أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الرابع )















المزيد.....

اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الرابع )


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


تشكل موضوعة التناقض والصراع بين البداوة والحضارة الموضوعة الرئيسية التي تدور حولها بحوث الدكتور الراحل علي الوردي فيما يخص تطور المجتمع العراقي منذ القدم ,وعلى هذا الاساس شيد الوردي اطروحته حول ما يسمى (ازدواجية الفرد العراقي )وهنا يتسأل الدكتور سليم علي الوردي قائلا ( لكن الى اي زمن يمتد تاريخ هذا التناقض والصراع ؟والى متى سيستمر
يجيب الراحل الوردي على طبيعة هكذا تساؤل بقوله بان تاريخ هذا الصراع قديم قدم تكوين المجتمع العراقي ,عملت على خلقه عدة اسباب وعوامل يقف في مقدمتها الموقع الجغرافي للعراق, فهو موطن الحضارة بحكم وجود النهرين الكبيرين ,كما انه واقع تحت تأثير البداوة بحكم وقوعه على حافة صحراء الجزيرة العربية, المنبع الرئيس للبداوة على حد تعبير الوردي ,يقول الراحل الوردي ما نصه (كان العراق منذ بداية تكوينه حتى يومنا هذا يتلقى الموجات البدوية واحدة بعد الاخرى فكانت بعض تلك الموجات يأتيه عن طريق الفتح العسكري والبعض الاخر يأتيه عن طريق التسلل التدريجي )ويضيف قائلا ( يجوز ان نصف الشعب العراقي بانه شعب حائر , فقد انفتح امامه طريقان متعاكسان وهو مضطر ان يعيش فيهما في آن واحد . فهو يمشي في هذا الطريق حينا ثم يعود ليمشي في الطريق الاخر حينا اخر )كما يخلص الراحل الوردي في خاتمة كتابه ذائع الصيت (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ) الى نتيجة مفادها الآتي (ان الشعب العراقي شعب منقسم على ذاته وفيه من الصراع القبلي والطائفي اكثر مما موجود في اي شعب عربي اخر باستثناء لبنان وليس هناك من طريق لعلاج هذا الانشقاق اجدى من تطبيق النظام الديمقراطي فيه , حيث يتاح لكل فئة منه ان تشارك في الحكم حسب نسبتها العددية ) يعلق الدكتور سليم الوردي على الكلام اعلاه بقوله (يحق لنا ان نسأل الكاتب , اذا كان الصراع بين قيم البداوة والحضارة في العراق نابع عن موقعه الجغرافي , فما هو سر الصراع القبلي والطائفي والقومي في بلد مثل لبنان غير متاخم لصحراء تمده بالموجات البدوية ؟
الراحل الوردي لا يجيبنا على استفحال الصراع القبلي والطائفي والقومي في بلد مثل لبنان وهو البلد الاقرب الى الحضارة الغربية واكثر تماسا بها وتشبعا بقيمها ومظاهرها , كما ان الديمقراطية البرلمانية الليبرالية فيه قد ضربت بجذورها لكنها فشلت في تصفية الانشقاق الطائفي والقبلي هناك كما يعترف الراحل الوردي نفسه وهو يناقش تلك المسألة .
الراحل الوردي لا يجيبنا على استفهامات من قبيل هل ينبع الصراع الاجتماعي في بلد مثل لبنان من طبيعة التركيب الاجتماعي للبنان ام هو صراع محكوم بظروف وعوامل كرستها المصالح الاستعمارية لكي تستثمر نتائجها متى شاءت ؟يعتقد الراحل الوردي بأن تطبيق النظام الديمقراطي في العراق واتاحة الفرصة لكل فئة لان تشارك في الحكم حسب نسبتها العددية كفيل بالقضاء على الانشقاق الذي يعاني منه العراقيون , لكن مرة اخرى ماذا يقصد الوردي بمفردة فئة هل يقصد بالفئة الطائفة الدينية ام المجموعة القومية او العشائرية ام الفئة المتمثلة بالأحزاب والكتل السياسية يعلق الدكتور سليم علي الوردي على كل ذلك قائلا ( ان المجتمع الواعي المتقدم يرفض ان يمثل في الحكم وفق تقسيم طائفي او قبلي وخير دليل على قدر مجتمعنا على تجاوز التقسيم الطائفي والديني هو التقارب الطائفي والقومي الذي شهده العراق عشية ثورة العشرين وفي كافة المعارك الوطنية اللاحقة ) ويمضي الدكتور سليم قائلا (ان الصيغة التي يطرحها الوردي للتمثيل البرلماني وفق التقسيم الطائفي والقبلي من شانها اعاقة التطور الحضاري لمجتمعنا ) ولعل من المفيد ان نبين للقارئ ان الدكتور سليم كان قد قدم مثل هذا الطرح في سبعينيات القرن الفائت في طيات كتابه (علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية ) وهو الكتاب الذي نحن بصدد عرضه وبيان ما جاء فيه من دراسة شاملة لمنهج الراحل علي الوردي في دراسته للمجتمع العراقي يمكن القول ان الدكتور سليم كان قد استشف جانب مهم من مستقبل العراق السياسي وهو يشخص قبل اكثر من ثلاثة عقود ونيف ان مشاكل العراقيين لم ولن تنتهي عند صيغة التمثيل البرلماني وفق النسب العددية ففي ذلك مقتلهم جميعا وهذا ما اكدته الايام عندما جاء الحاكم المدني للعراق بول بريمر بعد عام 2003 وهو يثبت اركان النظام السياسي الجديد القائم على المحاصصة العرقية والطائفية التي جرت البلاد الى ما لا تحمد عقباه ,ليجد العراقيون انفسهم بعد ذلك في صراعات دموية لا عهد لهم بها من قبل .
مرة اخرى نعود للدكتور الراحل الوردي يقول الدكتور سليم علي الوردي (لو اتفقنا مع الدكتور الوردي على ان هذا صراع البداوة والحضارة هو احد السمات الرئيسية التي اتسم بها تطور المجتمع العراقي عبر تاريخه الطويل , الا يتفق معنا بأن البداوة قد مالت الى الانحسار في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وتلقت ضربة قاصمة , بتثبيت وترسيخ العلاقات الاقطاعية ؟ الا يتفق معنا بأن السلطة الابوية التي كان يمارسها شيخ العشيرة قد حلت محلها سلطة الاستغلال الاقتصادي الاقطاعي , وبدل الوحدة القبلية القائمة على الائتلاف والتضامن لمواجهة سلطة الدولة نشأ صراع طبقي بين الاقنان من جانب والاقطاعيين الذين يستندون الى سلطة الدولة وتستند عليهم في استغلال الفلاحين واستعبادهم من جانب اخر ؟
لقد انخفضت نسبة البدو الى مجموع السكان في العراق من 35./. عام 1867 الى 17./. عام 1905 والى 7./. عام 1930 لتصل الى 1./. عام 1957. في عشية ثورة 14 تموز عام 1958 حيث كانت العلاقات الاقطاعية هي المسيطرة على الريف العراقي وتفرز تأثيراتها على الواقع الاجتماعي والسياسي في العراق آنذاك .ان المجتمع الريفي كان يشكل 61./. من سكان العراق في حينها )ويمضي سليم الوردي قائلا (ان مجتمعا يعاني من مثل هذا الانشقاق الطبقي الرهيب ,لا يمكن ان نصف الصراع والتناقض في داخله بانه صراع بين البداوة والحضارة .ان الصراع في بلدنا وفي كل بلدان العالم الثالث كان وما يزال بين قوى التخلف التي كرستها وتحاول تكريسها الدوائر الاستعمارية وبين قوى التقدم المناوئة للاستعمار ) يبدو ان الراحل الوردي يمر على العلاقات الاقطاعية مر الكرام بينما يكرس للبداوة مؤلفات كاملة قد يقول قائل بان الراحل الوردي انما كان يتحدث عن قيم البداوة والحضارة ولكننا نقول هل يمكن ان نمنح القيم هذا الحجم من الاهمية والمساحة ؟ وهل تنشط القيم الاجتماعية بمعزل عن العلاقات الاقتصادية والمادية ؟
يقول الدكتور سليم الوردي (اننا لا ننكر بقاء بعض القيم البدوية , ولكننا نعترض على ان لها هذا التأثير الحاسم في حياة الناس مما يجعلها احد القطبين الرئيسيين لتناقض المجتمع العراقي . ان بقاء بعض القيم البدوية هو نتيجة السياسة الاستعمارية التي عملت على تصفية العلاقات الاقتصادية البدوية لتحل محلها العلاقات الاقطاعية , وفي ذات الوقت لم تعمد الى تصفية القيم البدوية . لقد
حاول الاقطاع الابقاء على القيم البدوية وتضمينها محتوى جديدا لصالح ترسيخ نظامه . فتحت راية التضامن العشائري راح الاقطاعي ـشيخ العشيرة وابوها بالأمس ـيعزز سيطرته الاقتصادية على ابناء عشيرته محولا اياهم الى اقنان . ولم يكتف بذلك بل استثمر تقاليد البداوة في الغزو والحرب لمواجهة التضامن الطبقي بين الفلاحين وقد عاصرنا العديد من المعارك بين السادة الاقطاعيين ,يزج فيها الفلاحون الذين لا مصلحة لهم فيها ) ويمضي سليم قائلا (وعلى الرغم من التغيرات العميقة التي شهدها مجتمعنا في العقدين الاخيرين نجد الدكتور ما يزال متمسكا بصيغة الصراع بين البداوة والحضارة فها هو يعزو ظاهرة الوساطة الى القيم البدوية على الرغم من ان تلك الظاهرة توجد في اغلب المجتمعات المتخلفة او التي تعاني من اثار التخلف ولا ينفرد بها مجتمعنا العراقي .ان الوساطة ليست ظاهرة بدوية صرفة , على انها نشأت وتنامت في مجتمعنا بخلفية عشائرية وطائفية ودينية .واؤكد للدكتور علي بان ظاهرة الوساطة كانت ستنشأ حتى وان لم تنشط في مجتمعنا قيما بدوية . والا كيف يعلل وجود هذه الظاهرة في مجتمعات لم تعرف البداوة ؟



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثا ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الثا ...
- اسطورة الراحل علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي الجزء الاو ...
- الرمزية في حياة العراقيين
- العودة الى مغامرات السندباد البحري
- هل تجوز المفاضلة بين السيد المالكي والسيد العبادي ؟
- هل زور التاريخ ام لا؟
- من المسؤول عن تحديد قناعاتنا الشخصية ؟
- فقه الحسين بن علي (عليهما السلام )
- فيروز واحزاب الاسلام السياسي
- التكريم جاء متأخرا
- أميركا في ميزان الكاتب العراقي عبدالخالق حسين
- الشيعة والاميركان
- المالكي والانقلاب الذي لابد منه
- إسلام مسرطن
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد عبدول - اسطورة علي الوردي في ميزان سليم علي الوردي(الجزء الرابع )