أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الثورة المزعومة















المزيد.....

الثورة المزعومة


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت الساعة تشير الى العاشرة مساءا من ذلك اليوم الاذاري المتقلب الاجواء حينما كنت بصحبة والدي نستمع الى نشرة الاخبار من احد الاذاعات الاجنبية والتي صعقتنا بخبر مفاده ان احد الجنود العراقيين المنسحبين من دولة الكويت بعد احتلالها من قبل القوات العراقية ,قام بتوجيه نيران قاذفته الى احد جداريات الرئيس العراقي والتي كانت تملى شوارع وواجهات الدوائر والمؤسسات الحكومية انذاك . وما ان اسفر الصبح حتى تواردت الانباء بانتفاض ابناء الجنوب الغيارى ضد النظام الشوفيني الحاكم ,والذي زج العراق بجملة من الحروب الظالمة والخاسرة التي استنزفت قواه الاقتصادية والعسكرية .
لقد انتفض ابناء الجنوب لتمتد انتفاضتهم الى شمال العراق بسرعة البرق حينما انتفض الكرد كردة فعل متوقعة ازاء سياسات اقصائية تعسفية قمعية استهدفت وجودهم على امتداد عقود من الزمن .
من نافلة القول ان الانتفاضة ليست هي الثورة وكما هو معروف ان الثورة انما تسبقها عدة مراحل من التنظيم والتخطيط والتوقيت تمهد بمجملها الى فعل الثورة , اما الانتفاضة فانها شكل من اشكال الانفعال الشعبي والجماهيري الذي ياتي على خلفية تراكمات اجتماعية وسياسية تفاعلت فيما بينها لسيرورة فعل الانتفاض والانقضاض على نظام سياسي متعجرف .
الانتفاضة فعل ليس اختياري بل هي فعل تضطر اليه الجماعة بسبب ضغوط متزايدة تكون من القوة والتطرف بحيث يكون لامناص ولا مهرب من عملية التنفيس عما يعتري الذات الجمعية من ضيم وحيف واحباط , وهذا عين ما حصل في العام 1991حينما اندلعت انتفاضة العراقيين ضد اعتى نظام دموي استبدادي .
لقد سقطت انذاك اربعة عشر محافظة بيد الثوار ولم يرفع حينها اي شعار طائفي يشير الى الشيعة والسنة فقد تلخص هدف المنتفضين بسقوط نظام الحكم والذي عرض عموم العراقيين الى افدح واشنع خسارة عسكرية في القرن العشرين والتي تمثلت بغزو الكويت والتي كانت عبارة عن فخ سياسي وعسكري متقن الصنع للايقاع بقوام الجيش العراقي الذي قدمه صدام لقمة سائغة بين فكيي الحلف الثلاثيني الذي قادته الولايات الاميركية المتحدة بكل قسوة وشراسة .
وماتزال صور الاف الاليات والقطع العسكرية المعطوبة المترامية على امتداد الطريق الرابط بين الكويت الى محافظة البصرة راسخة في العقول والاذهان .
لقد نجح المنتفضون ايما نجاح في اخضاع ثلاثة ارباع مساحة العراق الى سيطرتهم كما هو معروف الا ان سماح قوات التحالف بتحليق الطيران الحربي فوق الاجواء العراقية وبطش وقسوة قوات الحرس الجمهوري وسائر التشكيلات الصدامية القمعية ادى الى اجهاض مشروع الانتفاضة الشعبانية الشجاعة .
الا ان الملفت للنظر اننا بتنا هذه الايام نستمع الى مقاربات مجحفة ومقارنات ظالمة بين ما حدث عام 1991 من انتفاضة شعبية مشروعة وفقا لكل الاسس والثوابت والمقاييس الشرعية والوطنية والاخلاقية وبين ما حصل في محافظة الموصل بتاريخ 14/حزيران 2014 حينما سقطت الموصل على ايدي الغزو البربري الداعشي الذي لا يخفي ارتباطاته بعدد من الدوائر الاقليمية والدولية التي تريد بالعراق واهله شرا ,والتي امدت ذلك الغزو باسباب القوة وعوامل السيطرة .
لا يخفى على احد ان تنظيم ما يسمى ب(داعش )هو تنظيم ارهابي اممي مسلح يريد اقامة دولة دموية بوليسية ولكن هذه المرة بثياب اسلامية وشعارات قرانية , ومن هنا فلامجال للمقارنة بين طبيعة هكذا تنظيم وبين ما تقوم به الشعوب المضطهدة والمقهورة من انتفاضات مشروعة كما حدث في انتفاضة العراقيين عام 1991 .
لقد اقدمت عصابات (داعش )في الموصل على مالم ولن يقدم عليه اشد الحيوانات فتكا واعظمها شرا ,حينما عاثوا في الارض فسادا وقتلا وتخريبا وتخوينا ,حيث نبشت القبور وفخخت المساجد وهدمت الصوامع فلم يسلم من ذلك ولي , ولم يستثنى نبي ,حتى ضج اهالي الموصل فضاقوا بهم ذرعا , ولقوا منهم ظلما , فما كان منهم الا ان يوحدوا صفوفهم للانتقام , ورد الاعتبار لما هدر من كرامتهم , وما استبيح من اعراضهم وتراثهم ومقدساتهم ,ولا شك ان عشر معشار ماحدث في الموصل لم يحدث على ايدي المنتفضين ,الذين خرجوا طلبا للعدل وانصافا من الجور .
لم يضم معسكر المنتفضين انذاك اي جنسية غير عراقية فقد كان المنتفضون عراقيون بمجملهم كما ان الانتفاضة لم تشهد اي عمليات تسلل من خارج الحدود العراقية اللهم سوى مجاميع قوات فيلق (بدر ) الذي تأسس داخل معسكرات الاسر العراقية , وهو عكس ما نشهده اليوم من دخول مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية والاسلامية وهذا ما يعطي اوضح الدلائل على ان ما تشهده الموصل ليس بثورة ولا هو بالانتفاضة لكنه الغزو الخارجي الذي وجد له ملاذات وحواضن وقواعد سرعان ما تبين لها قبحه وبان لها سخفه فراجعت الحق ولم تتمادى في الباطل .


كانت الساعة تشير الى العاشرة مساءا من ذلك اليوم الاذاري المتقلب الاجواء حينما كنت بصحبة والدي نستمع الى نشرة الاخبار من احد الاذاعات الاجنبية والتي صعقتنا بخبر مفاده ان احد الجنود العراقيين المنسحبين من دولة الكويت بعد احتلالها من قبل القوات العراقية ,قام بتوجيه نيران قاذفته الى احد جداريات الرئيس العراقي والتي كانت تملى شوارع وواجهات الدوائر والمؤسسات الحكومية انذاك . وما ان اسفر الصبح حتى تواردت الانباء بانتفاض ابناء الجنوب الغيارى ضد النظام الشوفيني الحاكم ,والذي زج العراق بجملة من الحروب الظالمة والخاسرة التي استنزفت قواه الاقتصادية والعسكرية .
لقد انتفض ابناء الجنوب لتمتد انتفاضتهم الى شمال العراق بسرعة البرق حينما انتفض الكرد كردة فعل متوقعة ازاء سياسات اقصائية تعسفية قمعية استهدفت وجودهم على امتداد عقود من الزمن .
من نافلة القول ان الانتفاضة ليست هي الثورة وكما هو معروف ان الثورة انما تسبقها عدة مراحل من التنظيم والتخطيط والتوقيت تمهد بمجملها الى فعل الثورة , اما الانتفاضة فانها شكل من اشكال الانفعال الشعبي والجماهيري الذي ياتي على خلفية تراكمات اجتماعية وسياسية تفاعلت فيما بينها لسيرورة فعل الانتفاض والانقضاض على نظام سياسي متعجرف .
الانتفاضة فعل ليس اختياري بل هي فعل تضطر اليه الجماعة بسبب ضغوط متزايدة تكون من القوة والتطرف بحيث يكون لامناص ولا مهرب من عملية التنفيس عما يعتري الذات الجمعية من ضيم وحيف واحباط , وهذا عين ما حصل في العام 1991حينما اندلعت انتفاضة العراقيين ضد اعتى نظام دموي استبدادي .
لقد سقطت انذاك اربعة عشر محافظة بيد الثوار ولم يرفع حينها اي شعار طائفي يشير الى الشيعة والسنة فقد تلخص هدف المنتفضين بسقوط نظام الحكم والذي عرض عموم العراقيين الى افدح واشنع خسارة عسكرية في القرن العشرين والتي تمثلت بغزو الكويت والتي كانت عبارة عن فخ سياسي وعسكري متقن الصنع للايقاع بقوام الجيش العراقي الذي قدمه صدام لقمة سائغة بين فكيي الحلف الثلاثيني الذي قادته الولايات الاميركية المتحدة بكل قسوة وشراسة .
وماتزال صور الاف الاليات والقطع العسكرية المعطوبة المترامية على امتداد الطريق الرابط بين الكويت الى محافظة البصرة راسخة في العقول والاذهان .
لقد نجح المنتفضون ايما نجاح في اخضاع ثلاثة ارباع مساحة العراق الى سيطرتهم كما هو معروف الا ان سماح قوات التحالف بتحليق الطيران الحربي فوق الاجواء العراقية وبطش وقسوة قوات الحرس الجمهوري وسائر التشكيلات الصدامية القمعية ادى الى اجهاض مشروع الانتفاضة الشعبانية الشجاعة .
الا ان الملفت للنظر اننا بتنا هذه الايام نستمع الى مقاربات مجحفة ومقارنات ظالمة بين ما حدث عام 1991 من انتفاضة شعبية مشروعة وفقا لكل الاسس والثوابت والمقاييس الشرعية والوطنية والاخلاقية وبين ما حصل في محافظة الموصل بتاريخ 14/حزيران 2014 حينما سقطت الموصل على ايدي الغزو البربري الداعشي الذي لا يخفي ارتباطاته بعدد من الدوائر الاقليمية والدولية التي تريد بالعراق واهله شرا ,والتي امدت ذلك الغزو باسباب القوة وعوامل السيطرة .
لا يخفى على احد ان تنظيم ما يسمى ب(داعش )هو تنظيم ارهابي اممي مسلح يريد اقامة دولة دموية بوليسية ولكن هذه المرة بثياب اسلامية وشعارات قرانية , ومن هنا فلامجال للمقارنة بين طبيعة هكذا تنظيم وبين ما تقوم به الشعوب المضطهدة والمقهورة من انتفاضات مشروعة كما حدث في انتفاضة العراقيين عام 1991 .
لقد اقدمت عصابات (داعش )في الموصل على مالم ولن يقدم عليه اشد الحيوانات فتكا واعظمها شرا ,حينما عاثوا في الارض فسادا وقتلا وتخريبا وتخوينا ,حيث نبشت القبور وفخخت المساجد وهدمت الصوامع فلم يسلم من ذلك ولي , ولم يستثنى نبي ,حتى ضج اهالي الموصل فضاقوا بهم ذرعا , ولقوا منهم ظلما , فما كان منهم الا ان يوحدوا صفوفهم للانتقام , ورد الاعتبار لما هدر من كرامتهم , وما استبيح من اعراضهم وتراثهم ومقدساتهم ,ولا شك ان عشر معشار ماحدث في الموصل لم يحدث على ايدي المنتفضين ,الذين خرجوا طلبا للعدل وانصافا من الجور .
لم يضم معسكر المنتفضين انذاك اي جنسية غير عراقية فقد كان المنتفضون عراقيون بمجملهم كما ان الانتفاضة لم تشهد اي عمليات تسلل من خارج الحدود العراقية اللهم سوى مجاميع قوات فيلق (بدر ) الذي تأسس داخل معسكرات الاسر العراقية , وهو عكس ما نشهده اليوم من دخول مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية والاسلامية وهذا ما يعطي اوضح الدلائل على ان ما تشهده الموصل ليس بثورة ولا هو بالانتفاضة لكنه الغزو الخارجي الذي وجد له ملاذات وحواضن وقواعد سرعان ما تبين لها قبحه وبان لها سخفه فراجعت الحق ولم تتمادى في الباطل .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟
- هكذا تكلم اليعسوب


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عبدول - الثورة المزعومة