أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اصوات مهاجرة














المزيد.....

اصوات مهاجرة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


بينما كنت جالسا قبالة شاشة النت أتنقل بين صفحات الأدب والسياسة والفنون عبر اليوتيوب (الصوت والصورة ) وإذا بأمر قد استوقفني بشدة ,فقد هالني ان أقف على ظاهرة غريبة طرأت على مجتمعنا العراقي إبان السنوات القليلة المنصرمة وهي ظاهرة تشيء بدخولنا إلى مرحلة ليس فيها من تراث الآباء والأجداد الفني والموسيقي شيئا يذكر , لقد استوقفتني هجرة تلك الأعداد الغفيرة من مطربي جنوبنا الحبيب صوب مناطق عربستان وهي مناطق ذات أغلبية عربية مسلمة تعتنق المذهب الجعفري حيث يقدر عدد سكانها ب (8 ) مليون نسمة 99 ./. منهم عرب , أما على الصعيد الاجتماعي فهي منطقة تقطنها امتدادات لعشائر أهلنا في الجنوب كعشائر بني كعب وبني طرف وبنو تميم وقبائل السادة .....
لقد هالني منظر مطربي ريفنا الحبيب وهم يقيمون حفلات الإعراس وسائر المناسبات الاجتماعية بعيدا عن ديارهم وكأنهم ارتكبوا جناية تهدد الأمن وتقوض السلم .
لقد اعتاد العراقيون على ان يشنفوا أذانهم خلال مناسبات الأفراح بما خلفه الاباء والأجداد من خزين نغمي يخترق القلوب ويسحر الألباب عبر أطوار المحمداوي والغافلي والحياوي إلى اخر تلك الأطوار المحببة على الذات العراقية دونما استثناء , فما الذي حصل لكي تهاجر تلك الأطوار وتهاجر معها تلك الحناجر الجنوبية التي تروي لنا حكايات الحزن المزمن الذي استوطن ارض الرافدين منذ خمسة ألاف عام .
لا يختلف اثنان على ان طبيعة العراقيين هي طبيعة ميالة إلى الالتصاق بقيم الطبيعة الغنّاء التي تزدان بها مناطق العراق كافة لا سيما الجنوب حيث الاهوار والمستنقعات والأراضي الزراعية الشاسعة والتي كانت عاملا مهما وفعالا في بلورة ذلك الميل الفطري إلى الإنشاد والتنوع في طرق الأداء الفني منذ قرون خلت حتى أصبح مثل ذلك الأمر جزءا لا يتجزأ من نسيجنا الروحي والثقافي والاجتماعي.
فهاهن أمهاتنا اللاتي يعود لهن الفضل الكبير في تنمية قابلياتنا السمعية واللحنية عبر ما كن يحرصن على أدائه من تنهدات تمتلئ حنينا وتتفجر لوعة حيث شكلت (دللوه ) أول محطة للتزود بذلك المتاع الفني الآسر .
العراقيون كسائر شعوب العالم يعشقون الفنون لا سيما الشعبية منها والتي يجدون فيها ملاذا لتفريغ كل شحناتهم السالبة عبر الموال والبستة كما هو الحال بالنسبة للأهزوجة وما يسمى (الهوسات)إلا ان ما حصل في السنوات الأخيرة بالنظر الى ما نتمتع به من موروث فني غنائي ثقافي أصبح يقوم على اعتبار ذلك الموروث مدعاة للابتعاد عن الدين وسببا من أسباب الوقوع في المحذور .
ولا شك ان هكذا نظرة لا ترتبط بالدين والتدين بقدر ما ترتبط بسياسات وأجندة بعض أحزاب الإسلام السياسي التي ما فتئت تروج لتوجهات تقف موقفا متشنجا من الفنون عموما والغناء بوجه الخصوص .
غاب عن تلك الأحزاب الدينية - التي تحاصر رقعة الفن والفنانين لتضطرهم الى الهجرة خارج أوطانهم - ان من يريد بناء دولة امنة مستقرة تشتمل على التنوع في الفنون والثقافات مما يرتبط بهويتها ويتصل بتراثها ان يدع مجالا ويترك فسحة لهكذا فعاليات إنسانية لا غنى عنها بحال من الأحوال ,غاب عن رجالات تلك الأحزاب الإسلامية ان غياب الفنون سواء كان الغناء أو غيره من النشاطات الفنية والثقافية يعد احد أهم أسباب تنامي مشاعر الإحباط والانعزال والكراهية التي قد تنتهي في موارد معينة إلى اتخاذ مواقف وتوجهات غاية في السلبية والانحراف .
غاب عن رجالات تلك الأحزاب ، ان خلو الساحة العراقية من الموال والبستة الجنوبية أو البغدادية أو ما يتصل منها بالمنطقة الغربية يعد احد أهم أسباب التصحر داخل الذات العراقية لتلك الأجيال الناشئة وهو ما يدعو تلك الذات المثقلة بجملة من الهموم والابتلاءات إلى التوقع والانعزال لتقع فريسة بأحضان الإرهاب الفكري والعقائدي ,غاب عن تفكير هؤلاء جميعا ان خلو أي مجتمع من تلك الشريحة التي تشيع ثقافة الفرح والسرور والابتهاج سوف يمهد الطريق لانحسار مشاعر التفاؤل والإقبال على الحياة وبالتالي التقهقر والنكوص نحو مربعات السأم والكآبة .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام وانتم بخير سادتي القراء
- هل يكفي ان يكون الطرح صحيحا ؟
- ليس دفاعا عن العمامة
- رسالة الى جريدة المدى
- هل فشل الساسة الشيعة في ادارة حكم العراق ؟
- قضية الشيعة والسنة
- حكاية من سالف العصر والزمان
- ثنائية الثورة والانقلاب
- الله ليس رغيفا
- المترحمون على الطغاة
- عقدة الهلال
- رسالة عاجلة الى السيد رئيس الوزراء
- شيوخ الظل
- حديقة الدار
- دماء العراقيين هل تحتاج إلى فتوى لتحريمها ؟
- رجل دين ، رجل سياسة
- هل تقف امريكا وراء تقسيم العراق؟
- هل من معجزة؟
- وماذا عن المرجعية ؟
- ما الذي يجري في العراق واقعا ؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اصوات مهاجرة