أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟














المزيد.....

إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4401 - 2014 / 3 / 22 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تصفحنا سير وتاريخ الأعم الأغلب من الكتاب والأدباء والمؤرخين لوجدناهم يفرون من الساسة ويتباعدون عن السياسة , وذلك لان من شأن السياسة أن تفرض عليهم مالا يطيقون وتملي عليهم ما لا يرغبون , لذا نجدهم أبعد الخلق عن دوائر السلطة وأربأهم عن محيط الأنظمة الحاكمة .
الأدباء هم خزان العلم ودعاة المعرفة وأرباب الموضوعية ,يستظلون بظلها ويهتدون بهديها ,وهم لا يستطيعون ان يؤدوا ما أتمنوا عليه من أمانة وما استودعوه من وديعة إلا إذا كانوا بمنأى عن أحابيل الساسة والاعيب القادة الذين ينزعون جلودهم ويستبدلون وجوههم ما بين شروق الشمس ومغربها .
الأدباء على طول مسيرتهم العلمية يحرصون اشد الحرص على اتخاذ جانب العزلة خوفا من تسلل أصحاب النفوذ السياسي الى ما يتمتعون به من سلطة تكاد تكون مطلقة على مساحة التأثير في الفرد (المتلقي ), لذا نجد الكاتب والمؤرخ يأنف عن عملية الوقوف على أبواب المسؤولين حاله في ذلك حال رجل الدين من غير وعاظ الملوك والسلاطين, فللأديب مكانته كما للعالم مكانته التي يجب ان يصونها من كل خدش ويجنبها كل عرش إلا عرش الأمانة التاريخية والعلمية والثقافية , وهذا ما بات واضحا في سيرة العديد من كتابنا ومفكرينا كما في حالة الراحل الدكتور (علي الوردي ) والراحل الأديب والناقد (علي جواد الطاهر ) ، اللذان عرضت عليهما حكومة الزعيم (عبد الكريم قاسم )مناصب وزارية مرموقة فرفضا لغرض التفرغ التام لمزاولة مهامهم في حقول العلم والمعرفة بعيدا عن أي مؤثرات أو أملاءات سياسية معينة .
إلا ان ما نشهده ومنذ سنوات عدة فيما يخص سيرة الكاتب المخضرم (حسن العلوي ) ما يجعلنا نتوقف أمام ظاهرة نادرة في تاريخ كتابنا ومفكرينا حيث ضرب العلوي رقما قياسيا في تقديم صورة ذوبان الأديب في محيط السياسة ,فقدم لنا بذلك صورة مغايرة عما ألفناه من صور الأدباء الملتزمين الذي كنا نأمل ان يكون العلوي احدهم لكنه أبى إلا ان يتشبث بتاريخ الزعماء وعهود الرؤساء, ففي لقاء متلفز من على قناة الشرقية طلع علينا العلوي وقد استقرت من خلفه صورة كبيرة لـ (صدام حسين ) فلما سأله مقدم البرنامج عن وجود صورة (صدام ) من خلفه رد قائلا (انه تاريخ ), ولا ادري لماذا يريد العلوي العودة بنا لتاريخ من لم تجف دماء ضحاياه بعد ,هل يريد الرجوع بنا إلى دولة المنظمة السرية أم الرجوع الى أيام الدولة القومية العنصرية الشوفينية التي كان (صدام )احد أهم عرابيها وأعمدتها .
والذي يتابع لقاءات وحوارات العلوي يجده يسعى جاهدا ان يكون جنبا الى جنب أسماء القادة والحكام والرؤساء برهم وفاجرهم , طيبهم وخبيثهم ,فهو الصبي الذي كان يبشر بالبعث من خلال قصاصات ورقية كان يدسها تحت وسادة الزعيم الراحل ( عبد الكريم قاسم ) حسب قوله هو ، وهو المراسل الصحفي الذي رافق ( صدام ) في جولة الى الجنوب عام 1979 واصفا إياه بـ (فرانسوا ميتران ) العراق , وهو بعد ذلك صاحب سلسلة مصطلحات العراق العمري والبريطاني والأميركي وهي المصطلحات التي صارت فيما بعد مادة طيعة بمتناول أشباه الكتاب وإنصافهم ليطلق احدهم فيما بعد ,على العراق بالعراق الكويتي .
كما ان العلوي أول من تنبأ بان من يعقب صدام سوف يكون حاكما كرديا حتى انه وصفه بوصفه وذكره باسمه (مام جلال الطلباني ) .
وهكذا تستمر قائمة ادعاءات وتنبوءات العلوي الذي أصبح يطلق الألقاب ويفرق الأوصاف وينثر النعوت, كما نثرت على العروس الدراهم ,فقد وصف العلوي قبل أيام السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بسيسي العراق نسبة الى وزير الدفاع المصري (عبد الفتاح السيسي ) كما وصف مقتدى الصدر بفتى قريش ليضيف بذلك أرقاما اخرى الى قوائم ألقاب ممدوحيه الذين يمدحهم متى ما يشاء ويذمهم متى ما يريد .
ولا ادري ما الذي جمع كلا من عبد الكريم قاسم وصدام والمالكي والصدر في سلة العلوي السحرية ,على ما هم عليه من تباين واضح وتناقض بيّن في كثير من الخصال والصفات والمزايا .
يبدو ان الذي جمع كل هؤلاء هو كرسي الرئاسة وموقع المسؤولية الذي كان وما يزال العلوي يود الاقتراب منه والتحدث عن رجالاته ما وجد الى ذلك سبيلا .
أخيرا كنا نتمنى على العلوي ان يكون له بسيرة أستاذه الوردي أسوة حسنة عندما تفرغ الوردي تفرغا تاما لفريضة العلم ومسؤولية التدريس والتثقيف والتنوير مختطا لنفسه طريقته في البحث والتأليف والنظر في مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية التي تمس الشأن العراقي العام ,كما كنا نأمل ان يحذوا العلوي حذو أخيه الراحل (هادي العلوي ) الذي كان مثالا للكاتب الملتزم برؤية ومسار ومنهج محدد والذي سخّر كل إمكاناته وطاقاته من اجل هدف سام تلخص في خدمة الإنسان وقضاياه .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب
- في ذكرى غزوة 1991 -المباركة - !
- تاملات في الخطاب السياسي للسيد عمار الحكيم
- اصوات مهاجرة
- كل عام وانتم بخير سادتي القراء
- هل يكفي ان يكون الطرح صحيحا ؟
- ليس دفاعا عن العمامة
- رسالة الى جريدة المدى
- هل فشل الساسة الشيعة في ادارة حكم العراق ؟
- قضية الشيعة والسنة
- حكاية من سالف العصر والزمان
- ثنائية الثورة والانقلاب
- الله ليس رغيفا
- المترحمون على الطغاة
- عقدة الهلال


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟