محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 20:33
المحور:
الادب والفن
أغْمَضَتْ عَيْنَيْها في باحَةِ الرُّكامْ
أمام أطفالٍ يُشاغِبونْ
يَتَقاذَفونَ بالصُّراخِ
حَيارَى.
يَعْجِنونَ الطّينَ
يَلْعَنونْ
يَرْكِلونَ وَجْهَ الأرْضِ
يَشْتِمونَ الشَّمسَ تَحْرِقُ الوُجوهَ
لا تَتَوارَى.
قَدَحَتْ عَيْنُ الجميلةِ دَمْعَتيْنْ
صارِخَتَيْنْ
أمام قلوبٍ في الأوحالِ تنْغَمِسُ
تَتَبارَى.
ضحك الأطفال من دموعٍ
أحَدَّ مِنْ شَفْرَةٍ
تُقَطِّعُ خَدَّ الورْدِ أشْطارَا.
شَجَناً على روحٍ مُمزَّقةٍ
على صدرٍ في أسمالهِ
ناهدٍ
على دُرَّةٍ بَيْنَ العذارَى.
إعتباراً للجمالِ الباكي
أوقفوا الشِّجارَا.
تداولوا في الباحة
تقاسموا الأدوارَا:
حارسٌ يُمْتِعُ الجميلةَ
بأداءٍ مِنْ هَزْلِ الحَياةِ
بِمُوسيقى
خَفْتاً وَجِهارَا.
وتسابقوا للسوق مزدحماً
كَمِنْقارِ بَازٍ أصابِعُهمْ
يقنصون كسرةً من هنا
جُبْنةً مِنْ هناكْ؛
ولِتَنْعَمَ الباكيةُ في الباحةِ
بِحُضورٍ ضيفٍ شريفٍ
قَنَصوا دِثارَا.
أفْرَغوا الثوبَ على الجمالِ
بِلوْنِ عيدٍ
مُزَرْكَشاً بِالقَصَبْ
مُنَقَّطاً بِعِطْرٍ
يُحيلُ ليْلاً عابِساً نهارَا.
شِعارُهمْ
تمرّدٌ على أهلِ الأرْضِ،
وعلى السماءِ أعْلَنوا إنكارَا.
فاهَ رائدُهمْ :
أخْتي في الباحَةِ لا تُبالي
بالسافلينَ في مَلَذَّاتٍ نيّاماً
في مَقْتٍ لا يُجارَى.
لا تُبالي
بِرداءةٍ بَيْنَنا
وَنَذالَةٍ بَيْنَهُمْ
لا تَهْتَزُّ لَها نِيَّاطٌ؛
مَنْ يَجوعُ أو يَضيعُ اختيارَا ؟!
محمد الشوفاني
17 ـ 07 ـ 2015
الموقع : http://poetryarabnow.blogspot.com/
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟