محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4951 - 2015 / 10 / 10 - 16:19
المحور:
الادب والفن
لِكَوْنِي ثَلاَثَةُ أرْكَانْ :
ـ حُبُّنَا؛
يُقاوِمُ حَتَّى يَبْقَى،
ـ وَهُنَا؛
في غُرْفَتِي وَدُنْيَايَ، أسْقُطُ وَأرْقَى،
ـ وَأنْتِ؛
حِينَ تَحْضُرِينْ
يَحْضُرُ مَا كَانَ وَيَكُونْ،
وَأحْنِي هَامَتِي
أمَامَ سِحْرٍ في خَاطِرِي غَيْرِ فَانْ.
اليومَ زارنِي عُصْفورٌ
جَناحاهُ بِلوْنِ الأرْجُوَانْ
في حِينٍ
أتَلَهَّى بِطقوسِ الإنْتظارْ.
إعْتَلَى مِزْهَرِيَّةً رَتَّبَتْ عُطورَهَا
يَدَاكِ
ثُمَّ طَارْ،
عَمَّرَ رَحْبَ غُرْفَتِي
بِذِكْرَى مُكَثَّفَةٍ،
كَغَمَامَةٍ حُبْلَى فَوْقَ بِحَارْ.
وَقَّفْتُ اللَّحَظاتِ وَقَدَّمْتُ لِلضَّيْفِ
قُوتاً وَماءْ،
في مُرَبَّعٍ مِنْ ضُوءِ الشَّمسِ،
في صِحْنٍ مُنَمْنَمٍ بِلوْنِ السَّماءْ.
جالَ في الغُرْفَةِ وَحَطَّ على الإنَاءْ
ثُمَّ طَارْ،
خَوْفاً مِنْ مَكيدَةٍ أوْ شَرَكْ؛
حَطَّ على صُورَةِ أمِّي وَأبِي
حَطَّ على دَوَاليبِي
وَعَلَى اللَّوْحاتِ العَالِقَةَ،
حَطَّ عَلى كُتُبِي
وَعلَى مُخْتارِ مُوسيقايَ البَاذِخِ
الذَّهَبِي،
حَطَّ على إطارِ النَّوَافِذِ
وانْتَهَى في رُكْنِ الجِدَارْ.
وَعادَ لِلصِّحْنِ يَلقِطُ الفُتاتْ
يَنْهَلُ القَطَراتْ
وَيُطْلِقُ سَقْسَقَةً بَلَّلَتْ عَطَشاً
لِمُسْتَغيثٍ في هَجيرِ المَمَاتْ.
وأنا
يَرْتَعِشُ الشَّوْقُ
لِرَشْفَةٍ مِنْ يَنْبوعِ المَنالْ،
قَلبِي يَرْجِفُ،
يَتَأمَّلْ؛
لِمَ في الزَّحْمةِ تَاهَ الحَبيبْ؟
وَاشتدَّ الظَّمَأْ؟
وانْتِظاري اسْتَطالْ؟
تَلوحُ أعاصيرُ السَّوَادْ
صَاعِدَةً مِنْ قَعْرِها
تُفْسِدُ نَوْمِي ـ
مُلْهَبَةَ الحَنَاجِرِ بالأحْقَادْ.؟
حَطَّ ضَيْفي عَلى كَتِفِي
أبْدَى إبانَةً في تَغاريدِهِ؛
بِنُطْقِ الطَّيْرِ في فَرْحَتِهِ :
(أقْبِضْ على الشُّعْلةِ بِرَاحَتِكْ
شاهِدْ نَفْسَكَ في المِرْآةْ،
أنْتَ هُنا وَالآنْ
مَعَ مَنْ في كَوْنِكَ أضْرَمَتْ
حَالةَ افْتِتانْ.)
محمد الشوفاني
10 ـ 10 ـ 2015
http://poetryarabnow.blogspot.com
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟