن حروبا دينية كما يصور لنا ذلك المؤرخون ,بل هي حروب قامت على أساس اختلاف الرؤى والتوجهات , كذلك هي حروب الجمل وصفين والنهروان , والتي قامت على خلفية أطماع ومآرب نفعية ضيقة إضافة الى جملة من القراءات المغلوطة لبعض النصوص والمواقف لإطراف وقوى إسلامية متطرفة ,لذا كنا نجد الإمام علي ابن أبي طالب بعد كل معركة يصلي على قتلى الطرفين وهو لا يمر بقتيل إلا ويردد قوله ( زعم من زعم انه لم يخرج إلينا إلا الغوغاء هذا العابد المجتهد ......... )(الطبري حوادث عام 36 ).
يروى ان أبا سلامة الدالاني سأل الإمام عن أصحاب الجمل قائلا (فما حالنا وحالهم ان ابتلينا غدا ) فرد قائلا (إني لأرجو ان لا يقتل احد نقى قلبه لله منا ومنهم إلا ادخله الله الجنة )(الطبري الجزء السادس حوادث عام 36 ) كذلك فقد كان الإمام علي ينصح أنصاره بالمواظبة على الدعاء لحقن دماء الطرفين بقوله (اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وذات بينهم وأهدهم من ضلالتهم )(نهج البلاغة الجزء الثاني ص 185 ) .
الأديان لا تتقاتل والمذاهب لا تتنازع لكن الذي يتقاتل ويتنازع هو الطموح السياسي الذي يؤسس لامتلاك سلة المغانم الدنيوية والزمنية .الأديان لا تتقاتل شانها في ذلك شأن القيم والمبادئ والأخلاقيات والتي هي أساس الحضارات التي أراد لها (صموئيل هنتغون ) في كتابه (صراع الحضارات ) ان تتقاتل وتتنافر وهو ما لا سبيل الى إثباته بحال من الأحوال , فالحضارات الإنسانية يكمل بعضها بعضا كما هو حال الأديان السماوية التي يأتي بعضها لبعضا مكملا ورديفا وخاتما .

لا نزال نتذكر ان عددا من خطباء المساجد كانوا بعد عام 2003 قد روجوا لرواية مفادها ان الإمام المهدي قد حث الرئيس الاميريكي بوش الأبن على الإطاحة بصدام حسين في الوقت الذي حرص فيه بوش الأبن على تصوير دوافع تلك الحرب بالدوافع الدينية والانجيلية , علما إنها لم تكن سوى مشروع جديد لإحكام السيطرة على منابع النفط في منطقة الخليج العربي .
هكذا هو حال قادة ورموز ووعاظ معظم الأمم والشعوب لا تستقيم أحوالهم ولا تفلح تجارتهم الا عن طريق ربط مخططاتهم وبرامجهم النفعية والسياسية بمصدر سماوي مقدس .
ان ما نشهده منذ التاسع من نيسان من صراعات وحروب واقتتال وفتن يحب ان يوصفها البعض بالحرب الطائفية بين السنة والشيعة هي ليست كذلك بكل تأكيد بل هي صراعات وفتن وخطوب ترتبط بأجندات سياسية محلية وإقليمة تريد العودة للعراق الى مربع القمع والديكتاتورية وحكومة الفرد الواحد .
ان ما يروج له منذ سنوات على اننا نشهد حربا دينية طائفية بين السنة والشيعة ما هو الا محض افتراء ,إنما الصواب اننا نشهد حربا تقودها كتل وأحزاب سياسية قد تضررت من المشروع السياسي الديمقراطي داخل العراق لذلك راحت تروج لهكذا تسميات ممجوجة .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب
- في ذكرى غزوة 1991 -المباركة - !


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - أكذوبة الحروب الدينية